خطوات تعدّين بها طفلك لاستقبال شهر رمضان 2024
أيام قليلة ويهلّ علينا شهر رمضان الكريم بروحانياته وأيامه المباركة، الشهر الذي ينتظره جميع المسلمين في كل بقاع العالم -من العام للعام- وفيه يتسابقون لعمل الخير والقيام بصالح الأعمال كأحسن ما تكون، ووفقاً للآداب الواردة في المنهج النبوي، ووسط هذا العبق الجميل، ما أجمل أن تتعرفي إلى خطوات تعدّين بها طفلك لاستقبال شهر رمضان! كيف تعودينه على الصيام والقيام بالأعمال الطيبة؟ وكيف ترشدينه إلى حب الخير ومد يد المساعدة؟ هيا، فما أجمل وأروع أن تدربي صغارك ليعملوا بهذه الصفات طوال الشهر الكريم! ليتخذوها عادة طوال حياتهم.
احكي لهم قصص الأنبياء وحكايات الصحابة
تعليم الأطفال الصيام في شهر رمضان والتحلي بالأخلاق الحسنة، من الأمور التي تتطلب صبراً وجهداً كبيراً، وقضاء شهر رمضان 2024 لا يكون بالفرح والابتهاج وحدهما، وإنما بالاستعداد والقدرة على القيام بالطاعات والإكثار منها.
رمضان يكون بتعود الطفل على الذهاب إلى المسجد، وقراءة القرآن والاستماع لدروس الدين، وبقيامه بصلاة العشاء وجميع الصلوات وراء والده، أو الذهاب معه للصلاة بالمسجد، ومعه ينتظر الإمام ليصليا معاً.
من آداب رمضان أن تعلّمي طفلك كيف يتعلق قلبه بالمسجد، وكيف يتعايش مع الأجواء الرمضانية التي تحفزه على الإيمان، وأن يعرف الطفل كيف يصوم ولمن يصوم؟ بالتوجيه والإرشاد والموعظة الحسنة، بعيداً عن الإجبار.
أن يتحدّث الأب مع الطفل عن أشرف الأنبياء، ويقصّ عليه الحكايات عن الصحابة، ويحكي عن فضل الصيام وفوائده.
وليتذكر الآباء أن الأطفال يقلدون آباءهم؛ فإن رأوهم يفعلون الخير؛ فعلوا مثلهم، وإن شاهدوهم يبتعدون عنه؛ قلدوهم.
لهذا على الآباء أن يكونوا القدوة لأبنائهم في رمضان، وكل شهور العام.
دربي طفلك على الصيام والدعاء وعمل الخير
مشاركة الأطفال في الأعمال الخيرية الرمضانية مع آبائهم، من الأمور التي تترك أثرها في نفوسهم؛ مثل تفطير الصائمين، أو التصدّق على المحتاجين، ومراعاة صلة الأرحام، والأجداد خصوصاً.
قومي بالثناء والمكافأة؛ إذا فعل طفلك ما يوجب الثناء من الأعمال الصالحة في رمضان، ولا تتجاهليه. فإذا لم يجد الطفل التقدير الذي كان يتوقعه من والديه؛ قد يصيبه الإحباط، والأفضل أن تثني عليه أمام الآخرين؛ ليشعر بقيمة ما يفعل.
اشرحي لطفلك مضمون دعاء الإفطار
وهذا الشرح الوافي سيكون تجربتك الأولى سيدتي الأم، أو الأب، لشرح المزيد لطفلك، بعد أن شجعتِه بأسلوبك السلس ومفرداتك الواضحة، وهدوء صوتك وانتظارك لكل سؤال واستفسار من طفلك.
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا أفطرَ قالَ: ذَهبَ الظَّمأُ، وابتلَّتِ العروقُ، وثبتَ الأجرُ إن شاءَ اللَّهُ) دعاء كان يقوله النبي -صلى الله عليه وسلم- عند إفطاره، سواء في شهر رمضان أو غيره. وفي الحديث إظهارٌ لفرح الصائم، واستبشاره بعبادة الصيام التي جعل الله أجرها عظيماً.
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم (ذهب الظمأ)؛ أي ذهب العطش بشرب الماء ونحوه؛ لأن الصائم في حالة صيامه مدة من الزمن؛ يحصل له نوع من التيبس في الكبد، فإذا شرب الماء عند فطره؛ حصل للكبد انتعاش وانتفاع عظيم.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم (وابتلت العروق)؛ العروق هي أوردة الجسم التي يحصل لها نوع من التيبس والجفاف بسبب قلة الماء، والمعنى: وابتلت أوردة الجسم التي يبست من شدّة العطش.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (وثبت الأجر إن شاء الله)؛ أي أدعو الله -تعالى- وأرجوه أن أنال بصومي هذا، الذي حصل معه العطش والجوع والتعب؛ الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى.
وفي هذا ترغيب بالعبادة والطاعة، فقد ذهب العطش والجوع والتعب وثبت الأجر الذي يبقى للعبد ذخراً بعد موته.
كما رُويت أدعية أخرى تقال عند الإفطار؛ مثل: (اللَّهمَّ لَكَ صُمتُ، وعلَى رزقِكَ أفطَرتُ).
ويحرص المسلم على الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الإفطار، كما يحرص على الدعاء لنفسه ولأهله وللمسلمين.
لأن للصائم دعوة لا ترد وتكون مستجابة بإذن الله تعالى، وعلى المسلم احتساب تعبه في صومه لله؛ لينال الأجر العظيم والمثوبة منه.
ابتعدي عن هذه الأخطاء
1- لا تجبري طفلك على الصيام، إن كان صغيراً بعد، ولا تقارنيه بأحد؛ "فلان أفضل منك لأنّه يصوم اليوم كاملاً".
2- لا تتجاهلي صيامه وقيامه بالنوافل والعبادات، ولا تهدديه بما يخاف منه، إن لم يصم.
3- احذري الصمت وعدم إمداد الطفل بمعلومات عن الصيام وعن فضله وأحكامه، والتي يكثر من سؤالك عنها.
4- دربي نفسك على الروية والهدوء، في حالة الحديث مع طفلك عن رمضان، وتحلي بالصبر والملامح الطيبة، واستمري على ذلك الهدوء وقت الصيام.