طبيب جراحة العظام طارق التميمي يروي رحلته الإنسانية إلى غزة.. (فيديو)

آية أبو الفيلات 

* عند دخولنا غزة كانت مشاعرنا مختلطة بالفرح الذي يعبر بانهمار الدموع

*من ضمن الاصابات التي أثرت بي طفل عمره ثلاث سنوات لديه اصابة مباشرة في فخذه الايمن وتم إنقاذه بحمد الله

*نصف طاقم العمليات استشهد والنصف الآخر لم يتمكن من الحضور بسبب خطورة الوضع
 

 

بغصة وألم روى استشاري جراحة العظام والمفاصل وجراحة المناظير، الدكتور طارق أبو رجب التميمي، عن تجربته ورحلته الإنسانية والطبية الفريدة في دخوله وخروجه من قطاع غزة، حيث شارك في جهود إغاثة طبية هامة للسكان المحاصرين هناك، بتنسيق وتنظيم من منظمة رحمة حول العالم، حيث انطلق الدكتور طارق وفريق طبي مكون من 20 طبيب من عمان إلى القاهرة في الخامس من فبراير، وقضوا يومين في القاهرة للتحضيرات اللازمة قبل التوجه إلى غزة.

وفي مقابلته مع "أخبار البلد" تحدث الدكتور أبو رجب، عن أبرز المواقف والمشاهد التي لن يتخيلها العقل البشري لشدة بشاعتها، وصعوبتها وذكر أبرز المهام التي قام بها هو واالفريق الطبي.

وتاليا نص المقابلة بالكامل:

متى و كيف دخلت غزة وكيف خرجت منها ومن خلال اي جهة واين كانت اقامتك فيها؟

دخلنا غزة يوم 7 فبراير انطلقنا من عمان الى القاهرة يوم 5 فبراير مكثنا بالقاهرة يومين لاجراء التحضيرات مع الجهة المنظمة وهي منظمة رحمة حول العالم وهي منظمة امريكية مسجلة في امريكا وقائم عليها مجموعة من الناس المهتمين بالاعمال الخيرية حول العالم, مكثنا في غزة حتى تاريخ 20 فبراير ، هذه المنظمات تعلم ان الاردنيين الاقرب للداخل الفلسطيني مما جعل نصف اعداد الوفد اطباء اردنيين، مكان الاقامة في خان يونس جنوب القطاع تحديدا داخل المستشفى الاوروبي حيث هذه الوفود تكون اقامتها اما في المستشفى الاوروبي او شهداء الاقصى في دير البلح.

كيف كانت مشاعرك الاولية حين دخلت غزة؟

مشاعر مختلطة بالفرح الذي يعبر بانهمار الدموع هذه اول مرة ندخل الاراضي الفسلطينية ويغمرنا شعور الاستعجال بالرغبة بالبدء بالعمل باسرع وقت ممكن وعلاج اكبر عدد ممكن من الجرحى، ذهبنا المستشفى الاوروبي ووجدنا استقبال حافل من الالاف من النازحين الذين يريدون علاج.

كيف كنت تقسم يومك واين كنت تنام بالمستشفى ولا مكان محدد؟

المنامات كانت داخل المستشفى حيث لم يسمح لنا الخروج منها عبارة عن غرف قام باعدادها الفريق المنظم ضمت كل غرفة من 4 – 5 افراد، وكوني جراح عظام كان تخصصي الاكثر طلبا، كنا نستيقظ فجرا ثم نتحدث عن طبيعة عملنا اليوم وثم نجتمع الساعة الثامنة والنصف صباحا مع الوفد للحديث عن مجريات اليوم السابق واليوم اللاحق وننطلق الى العمليات الساعة التاسعة صباحا ونبقى في العمليات حتى الساعة الثاني عشرة ليلا او الى ما بعد ذلك لانجازاكبر قدر ممكن في الفترة المحددة لنا وهي اسبوعين.

كيف كنت تتعامل مع مشاهد الموت والدمار وما اكثر مشهد اثر فيك؟

كوني طبيب جراح عظام لدي قدرة عالية على تحمل هذه المشاهد واكثر ما يؤثر فيني شخصيا هي مشاهد الاطفال التي تفتك بهم

من ضمن الاصابات اصابة طفل عمره ثلاث سنوات وجدناه في الطوارئ لديه اصابة مباشرة في فخذه الايمن حيث كان فخذه مفتوح والعظم مهشم ومفقود جزء كبير من العظم والشريان مقطوع حيث كان احتمالية البتر عالية جدا وبحمد الله تم انقاضه بدون بتر

هل واجهت الموت او احد من زملائك توفوا؟

طاقم العمليات كان 75 فرد لكن كان يحضر حوالي 25 فرد حيث نصفهم استشهد والنصف الثاني كان لا يقدر الحضور بسبب خطورة الوضع.