"إغراء الحيوانات المنوية".. العلم يحقق اختراقا رخيصا يعزز خصوبة الرجال
تشير دراسات عديدة إلى أن خصوبة الرجال في جميع أنحاء العالم آخذة في الانخفاض، وتعد حركة الحيوانات المنوية أحد الأسباب الرئيسية لذلك.
ويستخدم مصطلح حركة الحيوانات المنوية للإشارة إلى قدرة خلايا الحيوانات المنوية على التحرك (أو السباحة) بفعالية، وهو أمر ضروري لنجاح الإخصاب. ولذلك، يعني انحفاض معدل حركة الحيوانات المنوية وجود مشكلة صحية لدى الرجل تتطلب العلاج، وهو ما قد يسبب صعوبة في حدوث الحمل.
وأظهرت دراسة جديدة أنه يمكن إغراء الحيوانات المنوية البطيئة للسباحة بشكل أسرع عن طريق تقنية الموجات فوق الصوتية، ما قد يؤدي إلى رفع نسبة النجاح أثناء التلقيح الصناعي.
ووجد العلماء من جامعة موناش في ملبورن أن تحفيز الحيوانات المنوية باستخدام الموجات فوق الصوتية يمكن أن يزيد من حركتها بنسبة تصل إلى 266%.
واختبر الفريق، بقيادة علي فافاي، النظرية من خلال فصل 50 عينة من السائل المنوي إلى ثلاث مجموعات: سريعة، وبطيئة، وغير متحركة/ أو ثابتة.
وبعد قياس حركتها، قام الفريق بعد ذلك بصعق العينات بموجات فوق صوتية بقدرة 800 ميغاواط بتردد 40 ميغاهرتز.
وبعد 20 ثانية من التحفيز بالموجات فوق الصوتية، بدأ 59% من الحيوانات المنوية التي لم تتحرك سابقا في السباحة ببطء شديد، ولكن بعضها تحرك بسرعة. وشكلت الحيوانات المنوية غير المتحركة 36% من العينات التي تم اختبارها، لكن هذه النسبة انخفضت إلى 10% فقط في نهاية الدراسة.
ويعتقد الفريق أن الموجات فوق الصوتية قد تساعد في تحفيز الميتوكوندريا (المتقدّرة)، وهي عضيات صغيرة داخل الحيوانات المنوية تعمل على إنتاج الطاقة. وعندما تكون هناك مشكلة في الميتوكوندريا، فإنها يمكن أن تؤثر على قدرة الحيوانات المنوية على السباحة.
وبينما يسلط الفريق الضوء على الحاجة إلى تحديد ما إذا كان من الآمن أن تقوم الحيوانات المنوية المعرضة للموجات فوق الصوتية بتخصيب البويضة، فإنهم يأملون أن يساعد ذلك يوما ما في تعزيز نجاح إجراءات التلقيح الاصطناعي.
وفي التلقيح الاصطناعي التقليدي، يتم وضع عينة الحيوانات المنوية والبويضة في طبق المختبر وتركهما، حيث يصل "السباح الأفضل" إلى البويضة أولا.
ومع ذلك، عندما تكون الحيوانات المنوية غير متحركة أو تعاني من تشوهات أخرى، فإن ذلك يتطلب إجراء أكثر تكلفة يعرف باسم حقن الحيوانات المنوية داخل السيتوبلازم (ICSI)، حيث يتم اختيار حيوان منوي واحد وحقنه مباشرة في البويضة.
وكتب العلماء في مجلة Science Advances: "إن نتائج تعزيز الحركة التي توصلنا إليها واعدة لتطبيق طريقة العلاج الميكانيكي هذه في المساعدة على الإنجاب".