غزة والمطرقة الصهيونية

أكبادنا تحترق غضباً، وعيوننا تنهمر دمعاً، ونفوسنا امتلأت أساً، والحزن نصب في القلوب خيامه، على حالك غزة هاشم، فالصهاينة امطروكي قذائف الموت، وزعامات العرب تخالجها الأحلام بإحياء مفاوضات السلام.
فيا ملوك العرب ويا رؤسائهم وساستهم، شعب غزة لا يريد مع الصهاينة سلام، وشعوب العرب كلها تشد على أياديهم، فلماذا الاجتهاد بإخراج الميت من البلى، فالصهاينة لا يرون في السلام لهم مصلحة ولو كان ذلك لأرغموكم عليه، فمن الجنون أن نصدق بأن الصهاينة سيسمحون بان تكون غزة أرض السلام، ومن الجنون أن نصدق أن الصهاينة عما طالت أياديهم من أرض فلسطين سيرجعون، تحت ضغط المفاوضات التي متى رغبوا سايروكم لها، ومتى كانت رغبتهم وقفها لم يستأذنوكم متى الوقت المناسب لذلك.
فلا ادري أيستغفلكم الصهاينة ويخادعونكم بهذه المفاوضات العقيمة، أم إنكم انتم من يستغفل شعبه بهذه المناورات بين حين وآخر وتخدرون أعصابهم بهذا المسير، كلما أجج الصهاينة الأحداث وعاثوا بغزة أو الضفة قتلاً وتنكيلاً وتخريبا، ولازلتم تتنازلون وتتنازلون حتى أصبح موقف المحتل أقوى من موقفكم، فضاع حلم إخوتنا وقويت شوكة عدونا بتقهقركم فأصبح الجبان في هذا الزمن يوصف بأنه الحكيم وذو الرأي السديد.
أيكفي منكم مقابلة قتل إخوتنا بشجب واستنكار وجيوش العرب تصطف للاستعراض و للمراسم وتحية الزعماء، ومن منكم يصدر لهذه الجيوش أمرا فلا يكون أمره إلا لقتل أبناء شعبه، فتجييش الجيوش ما عاد إلا لحماية الكراسي، لا إلى رد الأراضي المغصوبة من شعوب لو تركت لكانوا عصابات تُخرج الصهاينة من البلاد، ولناضلوا ورأيت منهم من فنون الاستماتة لأجل الشهادة العجب العجاب، وتاريخ أجدادهم يشهد على ذلك، قبل أن تأتوا انتم إلى كراسي الحكم وتقتلوا فيهم كل همة، و ألهيتموهم بشتى فنون المرافه وألوان الترف، ليغرقوا ويقدسوا الدنيا وحياة المجون، ويتركوا إخوتنا يصارعون المنايا، ونحن نقف من ورائهم دعاة سلام ومرجفون.
نعم يا زعماء العرب إنا لا نرى فيكم من عنده لتحرير الأقصى ووقف سفك دماء إخوتنا همة، فرغد العيش الذي انتم به يمنعكم من التفكير في دخول ساحات الوغى، فليس فيكم من يعول عليه باسترجاع كرامة الأمة، فكلكم على نفس المنوال تغزلون وبالإمكانيات تتحججون وعلى إضعاف عقيدة شعوبكم حريصون، فكلكم ينظر إلى أشلاء بني الأمة ولا يعير للقضية أي أهمية، فإذا كانت حيلة الشعوب المقهورة منكم ومن بني صهيون الحوقلة، فحيلتكم شجب واستنكار وياله من ضعف على رؤوس الأشهاد به تقرون، يأبى الكريم أن يهان جاره ويأبى زعماء العرب أن يغضبوا الصهاينة في كلمة، فما رأى منكم بني أمتكم إلا أنكم جبابرة الأرض في قمعه، ورجال الحكمة مع أعدائه، فان كنتم تضنون أنها حكمة وفنون سياسية وتطربون لها، فان شعوبكم تسمي ذلك خيانة أمة وجبن زعيم ضعيف الهمة.
فابشر أيها الصهيوني الغاصب فزعماء الأمة يدينون لكم بالطاعة وحريصون على مصالحكم أكثر منكم، وجيوش الأمة قادتها أبطال أبطال ساحات الاستعراض على مهارتهم تشهد، وطوابير الأركان كل صباح تشهد للعسكر بأن الأوطان مصان حماها بسواعد أبناء الأمة، فالقائد يبحث عن منصب والجندي أصبح في الجيش موظف عن غير الراتب لا يبحث، قتلوا فيه حميته وتركوه يشغل تفكيره في نعله أكثر من تفكيره في خدمة وطنه.
نعم يا زعامات الأمة فأسود غزة هاشم لا يريدون منكم غير مدهم بالسلاح ونصرتهم في قضيتكم وقضيتهم، فهم اسود الميدان، ولا تضعوا لهم العقبات ودعوهم يبقوا فصائلهم كما هي، فمعركتهم مع الصهاينة تتطلب ذلك، وقليل الحيلة منكم عليه أن يلزم صمته ولا يتاجر بقضيتهم، وانسوا مدريد وأوسلو وانسوا الرباعية الدولية، واتفقوا على أن تحيوا في هذه الأمة عزتها، وتعيدوا لبنيها كرامتهم، فاخلعوا يا زعامات الأمة ثوب المهانة والذلة عفوا اقصد ثوب السياسة والحكمة، فالقوة ند للقوة، والكلمة في وجه المدفع لا تنفع.

kayedrkibat@gmail.com