كثافة صواريخ حزب الله تدفع رئيس بلدية كريات شمونة للطلب من المستوطنين المغادرة فوراً
لم تكتف إسرائيل باستهداف القرى الحدودية في جنوب لبنان بل وسّعت رقعة عدوانها حتى الحدود اللبنانية الشرقية مع سوريا، حيث استهدف طيرانها المعادي شاحنة لحزب الله في منطقة القصير المحاذية للحدود ما أدى إلى سقوط شهيدين.
وقد نعى حزب الله كلاً من المقاتل أحمد محمد العفّي محمود مواليد عام 1980 من بلدة بريتال في البقاع والشهيد حسين علي الديراني "أبو علي” مواليد عام 1986 من بلدة قصرنبا في البقاع.
ويأتي هذا الاعتداء على وقع المواجهات المتواصلة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله الذي استهدف تجمعاً لجنود العدو في محيط ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية وأطلق صاروخي "فلق1” على ثكنة زبدين في مزارع شبعا، في وقت دوت صفارات الإنذار في كريات شمونة وكفرغلعادي وتم تفعيل الدفاعات الجوية مقابل نهاريا بحسب ما ورد في الإعلام الإسرائيلي بعد إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه المستوطنات، حيث استهدف الحزب مرابض مدفعية لجيش الاحتلال وانتشار جنوده جنوب كريات شمونة.
وقد دعا رئيس بلدية كريات شمونة المستوطنين إلى مغادرة المدينة فوراً نتيجة كثافة صواريخ حزب الله.
في المقابل، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية على بلدة بليدا تزامناً مع تحليق على مستوى منخفض فوق جبل الشيخ ومنطقة العرقوب وحلتا وكفرشوبا وانفجار صاروخ اعتراضي فوق الوزاني. وطال القصف المدفعي بلدة حولا وسقطت قذيفة قرب جبانة بلدة عيتا الشعب. كما تعرضت تلة شواط وشرقي بلدة مركبا ومنطقة شميس في أطراف كفرشوبا لقصف معاد، واستُهدفت بلدة كفركلا برشقات رشاشة غزيرة من مستعمرة المطلة.
الصواريخ الدقيقة
وقد أوردت مراسلة صحيفة "معاريف” في جبهة الشمال شاكيد سادِه إن "حزب الله كان في السنوات الأخيرة يبني ترسانته من الصواريخ الدقيقة، ووفقاً لبحثٍ أجراه باحثون في مركز علما للتحديات الأمنية الإسرائيلية في الشمال، يتقدم الحزب اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى نحو مجموعة من الصواريخ والقذائف الصاروخية التي ستكون بمثابة بديلٍ عن سلاح جو”.
وقالت "يوضح الباحثون أنه من الناحية العملياتية، عندما يريد حزب الله تنفيذ هجوم واسع النطاق في المنطقة الحدودية، فإنه سيفعل ذلك باستخدام صواريخ قصيرة المدى، ولن يحتاج إلى قدرات دقيقة لإحداث أضرار كبيرة”.
وأشارت المراسلة إلى أنه "في السيناريوهات الأكثر تطرفاً التي ينفذ فيها حزب الله تهديداته بضرب أهدافٍ أبعد مثل خليج حيفا، يعتقدون أن الإصابة الدقيقة ستصبح أكثر أهمية”، مضيفةً أنه "بتقديرهم، فإن السيناريو المحتمل هو هجوم يجمع بين إطلاق صواريخ عددية على الأراضي الإسرائيلية، واستخدامٍ محدود لصواريخ دقيقة على أهدافٍ ذات أولوية”.
وتابعت "يقدّر المعهد أن حزب الله يمتلك العشرات من صواريخ فاتح-110 الدقيقة، فضلاً عن مخزون من مئات الصواريخ الدقيقة قصيرة المدى وصواريخ كروز وصواريخ أرض-جو، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة تمكن من توجيه ضربات دقيقة”.
المقاومة نعت شهيدين في غارة على القصير.. و”معاريف” تحذّر من تهديد الحزب لخليج حيفا
وفي المواقف، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين "أننا مستمرون في نصرة غزة وفلسطين ومقاومتها حتى تحقيق النصر الكامل، وتحرير كل فلسطين، كما أننا سنبقى نواجه العدو الإسرائيلي في هذه المعركة الدائرة الآن، وسنبقى إلى جانب أهلنا في غزة والمقاومين فيها لإفشال أهداف العدو في تحقيق نصر عليهم”.
