العمل الطلابي اساس العمل السياسي بمؤسسات التعليم العالي

يعتبر العمل المدني الاساس الضروري ومقدمة مهمة للعمل السياسي,فالعمل السياسي ليس بوليد اللحظة بل هو تراكم لتجارب مستمرة ومشاركة دائمة بالانشطة المدنية المستمرة سواء بالاعمال التطوعية او الدورات و خصوصا بالعمل الطلابي حيث ان العمل الطلابي يساهم في بناء شخصيات الطلبة وتطوير مهاراتهم القيادية والاجتماعية، ويعزز التفاعل الإيجابي بينهم وبين المجتمع المحلي.لذلك يعتبر هذا العمل هو اساس مهم للعمل السياسي خصوصا في بلد يتجاوز عدد طلبة الجامعات فيها 250 الف طالب وطالبة.

ولو القينا النظر على العمل الطلابي بمؤسسات التعليم العالي الاردنية سنرى ضعفا وتراجعا واضحا في هذا الجانب بشكل عام باستثناء الجامعة الاردنية التي يرى فيها بيئة طلابية مختلفة اختلافا كليا عن باقي مؤسسات التعليم العالي الاردنية ,حيث يرى بالجامعة الاردنية بيئة خصبة بالعمل الطلابي حيث نجد تواجدا واضحا وتنوعا للكنل والقوى الطلابية من شتى التوجهات بداخلها,حيث تقوم هذه الكتل او القوى بالعديد من الانشطة والفعاليات والبرامج الفعالة الموجهة لمنتسبيها ولطلبة الجامعة ككل,ونجد بالحقيقة تاثيرا واضحا لهذه الكتل على الطلبة وعلى ادارة الجامعة وسياساتها,حيث تتبنى هذه الكتل احيانا مواقف ووجهات نظر مخالفة لبعض القرارات او التوجهات أو السياسات بالجامعة واحيانا تلتقي توجهاتها مع وجهة الجامعة وبعض انشطتها عن طريق ممثليها الفائزين بمقاعد الهيئات الادارية بالاندية الطلابية او عن طريق اللجان وحسابات مواقع التواصل والمبادرات التابعة للكتلة او الكتل.هذه هو المشهد الغني بالتجارب الموجود بالجامعة الاردنية لكن لو قارنا هذه المشهد بالمؤسسات التعليمية الاخرى سنرى تواجدا لكتلة او اثنتين او انعدام الكتل الطلابية ببعض الجامعات وعدم وجود اي تأثير حقيقي لهذه الكتل على سياسات الجامعات وقراراتها , ولعل هذه المنظر الواضح وضوح الشمس يدق ناقوس الخطر من كل جهة وصوب حيث ان هذه الحالة غير مبشرة وخصوصا ان الاردن يمضي بخطى ثابتة نحو محاولة تعزيز المشاركة السياسية خصوصا لدى الشباب بصدور نظام تنظيم ممارسة الأنشطة الحزبية الطلابية بمؤسسات التعليم العالي,لكن لو اتينا لحقيقة الامر سوف نرى ان الاجدر من محاولة فرض العمل السياسي داخل مؤسسات التعليم العالي بالنظام الجديد, هو تعزيز العمل الطلابي المدني (الغير سياسي) بطرق عدة,حيث ان مؤسسات التعليم العالي قد عاشت فترة طويلة من انقطاع للحياة الطلابية فيها,فهناك مؤسسات لم يقم بها انتخابات لاتحاد الطلبة منذ جائحة كورونا ومؤسسات اخرى لم تحدث فيها انتخابات اتحاد طلبة منذ ما يزيد عن عشر سنوات.

العمل الطلابي بالاردن تشوبه العديد من المشاكل حيث ان طلبة كليات المجتمع الحكومية والخاصة يمثلون شريحة كبيرة من اعداد الطلبة التي لا يستهان بها فهم لا يمتلكون بيئة طلابية حقيقية بكلياتهم حيث نرى انعدام للكتل والاندية في كلياتهم ويرى الطلبة انفسهم انهم منبوذون ولا يحق لهم عيش حياة طلابية لانهم طلبة "دبلوم" او طلبة كلية حتى ولو انهم يدرسون ا تحت مسمى البكالوريس , ونرى تشوهات عديدة اخرى موجودة بانظمة وقوانين الجامعات, فاذ تشترط بعض الجامعات ان تتكون الهيئة العامة من جميع الاعضاء المنتسبين للنادي او الا يقل عددهم عن 200 طالب,وهذه الرقم ليس بالرقم السهل حتى ولو كان بالجامعة عدد كبير من الطلبة فعلينا ان نراعي عزوف الطلبة من المشاركة الطلابية,كلها مشاكل علينا العمل على حلها وعلينا العمل على تعزيز المشاركة السياسية لكن علينا ان نعمل على تعزيز المشاركة المدنية التي تعتبر أساس لعمل السياسي.

لذلك تعتبر الكتل الطلابية جزءًا هامًا من الحياة الجامعية في مؤسسات التعليم العالي الأردنية، حيث تساهم هذه الكتل في إثراء الحياة الجامعية وتمثيل تعزيز مصالح ومطالب الطلبة وهذه ما يثري المشاركة االفاعلة والمنتجة والتي تؤسس إلى ممارسة ديمقراطية مبكرة ووعي سوف يقودنا حتميا لمشاركة سياسية افضل واوسع.

ليث ذياب

طالب بكلية الطب/جامعة اليرموك