لن نقبل صدقات "الخليج" ولا هبات "السعودية" .. فالاردنيون تعودوا على لقمة عيش يصلون اليها بعرقهم الممزوج بالكرامة والكبرياء
اخبار البلد : فايز شبيكات الدعجة - كفاية تسول فلسنا أذلة .ولن نقبل صدقات الخليج أو أن تكون علاقاتنا معهم تسولية ،ولدينا في الأردن من الموارد المالية ما يكفينا وربما يزيد .وعلى الدول المتصدقة وهي تقدم إلينا المعونة مشكورة أن تدرك أن ليس هنالك ما يسترعي الشفقة ويستدر العطف،وتعلم أنها إنما تسدد فواتير عشرات قضايا الفساد ،وان شخصا واحدا يتمتع بحصانة خاصة قد نهب (خمسمائة مليون دينار أردني من شركة الفوسفات وحدها خلال خمسة سنوات فقط)-عن صحيفة العرب اليوم ،ناهض حتر- .وحصل على قرار عدم ملاحقة مزيف بعد جلسة نيابية خاطفة . مع ان هذا الرجل وأمثالة تسببوا بظاهرة الانتحار الناجمة الفقر التي يشهدها المجتمع الأردني والى الطلاق ،ودفع المواطنين لإشعال القمامة والأحذية القديمة وقطع الكاوتشوك في التدفئة ، وسؤ التغذية عند الأطفال ،وذهاب الطلاب إلى المدارس بلا مصروف أو شطائر .
المؤسف أن الأردن هو البلد الوحيد الذي يفتخر بطلب وقبول المساعدات الدولية .ووزارة التخطيط هي وزارة متسولة ولا تمارس إلا الاستجداء مع أن المساعدات عبارة عن حلول ثانوية مؤقتة .ونحن على يقين من أن المساعدة السعودية التي يجري الحديث عنها هي مبادرة سعودية وليست بناء على طلب جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين في مباحثاته الأخيرة مع خادم الحرمين الشريفين حول الوضع الإقليمي.
نعلم أن في أموال السعودية حق معلوم للسائل والمحروم لكن ليس نحن
.وعلى دول الخليج أن تدعنا نقتلع شوكتنا بأنفسنا ،وتكف عن تقديم المال للحكومة بالمجان ،فذلك يشجع على الاتكال ،ويعرقل البرامج الجادة للاعتماد على النفس والاعتياش على الغير ،والحالة الأردنية المتردية ليست إنسانية بفعل كوارث خارج إرادتنا ،ولا تحتاج إلى إسعاف مالي عاجل ،وعلل الاقتصاد معروفة فنحن صنعنا الفساد بإرادتنا وسنقضي عليه لوحدنا مهما كلف ذلك من تضحيات .
لا يغرنكم ما يقال حول مكافحة الفساد ،فمجمل الإجراءات شكلية واقتصر اغلبها على ملاحقة الضعفاء في محاولة فاشلة لتبريد غليان الشارع ،وأدت إلى نتائج عكسية متوقعة ،والى بداية تمرد شعبي تجلى بوضوح في شعارات المعتصمين على اثر إمعان الدولة مؤخرا باحتقار مواطنيها ورجمهم برفع الأسعار .ولم تقيم وزنا لاحتجاجاتهم وشكواهم اليومية الوحيدة من الفقر الناجم عن الفساد . وانتقل رد الفعل الشعبي إلى المرحلة التالية للمطالبة بالحقوق ،وشهدت الأيام الماضية توترا شديدا وبداية لإعمال العنف تمثل في أكثر من حالة اعتداء على رجال الأمن أثناء المسيرات.
تغلب الدولة على إرادة الشعب لن يطول .وثبت بما لا يدع مجالا للشك فشل أسلوب شراء المواقف والو لاءات من مال المساعدات، مثلما فشلت الحلول الأمنية والدركية في معالجة مأزق سلطة الحكم التي لم يبق أمامها إلا خيار واحد حسب رأي المحللين والمختصين ،يبدأ بالتخلص من كل أعضاء البطانة التقليدية المقاومة للتغيير ، وملاحقة رموز الفساد بلا استثناء .واستعادة المال المنهوب ،وان لا ينظر النظام إلى المعارضة الوطنية كعدو .ثم أن عليه حل البرلمان إصدار قانون مؤقت لإجراء انتخابات نزيهة تفضي إلى قيام حكومة برلمانية قبل نهاية هذا العام .
