الذهب يحلّق عالياً لكن شركات التعدين غارقة في المشاكل
تواصل أسعار الذهب تحقيق مستويات قياسية جديدة، وهناك سببان لذلك؛ هما: توقع انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية، والطلب المستمر من الأسر الصينية، لكن أكبر شركات التعدين، مثل نيوهاونت وباريك، لم تحقق النجاح نفسه، فقد انخفضت أسهم شركة نيومونت للتعدين ومقرها دنفر بنسبة 25% على مدار عام.
يأتي ذلك بعد صفقة استحوذت بموجبها شركة نيومونت على شركة نيوكريست الأسترالية في فبراير الماضي، بسعر مبالغ فيه قدره 19.5 مليار دولار، وهو سعر مرتفع للغاية بالنسبة للمساهمين، كما واجهت أسهم شركة باريك صعوبات أيضاً، في ظل خطط لبناء منجم نحاس وذهب في باكستان التي تمر بفترة من المخاطر الجيوسياسية.
وعلى عكس عشاق الذهب، يطالب المستثمرون في الأسهم بتدفق نقدي حر لإعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح من شركات تعدين الذهب. ولا يثق المستثمرون كثيراً بالمديرين التنفيذيين في مجال التعدين كرعاة لرأس المال الخاص بهم، ومن المفارقات أن هذا الانفصال بين المعدن وشركات التعدين قد يدفع إلى إبرام المزيد من الصفقات.
لكن ذلك لا يعني تجنب المستثمرين جميع شركات تنقيب الذهب، فقد استخدمت شركة كينروس جولد الكندية، تحت ضغط من شركة الاستثمار النشطة إليوت مانجمنت، الفوائض النقدية لإعادة شراء أسهمها. وارتفع سهمها بنسبة 42% خلال الفترة نفسها.
واستفادت شركة أجنيكو إيجل، ثالث أكبر شركة، من الإدارة المتحفظة مالياً وأصول المناجم الموجودة في كندا المستقرة سياسياً. ومن المرجح أن تجد عمليات شراء شركات التعدين الصغيرة والمتوسطة استحساناً لدى المستثمرين. وتقدمت شركة يينتاي جولد الصينية الشهر الماضي لشراء شركة أوسينو ريسورسيز مقابل 368 مليون دولار كندي نقداً (272.53 مليون دولار أمريكي). وتجاوز ذلك عرضاً من منافسة أوسينو المحلية، وهي شركة دندي ريسورسيز.
وقد ملأت هذه الاستحواذات الأصغر جيوب المستثمرين بالذهب في السنوات الأخيرة. ووفقاً لتحليل أجراه بنك مونتريال للأسواق المالية لـ22 صفقة منذ عام 2018، فإن أفضل عائد على الاستثمار، بمتوسط 100%، حدث في عمليات شراء بأقل من ملياري دولار. وكانت هذه المشتريات عادة لمناجم متوسطة الحجم تقوم بشراء المشاريع الصغيرة. في المقابل، أضاع اندماج نيوكريست نحو 1.4 مليار دولار من القيمة.
ويعتقد جون هاثاوي، من شركة سبروت لإدارة الأصول، أن الأهداف الرخيصة وفيرة، تصل بعض الشركات الصغيرة إلى النقطة التي تبدو فيها احتياجات الاستثمار في المشاريع ضخمة للغاية، مما يجبرها على البيع.
وتنقسم شركات التعدين الصغيرة إلى معسكرين، حيث من المتوقع أن تتحول بعض الشركات المنتجة، مثل شركة أوشيانا جولد المدرجة في تورنتو، إلى التدفق النقدي الحر الإيجابي قريباً، كما يلاحظ بنك مونتريال. أما بالنسبة للمستثمرين الآخرين الذين يحتاجون إلى مصادر جديدة لرأس المال، فإن شركة ريونيون جولد تحتاج إلى أموال لتطوير منجم أوكو ويست في دولة غايانا المنتجة للنفط حديثاً، وقد يجذب ذلك المستثمرين المغامرين أو شركات التعدين التي تمتلك وفرة برأس مال.
عموماً، فإنه في حال استمرار ارتفاع سعر الذهب، فإن الحديث عن نشاط الصفقات سيزداد. ويفضل المساهمون، الذين يخشون من دفع مبالغ زائدة مقابل النمو أن تقوم الشركات بالتنقيب في السوق عن الأصول الرخيصة أولاً.