مراسلة نيويورك تايمز جندية في الجيش الإسرائيلي وفشلت في إثبات ارتكاب حماس اعتداءات جنسية
تظهر الوقائع كل يوم مزيدا من الحقيقة التي تفضح مزاعم إسرائيلية تتهم المقاومة الفلسطينية بارتكاب أعمال اغتصاب ضد نساء إسرائيليات خلال هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
والجديد في الأمر ما كشفه موقع ذا إنترسبت الإخباري الأمريكي عن مشكلة عصفت داخل صحيفة نيويورك تايمز التي كانت قد كلفت المخرجة الإسرائيلية والمسؤولة السابقة في المخابرات الجوية، أنات شوارتز، بالعمل مع ابن أخيها آدم سيلا والمراسل المخضرم في صحيفة التايمز جيفري غيتلمان في تحقيق لإثبات حصول أعمال عنف جنسية قامت بها حماس في 7 أكتوبر، وذلك من أجل التبرير للعالم ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات في الحرب المستمرة ضد قطاع غزة، الا أن الصحافية الإسرائيلية لم تستطع الإتيان بأي شهادة توثق حصول عمليات اغتصاب، بعد مراجعة المؤسسات والجهات المختصة بمتابعة مثل تلك الحالات في إسرائيل.
وكانت الصحافية ذاتها أنات شوارتز (45 عاما) التي تكتب تقارير لنيويورك تايمز، قد أبدت إعجابها سابقا بمنشور يطالب بتحويل غزة إلى مسلخ، وإعدام السجناء الأمنيين الفلسطينيين إذا تعرض المحتجزون الإسرائيليون للأذى، وذلك الإعجاب دفع الصحيفة إلى القول إنها تجري تحقيقا مع المراسلة نظرا "لأن اعجابها ذلك يعتبر انتهاكا لسياسة الصحيفة”.
وبشان التقرير المتعلق بالاعتداءات الجنسية، قالت شوارتز إنها بدأت العمل مع الصحافي غيتلمان – المراسل الدولي الحائز على جائزة بوليتزر – لكن عدة مصادر في غرفة الأخبار قالت إن شوارتز وابن اخيها سيلا قاما بإنجاز الغالبية العظمى من التقارير الميدانية، بينما ركز غيتلمان على التأطير والكتابة فقط، ومنه التقرير الذي نُشر في أواخر ديسمبر/كانون الأول، تحت عنوان "صرخات بلا كلمات” ويزعم فيه أن حماس استخدمت العنف الجنسي كسلاح في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكان ذلك بمثابة قنبلة دعمت العمليات الحربية الإسرائيلية في وقت كان فيه حتى حلفاء إسرائيل يعربون عن قلقهم إزاء قتلها للمدنيين على نطاق واسع في غزة.
وينقل موقع ذا إنترسبت أنه "داخل غرفة الأخبار في نيويورك تايمز، قوبل التقرير بالثناء من إدارة التحرير ولكنه قوبل بالتشكيك من الصحافيين الآخرين حيث رأوا أن الصحافية الإسرائيلية أنات شوارتز تحمل عداءً تجاه الفلسطينيين، وتفتقر إلى الخبرة في الصحافة الاستقصائية، وتشعر بضغوط متضاربة بين كونها مؤيدة للمجهود الحربي الإسرائيلي وبين كونها مراسلة لصحيفة نيويورك تايمز”.
ويضيف الموقع "قد تكون الفضيحة الأكبر هي التقرير نفسه (عن الاعتداءات الجنسية المزعومة دون دليل)، والأثر الذي غير حياة الآلاف من الفلسطينيين حيث تم تبرير قتلهم بزعم قيام حماس بالعنف الجنسي المنهجي” .
ويوضح الموقع الأمريكي تراجع متحدث باسم صحيفة نيويورك تايمز عن القول إن حماس استخدمت العنف الجنسي كسلاح، واستخدم تعبيرا أكثر ليونة بأنه "ربما كان هناك استخدام منهجي للاعتداء الجنسي”.
ثم تراجعت الصحافية الإسرائيلية شوارتز عن روايتها حيث قالت في تصريح على القناة 12 إنها سعت لكن دون نتيجة للحصول على تأكيد لحصول الاعتداءات الجنسية من المستشفيات الإسرائيلية، ومراكز أزمات الاغتصاب، ومرافق التعافي من الصدمات، والخطوط الساخنة للاعتداءات الجنسية في إسرائيل. كذلك اعترف المتحدث باسم التايمز بذلك موضحا: "قيل لها إنه لم تكن هناك أي شكاوى بشأن اعتداءات جنسية”.
ويضيف التقرير أن الصحافية شوارتز اتصلت أيضا بمدير الخط الساخن للاعتداء الجنسي في جنوب إسرائيل، فأخبرها أنه ليس لديهم أي تقارير عن العنف الجنسي. ويشير تقرير ذا إنترسبت إلى أن الصحافية قامت أيضا بمحادثات مكثفة مع مسؤولين إسرائيليين من منظمة إنقاذ يهودية متشددة خاصة (زكا)، وتم التأكد بأن تلك المنظمة أساءت التعامل مع الأدلة ونشرت العديد من القصص الكاذبة حول أحداث 7 أكتوبر، بما في ذلك الادعاءات الكاذبة بقيام نشاط من حماس بقطع رؤوس الأطفال وإسقاط جنين من بطن امرأة حامل.