نتوقع من المملكة العربية السعودية أن تقبل اعتذار الشعب الأردني عن قبول المساعدة الموعودة ،وان لا تجرح مشاعرنا لان أموالنا موجودة بحوزة الفاسدين ونحن تحتفظ بحقنا في اتخاذ كافة الوسائل المشروعة لاستعادتها طال الزمان أو قصر.fayz.shbikat@yahoo.com
رئيس الشبكة الأردنية للأمن الاجتماعي
المؤسف أن الأردن هو البلد الوحيد الذي يفتخر بطلب وقبول المساعدات الدولية .ووزارة التخطيط هي وزارة متسولة ولا تمارس إلا الاستجداء مع أن المساعدات عبارة عن حلول ثانوية مؤقتة .ونحن على يقين من أن المساعدة السعودية التي يجري الحديث عنها هي مبادرة سعودية وليست بناء على طلب جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين في مباحثاته الأخيرة مع خادم الحرمين الشريفين حول الوضع الإقليمي.
نعلم أن في أموال السعودية حق معلوم للسائل والمحروم لكن ليس نحن
.وعلى دول الخليج أن تدعنا نقتلع شوكتنا بأنفسنا ،وتكف عن تقديم المال للحكومة بالمجان ،فذلك يشجع على الاتكال ،ويعرقل البرامج الجادة للاعتماد على النفس والاعتياش على الغير ،والحالة الأردنية المتردية ليست إنسانية بفعل كوارث خارج إرادتنا ،ولا تحتاج إلى إسعاف مالي عاجل ،وعلل الاقتصاد معروفة فنحن صنعنا الفساد بإرادتنا وسنقضي عليه لوحدنا مهما كلف ذلك من تضحيات .
لا يغرنكم ما يقال حول مكافحة الفساد ،فمجمل الإجراءات شكلية واقتصر اغلبها على ملاحقة الضعفاء في محاولة فاشلة لتبريد غليان الشارع ،وأدت إلى نتائج عكسية متوقعة ،والى بداية تمرد شعبي تجلى بوضوح في شعارات المعتصمين على اثر إمعان الدولة مؤخرا باحتقار مواطنيها ورجمهم برفع الأسعار .ولم تقيم وزنا لاحتجاجاتهم وشكواهم اليومية الوحيدة من الفقر الناجم عن الفساد . وانتقل رد الفعل الشعبي إلى المرحلة التالية للمطالبة بالحقوق ،وشهدت الأيام الماضية توترا شديدا وبداية لإعمال العنف تمثل في أكثر من حالة اعتداء على رجال الأمن أثناء المسيرات.
تغلب الدولة على إرادة الشعب لن يطول .وثبت بما لا يدع مجالا للشك فشل أسلوب شراء المواقف والو لاءات من مال المساعدات، مثلما فشلت الحلول الأمنية والدركية في معالجة مأزق سلطة الحكم التي لم يبق أمامها إلا خيار واحد حسب رأي المحللين والمختصين ،يبدأ بالتخلص من كل أعضاء البطانة التقليدية المقاومة للتغيير ، وملاحقة رموز الفساد بلا استثناء .واستعادة المال المنهوب ،وان لا ينظر النظام إلى المعارضة الوطنية كعدو .ثم أن عليه حل البرلمان إصدار قانون مؤقت لإجراء انتخابات نزيهة تفضي إلى قيام حكومة برلمانية قبل نهاية هذا العام .
نتوقع من المملكة العربية السعودية أن تقبل اعتذار الشعب الأردني عن قبول المساعدة الموعودة ،وان لا تجرح مشاعرنا لان أموالنا موجودة بحوزة الفاسدين ونحن تحتفظ بحقنا في اتخاذ كافة الوسائل المشروعة لاستعادتها طال الزمان أو قصر.fayz.shbikat@yahoo.com
رئيس الشبكة الأردنية للأمن الاجتماعي