لماذا باع كبار "وول ستريت" أسهماً ب11 مليار دولار؟
أكدت تقارير اقتصادية أن مديرين تنفيذيين كباراً في وول ستريت، على غرار جيف بيزوس في "أمازون"، وجيمي ديمون في "جيه بي مورغان" قاموا في شهر شباط (فبراير) ببيع أسهم في شركاتهم بما يصل إجمالا إلى نحو 11 مليار دولار، ما أثار تساؤلات حول الأسباب، بخاصة أن عددا منهم يبيع أسهم شركته للمرة الأولى على الإطلاق.
وأظهر تقرير لمحللة الأسواق أماندا غريت في "ياهو فاينانس" أن بعض المديرين والمؤسسين، بل وحتى "ورثة" الشركات، باعوا أسهماً بكميات كبيرة جدا في شركاتهم التي جعلت منهم مليارديرات خلال الأعوام الماضية. وما جمع بين كل هؤلاء أن أسهمهم كان يجري تداولها قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق.
ومن خلال عدد من العمليات في شهر شباط، قام جيف بيزوس ببيع أسهم في "أمازون" بقيمة 8.5 مليار دولار، بينما باع جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة بنك "جيه بي مورغان تشيس"، ما قيمته 150 مليون دولار من الأسهم الأسبوع الماضي، وهي أول عملية يجريها من هذا النوع منذ توليه المنصب الأعلى في البنك قبل 18 عامًا. كما باع ليون بلاك، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي السابق لشركة "أبوللو غلوبال مانجمنت"، حصة بقيمة 172.8 مليون دولار من أسهمه، وهي أيضًا أول عملية بيع للأسهم يجريها بلاك على الإطلاق.
أيضا، وفي عشرات الصفقات منذ بداية شهر شباط، قام مارك زوكربيرغ بتسييل نحو 1.4 مليون سهم من أسهم "ميتا" (مالكة فايسبوك) بقيمة 638 مليون دولار تقريبًا، وفقًا لتحليل أجرته شركة بيانات مبيعات الأسهم الداخلية "فيريتي".
لكن هذه لا تعد خطوة غير مسبوقة من زوكربيرغ، إذ سبق أن باع أكثر من 588 ألف سهم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأكثر من 688 ألف سهم في كانون الأول (ديسمبر)، وأكثر من 447 ألفا أخرى في كانون الثاني (يناير) الماضي، وبإجمالي يناهز نحو 600 مليون دولار. ليتجاوز إجمالي قيمة مبيعاته في الأشهر الأربعة الأخيرة حاجز 1.2 مليار دولار.
أيضا شهدت وول ستريت بيع "صندوق عائلة والتون"، ورثة مؤسس شركة "وول مارت"، ما قيمته 1.5 مليار دولار من أسهم الشركة في شباط. وتمتلك العائلة نحو 45 في المئة من أسهم وول مارت، بحسب بلومبرغ.
وتأتي المبيعات في الوقت الذي وصل فيه مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في بورصة نيويورك إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، اذ ارتفع بنسبة 28 في المئة خلال عام، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 40 في المئة تقريبًا عن الفترة ذاتها.
ويرى بعض المحللين أن عمليات البيع ربما يبررها جني المكاسب مع شعور مديري هذه المؤسسات بوصول أسهمهم إلى ذروة سعرية بالفعل، أو ربما بحثهم عن إعادة هيكلة بعضا من استثماراتهم في أماكن أخرى.
لكن رئيس شركة "جونسون أسوشيتس" آلان جونسون، وهو مستشار لعدد من شركات الخدمات المالية، يعتقد أن البيع ربما يكون تخوفا أو تحوطا لما قد تشهده انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، والمرتقب إجرائها في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. قائلا: "إذا كان أحد المسؤولين التنفيذيين يتمتع حاليا "بأموال أكثر" مما كان متوقعا في احدى شركاته، فإن تنويع ممتلكاته يعد فكرة جيدة". وبالإضافة إلى ذلك، فقد تشهد فترة ما بعد الانتخابات إعادة صيوغ للإعفاءات الضريبية التي حصل عليها أصحاب الأسهم، ما يدفعهم الى تغيير مراكزهم.