لك الله يا وطني


كثيرة هي أوجاعنا تمتد بامتداد سنين العمر وبحجم الوطن نبوح بالنزر اليسير منها والجزء الأكبر نختزله داخل صدورنا فينفجر على شكل جلطات وارتفاع ضغط الدم والسكر وغيرها من إمراض الكبت .

وأنا احد الموجوعين حتى النخاع مثلي مثل الكثيرين ولكن الأوجاع مختلفة الأشكال والألوان مثل برامج التلفزيون ، فقد يكون وجع احدهم ممن لا يعرف عن الوطن أكثر من عبدون والرابية ، أن انتابه موجة بكاء شديد تأثراً بدموع يوسف عرفات في برنامج عرب ايدول أو وصول مسج من صديقته " ما بتقدير تشوفه اليوم " ، ولكن وجعي ووجع الكثيرين من اللون المختلف يبدأ بثاني أكسيد الكبريتيد المنبعث من مباخر الشركات مرورا بطريق الصهاريج العجيب الغريب الذي الذي لن تشاهد مثله إلا في العاب الكمبيوتر " طاسه وضايعه " ثم يميل الوجع قليلا نحو تحكم التجار في الأسعار وكرتونه البيض وعدس الفقراء والارتفاع المجنون للسلع الأساسية. وزيادة أسعار الكهرباء في محاوله إلى إعادتنا إلى عصر ما قبل البنورة وقنديل الكاز للحفاظ على التراث

ويتعمق الوجع في مشاهد الشهداء والقتل المجاني في غزة هاشم على يد المحتل الصهيوني وكذلك الشام الحبيبة بمدنها الصامدة في حمص ودرعا وحماه وباب عمر وكل المدن الثائرة وما يدمي القلب والروح أن القاتل هو القائد الرمز والممانع الفذ . كل هذا والعالم كله يمارس المشاهدة والحزن فقط. حتى أننا أحيانا أصبحنا غير قادرين على الاستنكار والتنديد.ويصل الوجع إلى سوء الإدارة وكثرة الشطارة وعبادة الذات ليصل الوجع إلى القلب عندما تشعر بالإحساس بالمرارة عند التنكر لمكتسبات الوطن ومن من ؟ من تجار وسماسرة وحيتان يتعاملون مع الوطن كبورصة في أسواق المال ويمارسون علينا وطنيتهم على الشاشات وفي المناسبات بعد أن باعوا الدار والأرض وخصخصوا حتى دمائنا وكلانا.
في ظل مجلس يغط في نوم عميق ومعارضة منقسمة على نفسها وحراك عجيب غريب فيه من الفاسدين وراكبي موجه الحراك العربي الكثير الكثير حتى وفي أحيانا كثيرة يلبس الباطل لباس الحق ويخلع الحق لباسه في زمن ضاعت فيه القيم .

فأوجاعنا مختلفة ومتنوعة وما أكثرها اليوم .

يا وجعي .. جملة سمعتها على لسان جدتي كثيرا .. وارى أنها تعبر بصدق عن حالي وحال الكثيرين من أبناء الوطن والأمة في هذا الزمن العجيب . يا وجعي عليك يا وطني .

فلاح الزيودي