"زينة رمضان" تغيب عن بيوت الأردنيين


أجبرت الظروف الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، الأردنيين على إلغاء مظاهر الاحتفال والترحيب بشهر رمضان المبارك، كما كانوا معتادين عليه في السنوات الماضية.

وغابت "بسطات" الزينة التي كانت تنتشر في العاصمة الأردنية عمان وباقي المحافظات، من الشوارع وذلك احتراماً للأوضاع في غزة.

فامتنع الغالبية العظمى من الأردنيين من شراء زينة رمضان من أضوية وفوانيس وأهلة منيرة وغيرها من المظاهر الاحتفالية تعبيراً عن تضامنهم مع أهالي قطاع غزة الذين يتعرضون لضربات جوية من الجيش الإسرائيلي وتدخل بري منذ 7 أكتوبر الماضي على خلفية أحداث "طوفان الأقصى".

وقررت أسرة الطفل فارس الزيود التبرع لصالح أطفال غزة من الأموال التي كانت مخصصة لشراء الزينة المتعلقة بشهر رمضان.

وقالت والدة الطفل فارس "كيف نفرح ولنا أشقاء في وضع صعب ولا يمكن لنا أن نفعل لهم إلا الدعاء بفك كربتهم، والتبرع بما تيسر من مال".

أما المسن أبو الأمين فرفض أن يخرج الفانوس القديم الذي كان قد صممه عند أحد النجارين لضخامة حجمه، من المستودع كما هي العادة السنوية له، بسبب الأوضاع في غزة.

وقال "فانوس هذه السنة سيبقى داخل المستودع ولن أشعله حتى تعود الأوضاع في غزة كما كانت عليه قبل 7 أكتوبر".

ورداً على استفسارات أكدت غرفة تجارة الأردن أن هناك تراجعاً واضحاً من قبل المستهلكين على شراء زينة رمضان، بعكس السنوات السابقة التي كان الإقبال عليها يبدأ عادة قبل شهر رمضان بأسبوعين على الأقل.

 
وأكدت الغرفة أن التضامن كان واضحاً وملموساً من قبل التجار، حيث عزف عدد كبير جداً من الأردنيين على شراء الزينة رغم أسعارها المتواضعة والتي تتراوح من دينار إلى 10 دنانير.

وأوضحت الغرفة أن التجار المتخصصين في بيع زينة رمضان تأثروا بشكل كبير بهذا العزوف، حيث إن هذه البضاعة تعتبر موسمية ولا تباع إلا قبل شهر رمضان.

وأكدت الغرفة أن العديد من التجار قرروا إلغاء حجوزات الحاويات التي كانت من المقرر أن تصل الأردن قبل شهر رمضان بسبب قراءة مشهد السوق الأردني بشكل جيد.