ولفت إلى "أن المقاومة ستبقى تدافع عن شعبها ووطنها وسيادته وحمايته بكل ما تستطيع من قوة وبكل ما تملك من إمكانيات وقدرات”، موضحاً أن "ما استخدمته المقاومة في هذه الحرب الحقيقية والفعلية التي تجري في جنوب لبنان على جغرافيا محددة، هو جزء بسيط جداً من بأسها وقوتها، وبالتالي، فإن أي توسعة للعدوان من قبل العدو، ستكون المقاومة بكل تأكيد في خط الدفاع الأول وتواجه هذا العدو، وتُريه بأسها الكامل، وحينئذٍ سيندم هذا العدو على ما يقوم به”.
الوحشية الإسرائيلية
من جهته، علّق عضو كتلة "الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله على العدوان الإسرائيلي الذي حصل على بلدة برعشيت بقوله "العدوان على برعشيت أو على أي قرية من قرانا، هو دليل واضح على الوحشية الإسرائيلية والاستهداف لبلدنا ومحاولة فرض معادلات جديدة، ولكن أهل الجنوب وقرى الحدود لا يحتاجون إلى دليل على وجود هذا الخطر الإسرائيلي، لأنهم عايشوه على مدى حقب طويلة من الزمن، فمثل هذه الغارات والاعتداءات، لن تزيدنا إلا تمسكاً بمقاومتنا وبهذا الخيار الذي وحده اليوم يحمي لنا الجنوب ولبنان، ويُبقي لنا هذا الوجود في بلدنا، لأن هذا العدو دائماً يطرح في مخططاته أن يستولي على هذه الأرض أو يجعلها أرضاً محروقة أو يتحدث عن مناطق عازلة”.
وشدد فضل الله على "أن وجود أبناء برعشيت اليوم في هذه البلدة بعد غارات الليل، هو رسالة واضحة للعدو، بأن كل اعتداءاته ومحاولاته الدائمة للتمادي في استهداف البيوت أو القرى، لن تؤدي إلى أي تراجع للمقاومة، بل على العكس تماماً، فكلما زاد من الاعتداءات ومن محاولات الضغط، يدفع المقاومة إلى العمل بكل الوسائل لبناء القدرات والإمكانات والتسلح بكل سلاح تحتاجه من أجل ردعه، والعمل على حماية بلدنا، والدفاع عن الجنوب”.
الأبراج البريطانية
في غضون ذلك، أشار وزير الخارجية عبدالله بو حبيب إلى "أن لبنان لا يزال يبحث في الرد الأنسب على الورقة الفرنسية لإيجاد حل للوضع في الجنوب والتي تنص على ثلاث مراحل لتنفيذ القرار الدولي 1701 وتثبيت الاستقرار في جنوب لبنان بعد وقف لإطلاق النار”، آملاً في "أن يتم إنجاز الرد هذا الأسبوع متحدثاً عن سلسلة زيارات فرنسية إلى إسرائيل في هذا الإطار من دون أن يتبلغ لبنان أية موافقة إسرائيلية حتى الآن”.
وشدد على "أن الأهم لدى لبنان هو وقف الاحتكاكات القائمة”، مضيفاً "نحن لا نريد أنصاف حلول تتلاشى بغضون أشهر، ونتطرق إلى كل المسائل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والغجر، وصولاً إلى تحديد مسألة الخط الأزرق الذي هو بالنسبة إلينا خط تراجع، فيما تعتبره إسرائيل خطاً حدودياً”.
الرد اللبناني على الورقة الفرنسية قيد التحضير والرد على المذكرة السورية حول أبراج الحدود ينتظر الجيش
وعلى خط المذكرة السورية التي تشكو من التهديد الأمني للأبراج البريطانية التي تستخدمها الأفواج البرية في الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية السورية لمنع التهريب والتسلل، ربط بو حبيب "توقيت هذه المذكرة بالعرض البريطاني بزيادة أبراج مراقبة في الجنوب، ولكن هذا الأمر لم يتم الرد عليه لا من قبل الجانب اللبناني ولا الإسرائيلي”، مؤكداً أن "لبنان لا يقبل بأن تشكل هذه الأبراج أي أمر عدائي تجاه سوريا والهدف الأول منها هو مراقبة الحدود ووقف عمليات التسلل والتهريب”.
وأوضح "أن وزارة الخارجية تنتظر رد الجيش اللبناني على المذكرة السورية لصياغة جوابها”، منوّهاً بأن "التشاور حول هذه المسائل الكبرى يتم على أعلى المستويات داخلياً من أجل الخروج بالحلول الأنسب التي تضمن استقرار لبنان”.
في المقابل، كتب عضو كتلة "الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص على منصة "إكس”: "الرد الأنسب على المذكرة السورية: المزيد من أبراج المراقبة والمزيد من التشدد في مراقبة الحدود، والمزيد من ممارسة السيادة المتأخرة”.