هل يتعلق نسيان الطرق بمرض آلزهايمر؟.. منطقة في المخ مسؤولة عن الأمر
كثيرًا ما نتعرض إلى نسيان بعض الشوارع التي سبق أن تجولنا بها من أجل الوصول إلى أماكن معينة، فنقف تائهين في منتصف الطريق لا ندري إلى أي وجهة نسير، ولولا وجود من يرشدنا من سكان المناطق التي لا نعرف لها اتجاهًا، لما تمكنا من العودة إلى منازلنا، حسبما تصور لنا أذهاننا في لحظة الضياع الطريفة تلك.
وفي المقابل نجد أشخاصا يتميزون في حفظ الشوارع والطرقات التي يمرون بها من المرة الأولى، ومن هنا نبدأ التساؤل عن سبب عدم احتفاظ ذاكرتنا بمعالم واتجاهات الطريق، هل هو مرض متعلق بالعقل؟ أم مجرد حالة لا تشكل خطراً على صحتنا؟
تفسيرًا لظاهرة نسيان الطريق، يعرف حالة على أنها ضعف القدرة على تمييز الأماكن التي يتواجد بها الفرد، ومعرفة الطريق التي يجب أن يسلكها حتى يصل إلى وجهته، وهي ترجع إلى نوع من صعوبات التعلم، يُعرف أحيانًا بـ«صعوبات الجغرافيا» و«عسر الاتجاهات».
لماذا يحفظ صديقي الطريق من أول مرة؟
تمكن العلماء من تحديد المنطقة المسؤولة عن مهارات التنقل في الدماغ البشري، وهي القشرة المخية الأنفية الداخلية entorhinal cortex، ويلاحظ تباين في درجة وعي البشر بالاتجاهات، حيث نجد بعضهم ماهرين في تحديد الاتجاهات، بينما يعاني آخرون من صعوبات تحديد الأماكن والاتجاهات.
طرق زيادة القدرة على حفظ الأماكن
عندما لا تستطيع تذكر الأماكن، لا يشير ذلك إلى غباء منك، وإنما ضعف في ذاكرتك المكانية، والتي يمكن تنشيطها عن طريق النصائح التالية:
- ترميز المكان الذي تزوره لأول مرة بأشياء بارزة مثل بيت مميز أو شجرة عتيقة أو حتى لافتة كبيرة مثبتة بواجهة محل من المحال، فهذه الطريقة أثبتت فعالية في تنشيط الذاكرة المكانية لدى الأفراد الذين يعانون من صعوبة في تذكر الطرق.
- عندما تتوجه إلى مكان بسيارتك أو أي وسيلة مواصلات، عليك الانتباه إلى الشوارع التي تمر بها ولا تحرم عينيك من فرصة استكشاف ملامح الطريق، فهذا من شأنه مساعدتك في الوصول إليه فيما بعد.
- تعمل الأنشطة البدنية وعلى رأسها الرياضةعلى تدفق الدم بصورة سليمة، ووصوله إلى الخلايا الذهنية التي تعزز بدورها من تركيزك الذي تحتاج إليه لملاحظة مداخل ومخارج الطرق التي تسلكها، لذلك ينصح المتخصصون في علوم المخ والأعصاب بالاعتماد على المشي عند التعرف على طريق جديد.
- لا تعتمد على تقنية تحديد المواقع الجغرافية GPS في تنقلاتك، لأنها تشتت انتباهك بتفاصيل وأبعاد المكان، صحيح أننا قد لا نستطيع الاستغناء عن خرائط جوجل في بلوغ وجهاتنا في بعض الأحيان، لكن يفضل ألا تعتمد عليها في كل مرة تعاود خلالها زيارة المكان نفسه.
- حافظ على اتجاهك أثناء السير، فإذا حددت مبنى ما على أنه واقع بيدك اليمنى، يفضل ألا تغير وجهتك ليصبح المبنى على يسارك، منعاً للتشتت وإجهاد العقل.
- لا تعتمد على اتباع أصدقائك حين تتنزه معهم في مكان ما، وحاول أن تسألهم شرحا وتوصيفا للمكان حتى تتمكن من الوصول إليه وحدك فيما بعد.
- اتبع نهج التعلم عن طريق المحاولة والخطأ، فلا يسيئك إن ضللت وجهتك أكثر من مرة واضطررت معها أن تسأل الأشخاص الجالسين على قارعة الطريق، فبالتأكيد ستحتفظ بأبعاد المكان في ذاكرتك حتى تصير قدماك هي من تقودك إليه.
- احتفظ بأسماء الشوارع والميادين لتتمكن من طلب المساعدة من الآخرين إذا دعتك الحاجة إلى ذلك.
ضعف الخلايا المكانية في الدماغ البشري
وكشفت الأبحاث أن تناقص القدرة على التنقل ومعرفة الاتجاهات عادة ما تكون من العلامات المبكرة للخرف ومرض آلزهايمر، لأن المنطقة المحيطة بالقشرة الأنفية تتأثر بعوامل الشيخوخة وضعف الذاكرة بشكل مبكر، ويعتبر مرض آلزهايمر المبكر أكثر خطورة من مرض آلزهايمر عند المسنين، لأن الأطباء يستبعدون إصابة الشباب بآلزهايمر فتكون نسبة الخطأ في التشخيص أعلى.