الشعب لا يريد حل مجلس النواب بل التمديد له
ثمة أشياء بالدنيا لا حاجة لها ولكننا نحتاجها للديكور فهي تضيف جمالية للمكان ولكنها لا تضيف أي فائدة أو قيمة له.
ومن هذه الأشياء مجلس النواب الأردني فهو موجود كديكور يعطي جمالا للدولة بلا فائدة أو قيمة.
فهو موجود كجزء من العملية الديمقراطية والتي ينتخب بها الشعب ممثليه ويصبح هذا المجلس بحكم الدستور هو الجهة الرقابية والتشريعية على الحكومة .
ولكن في الحالة الأردنية والعربية بشكل عام وحتى لا نجلد أنفسنا فمجالس النواب لا تراقب ولا تشرع بل تكتفي بالموافقة على توصيات الحكومات , أو قد تناور قليلا أمام الشعب والإعلام ،والنتيجة معروفة مسبقا لان المجلس يعطي الثقة للحكومة لأي حكومة ويوافق على كل شيء تقدمه له .
فهو مجلس لا يحب تعطيل عمل الحكومات وبالتالي لا يحب تعطيل مصالح الشعب.
مبدعةٌ مجالس النواب !!فالنائب عندنا لا يعرف لماذا أصبح نائبا فهو يقول للمقربين له أنا ناجح حتى قبل النتائج وفعلا يحصل على مئات الأصوات بصناديق ليس له بها أي صوت فالصناديق ليست بمنطقته أصلا.
غريبٌ أمر الانتخابات عندنا فبعض النواب يحصل على عدد أصوات يفوق عدد أصوات دائرته الانتخابية كاملة.
والبعض ينجح ب 500 صوت وآخر يرسب وهو حاصل على 5000 صوت وآخر يحصل على 1000 صوت ويوضع أمامها صفرا كبادرة حسن نية ويصبح نائب عن الشعب الذي لم ينتخبه أصلا.
فالمجالس عندنا تريح الحكومات ولا تزعجها أبدا فالنائب لا يطالب لدائرته أو منطقته ولا حتى للشعب بل يطالب له شخصيا.
فهو يطالب برفع راتبه وسيارة بدون جمرك وتقاعد مدى الحياة ومكافآت وحوافز وبدل سفرات ويطالب بترفيعه إلى الدرجة العليا لا نلومه فهو يعتقد انه موظف حكومة .
وحتى أن بعض النواب يأخذ من الحكومة مبالغ مالية لتوزيعها على فقراء منطقته وهو يوزعها فعلا ولكن على أولاده وحاشيته فالأقربون أولى بالمعروف .
والبعض منهم يتفق مع الحكومة بأنه سيرفع صوته بالمجلس وربما سيسبها وخارج البرلمان ينام في حضنها ويأخذ ما يريده ويبيع الشعب.
يشكُلون لجان ويشكُلون كُتل ويتسلون بالمجلس بين النميمة والغيبة على بعض فكل نائب يعتقد بأنه هو المجلس وبدونه لا توجد نيابة.
فعندما تجلس مع البعض منهم وتسمع أحاديثهم تعتقد بأنك تتابع قناة سبيس تون مع أطفالك , وأحيانا تعتقد بان بعضهم لا يعرف ماذا يقول .
وحتى لا نظلم كل النواب وكل المجالس السابقة هناك نواب فعلا يستحقوا أن يكونوا نوابا عن الشعب ،فهم مثقفون وقادرون على مجابهة تغول الحكومات ومحاورتها ويعرفون ماذا يريد الشعب منهم .
وعليه وحفاظا على الشعب فاني أطالب الملك بعدم حل هذا المجلس بالذات بل التمديد له لأننا لم نعد نتابع أي مسلسلات أو أفلام هندية ولا حتى سبيس تون , فقط اكتفينا بمشاهدة مناقشات وكلمات أعضاء مجلس النواب ونحن نأكل البوشار ونشرب البيبسي وحتى بدون أن تقطعنا أي دعاية أو إعلان .
فلأول مرة يجلس جميع أفراد العائلة مختلفي الأعمار والثقافات أمام التلفاز لمشاهدة برنامج يسلي كل العائلة.
حمى الله هذا المجلس فقد أعاد التلاحم لأفراد الأسرة في البيت وأصبحوا يجلسون بنفس الغرفة حيث وجدوا لهم موضوعا يتسلون به بعد أن كانت اهتماماتهم وتسلياتهم مختلفة.
نشكر الحكومة على هذه اللفته الكريمة المجانية فلأول مرة تفعل الحكومة شيئا لصالح الشعب والأسرة الاردنيه .
info@ziyadat.com