ابتسم لها وقال سامحيني.."رافت جواد ابو عيد" مقاتل من سرايا القدس احتضته امه وهو ينزف


احتضنته وهو ينزف ..كانت لوحدها تنظر اليه من نافذة غرفتها لتودعه كاي ام فلسطينية بدموعها قبل قصف طائرات الاحتلال للبطل الشهيد "رافت جواد ابو عيده" من بلدة القرارة جنوب قطاع غزة".

"رافت ابو جواد ابو عيدة" مقاتل من سرايا القدس عاد للتو من جولة جهادية طيلة ليلة الاحد قضاها في اطلاق الصواريخ على بلدات الاحتلال". سويعات قليلة يقرر خلالها "رافت" ان يعود الى ممارسة جهاده الكبير وشهادته امام ربه .

يسترق "رافت" لحظات يدخل خلالها غرفة امه ويبادرها بابتسامة هادئة "صباح الخير ياما وين ابوي بدي اسلم عليه". يغادر رافت بيته فيما خلجات نفس وامواج قلق تجتاح قلب ام جهادي معروف رفض ان يستريح مع الخوالف والقاعدين.

 يدفع القلق والحنين الفطري والخوف المشروع الام المفجوعة الى متابعة خطوات ولدها خارج البيت ودعاؤها يدثره محاولا حمايته من توقعات ام مجاهد فذ حمدت الله كثيرا الف مرة على عودته سالما في كل مهمة جهادية او ليلة رباط طويلة.

خمسون مترا فقط يبتعد فيها الشهيد "رافت" عن بيت والده قبل ان تقصفه طائرات الاحتلال والام لا زالت تنظر اليه عبر نافذتها لتكون اول من يصل اليه من الناس بعد قصفه. تضمه الى صدرها وهو ينزف وتبكي وتناديه "حبيبي ياما يا رافت لا تموت" ..تغرقها الدماء ورائحته الزكية تجتاح المكان "يبتسم قبل صعود روحه الى حيث قائده الشهيد زياد ابو طير. يبتسم "رافت" لوالدته قبل الشهقة الكبيرة ويتمتم بكلمات كل شهيد "سامحيني يا امي" لتصرخ امه ولتلتحم معه وتضمه الى صدرها الدامي لدقائق في مشهد ماساوي لام تحمل ابنها الشهيد تحاول السير به عدة امتار قبل قدوم.

هي حكاية من حكايات غزة الكبيرة والتي تصغر امام محاولات فرسان فلسطين الدفاع عن مستقبل اطفالهم وامتهم بعيدا عن غرر الدنيا فيما يصنع هؤلاء الرجال سميفونية النصر القادم ومشاهد يراكمها الوعي في الذاكرة الجمعية لمن قاوم وقتل ورابط "الذين صدقوا الله وعده".