الاقتراب من محاكمة المتهمين في اعتداءات 11 أيلول

بعد مرور تسعة اعوام على اعتقاله في باكستان، يتوقع ان تتم احالة العقل المدبر الذي اعلن مسؤوليته عن اعتداءات الحادي عشر من ايلول2001 خالد شيخ محمد قريبا امام القضاء، في حين يبدو انه تم انجاز اخر ما تتطلبه «محاكمة القرن» المرتقبة جدا من خطوات.
وبعد سنوات من التردد، تم تخطي مرحلة مهمة الاسبوع الماضي عندما اتفق مساعد سابق لخالد شيخ محمد مع الحكومة للادلاء بشهادته ضد الشخص الذي يعلن تبنيه الاعتداءات الاكثر دموية في التاريخ.
بعد اكثر من عشرة اعوام على اعتداءات العام 2001 التي اوقعت قرابة ثلاثة الاف قتيل في الولايات المتحدة، يبقى الكويتي البالغ من العمر 46 عاما، الملقب «كي اس ام» الاحرف الاولى من اسمه بالانكليزية، الوجه الاخير المطلوب القضاء عليه في حملة الملاحقة التي شنتها ادارتان اميركيتان متتاليتان.
واعلن رئيس فريق المدعين العسكريين السابق الكولونيل موريس ديفيس: «ان باراك اوباما يمكن ان يفتخر بانه قضى على بن لادن والعولقي، وبالتالي فان القضاء على خالد شيخ محمد سيشكل فوزا ثلاثيا».
وكان الرئيس الديموقراطي يريد محاكمة العقل المدبر للاعتداءات واربعة متهمين اخرين في مانهاتن على مقربة من مبنى مركز التجارة العالمي «غراوند زيرو» حيث كان يرتفع البرجان التوأمان. لكن الاعضاء الجمهوريين في الكونغرس منعوه من ذلك وجمدوا قرارا يقضي بنقل مشبوهين بالارهاب الى الاراضي الاميركية.
والمتهمون الخمسة باعتداءات الحادي عشر من ايلول2001 والذين يطلق عليهم اسم «غيتمو 5» لانهم محتجزون في سجن غوانتانامو في كوبا، سيحاكمون بالتالي امام محكمة عسكرية استثنائية انشأها جورج بوش ثم خضعت لعملية اصلاحية في عهد باراك اوباما.
وخالد شيخ محمد والسعودي وليد بن عطاش واليمني رمزي بن الشيبة والباكستاني علي عبد العزيز علي الملقب بعمار البلوشي والسعودي مصطفى احمد الحوسوي يواجهون عقوبة الاعدام. ويتضمن قرار الاتهام 2976 تهمة بالقتل بما يعادل عدد الضحايا الذين تجري من اجلهم ملاحقة الاشخاص الخمسة الذين يفترض انهم نظموا الاعتداءات.
وندد مايكل موكاسي وزير العدل السابق في عهد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش قائلا «اوقفوا استخدام القفازات وتجاهلوا عبارة مفترض، ان خالد شيخ محمد اعترف بذنبه مرات عدة».
وقد تم جمع الاعترافات الاولى للكويتي الذي اعتقل في الاول من اذار 2003، تحت التعذيب عندما خضع ل183 عملية ايهام بالغرق في سجن سري لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه).
 لكن «لا يمكن استخدام اي اعلان تم الحصول عليه تحت الاكراه» امام لجنة عسكرية، كما اعلن رئيس فريق المدعين الجنرال مارك مارتنز.
واذا كان خالد شيخ محمد كرر اعترافاته منذ ذلك الوقت، فان الاتهام كان بحاجة الى تصريحات تم الحصول عليها بصورة قانونية.
وهذا ما حصل مع شهادة ماجد خان الباكستاني الذي اعترف في غوانتانامو بمسؤوليته عن محاولات اعتداء تم اعدادها بناء على اوامر خالد شيخ محمد، ووافق على التعاون مقابل تخفيض مدة عقوبته.
وسيكون في الامكان اتهام خالد شيخ محمد رسميا امام قاض في غوانتانامو، وهي مرحلة وشيكة، بحسب المراقبين. وقال آدم ثورشويل المحامي المتخصص في عقوبة الاعدام الذي يشارك في فريق الدفاع، ان احد المتهمين الخمسة، وهو عمار البلوشي، طلب ان يتم تجنيبه عقوبة الاعدام واذا اعترفوا بمسؤوليتهم، فان الكونغرس جعل من اعدامهم امرا ممكنا».
واذا احيل الخمسة قريبا امام المحكمة، فان «محاكمة القرن» كما يسميها مراقبون، غير مرتقبة قبل عدة اشهر. واوضح المحلل ديفيد ريفكين ان «خالد شيخ محمد سيستفيد منها ليوجه نقدا لاذعا للسياسة الاميركية».
واعلن خالد شيخ محمد «ساكون شهيدا على المدى الطويل».