إعلان الأردن مركزًا إقليميًا للأمن الغذائي.. لماذا؟

في إطار فعاليات الدورة السابعة والثلاثين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا التي عُقدت في عمّان، أعلن وزير الزراعة خالد الحنيفات عن إطلاق الأردن كمركز للمرصد الإقليمي للأمن الغذائي لدول منطقة المشرق. يأتي هذا الإعلان تنفيذًا لرؤى جلالة الملك عبد الله الثاني والتي كان ينادي بها منذ سنوات وطرحها خلال لقائه مع المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) منذ سنتين وعاد وأكد عليها منذ أيام.

تهدف هذه المبادرة إلى توفير معلومات تحليلية وتقارير استقرائية وتنبؤات أساسية وتنبيهات حول المؤشرات الرئيسية مثل الأمن الغذائي وتعتمد على مدخلات بيانات متنوعة منها بيانات الفاو ونماذج اقتصادية وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

تم اختيار المملكة الأردنية الهاشمية لهذا الدور نظرًا لعدة عوامل تجعلها الخيار الأمثل، منها التجربة الناجحة فقد برزت تجربة الأردن في توفير مخزون غذائي مريح خلال الأزمات السابقة، مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، مما يمنحها الخبرة اللازمة لتقديم الدعم والإرشاد في مجال الأمن الغذائي بالإضافة للموقع الجغرافي والاستراتيجي الذي يجعل الأردن مركزًا مثاليًا لإقامة المرصد الإقليمي، مما يمكنه من أن يكون دوره استباقيًا في جمع البيانات وتحليل الوضع الغذائي في المنطقة للحد من التحديات الغذائية في المشرق والتي يعاني منها سكان المنطقة. في هذا المجال، تتضمن التحديات الجوائح الطبيعية والفيضانات التي تشكل تهديدًا مستمرًا للإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي تؤثر على إنتاج المحاصيل وتوزيع الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى تقلبات الأسعار والصراعات المسلحة في المنطقة التي تزيد من تعقيد الوضع الغذائي.

تعتبر مبادرة تأسيس مرصد الأمن الغذائي الإقليمي في الأردن خطوة هامة نحو تحقيق أنظمة غذائية مستدامة في منطقة المشرق. تؤكد هذه المبادرة على دور الأردن كمركز للاستقرار والسلام في الإقليم، وتعزز جهود تحقيق الاستقرار الغذائي والنمو المستدام في المنطقة.

ينبغي أيضًا التأكيد على الواجبات التي يتحملها المرصد كالمثال التالي:

1. توفير المعلومات والتحليلات:

يقوم المرصد بدور حيوي في جمع وتحليل مجموعة واسعة من المعلومات حول الأمن الغذائي، بما في ذلك البيانات المتعلقة بالإنتاج الزراعي، وحركة التجارة الدولية، وأنماط الاستهلاك المحلي، ومخزونات الغذاء. يُعتبر هذا التحليل الشامل أساسيًا لتقديم تقارير دقيقة وموثوقة تسهم في فهم أعمق لتحديات الأمن الغذائي والتوجه نحو حلول فعالة.

2. تعزيز التكامل الإقليمي:

من خلال تبادل المعلومات والتجارب بين الدول الأعضاء، يسهم المرصد في تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الأمن الغذائي. يُمكن لهذا التعاون أن يؤدي إلى تطوير استراتيجيات مشتركة لتعزيز الإنتاج الزراعي، وتحسين التجارة الدولية للمنتجات الغذائية، وتبادل الخبرات في مجالات تحسين التغذية ومكافحة الجوع.

3. دعم صنع القرار:

من خلال توفير معلومات دقيقة ومحدثة، يمكن للمرصد أن يلعب دورًا مهمًا في دعم عملية صنع القرار للحكومات والمنظمات ذات الصلة. فباستخدام التحليلات والتقارير التي يقدمها، يمكن للقادة السياسيين وصناع القرارات أن يحددوا الأولويات ويوجهوا السياسات والاستثمارات نحو تحقيق أهداف الأمن الغذائي بكفاءة أكبر.

4. التوعية والتثقيف:

يمكن للمرصد أيضًا أن يلعب دورًا فعّالًا في نشر الوعي بين الجمهور حول قضايا الأمن الغذائي وأهمية التغذية السليمة. عن طريق تقديم معلومات موثوقة ومحدثة وملائمة للجمهور، يمكن تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تناول الطعام ونمط الحياة الصحيح.

باختصار، يُعتبر المرصد الإقليمي للأمن الغذائي في الأردن شريكًا أساسيًا في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في المنطقة، من خلال توفير المعلومات اللازمة وتعزيز التعاون الإقليمي ودعم صنع القرارات ونشر الوعي بين الجمهور.