اكتشاف أدلة جديدة على طبيعة حياة البشر قبل 13 ألف سنة!

كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة "Quaternary Science Reviews” عن أدلة جديدة لطبيعة استيطان من وصفتهم بالبشر الأوائل لمنطقة حوض الأمازون بأمريكا الجنوبية قبل حوالي 13 ألف عام.

كيف عاش البشر بحوض الأمازون قبل 13 ألف سنة؟

وفقًا للدراسة، بعدما وصل مهاجرون إلى ما يعرف الآن باسم "سيرانيا دي لا ليندوسا”، وهو موقع أثري على الحافة الشمالية للأمازون الكولومبية، عاش هؤلاء الأمريكيون الأوائل في ملاجئ صخرية، وصنعوا أدوات حجرية، واصطادوا وجمعوا وأنشأوا عروضًا ضخمة للفن الصخري.

وفي حين أنه كان معروفًا سابقًا أن هذه المنطقة كانت مأهولة منذ 12600 عام على الأقل، كما يتضح من الفن الصخري المكتشف حديثًا، فقد تمكن الباحثون من الحصول على فهم أفضل لكيفية العيش في المنطقة.

وقال مارك روبنسون ، الأستاذ المساعد في علم الآثار في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة: "إن سكان أمريكا الجنوبية يمثلون إحدى الهجرات العظيمة في تاريخ البشرية لكن وصولهم إلى منطقة الأمازون الحيوية لم ن نعرف عنه الكثير”.

وأوضح: "بالنسبة للباحثين العاملين في هذا المجال، فإن الغابات المطيرة الكثيفة تجعل من الصعب تحديد مواقع العمل الميداني المحتملة، كما أن التربة الحمضية الطينية تعيق الحفاظ على البقايا العضوية، ومع ذلك، ساعدت عمليات التنقيب التي أجريناها مؤخرًا على سد هذه الفجوة”.

وأشار أن التقدم العلمي ليس فقط في تحديد تاريخ وصولهم، ولكنها توفر أيضًا رؤى جديدة لحياتهم ومساراتهم التاريخية خلال عصر الهولوسين، وهي الحقبة التي أعقبت العصر الجليدي الأخير الذي بدأ قبل 11700 عام.

من أجل الدراسة الجديدة، جمع علماء الآثار عينات من التربة من ملجأين صخريين في المنطقة.

قام الفريق بتحليل طبقات الرواسب فاكتشفوا أنها تحتوي على شظايا حجرية وفحم و”مستويات عالية من المواد العضوية تدل على إعداد الطعام واستهلاكه والتخلص منه”.

وأظهر التحليل أن هناك فترات كانت فيها الملاجئ مهجورة تمامًا لمدة تجاوزت ألف عام في بعض الحالات.

وداخل التربة، اكتشف الباحثون خزفًا عمره 3000 عام، ودليلًا عمره 2500 عام على زراعة التربة وآثارًا للذرة عمرها 500 عام، وفقًا للدراسة.

وقال خوسيه إيريارتي ، أستاذ علم الآثار بجامعة إكستر، في البيان: "تثبت النتائج بقوة أن الاحتلال البشري لسيرانيا لا ليندوسا بدأ في أواخر العصر البليستوسيني، منذ حوالي 12600 عام، واستمر حتى القرن السابع عشر” .

وأضاف: "إن العدد الاستثنائي من الملاجئ الصخرية الموجودة في المنطقة مع أدلة على وجود سكن بشري يشير إلى أن هذه المنطقة كانت منطقة طبيعية جذابة لمجموعات البحث عن الطعام”.