توماس فريدمان.. أو هذا الصهيوني العنصري



توماس فريدمان الصحافي الأميركي/اليهودي.."عرّاب» مشروع التطبيع وإندماج الكيان الصهيوني في المنطقة العربية, الذي طالما تم الاحتفاء عربياً بـ"مقالاته» المسمومة, بل الجوفاء وفارغة المضمون وغياب المستوى التحليلي العميق, أو الإتكاء على منظومة قِيمية ذات طابع إنساني أو أخلاقي, لم يجد في خٍضم ترويجه لـ"عقيدة بايدن", المنحازة للرواية الصهيونية وشريك الإئتلاف الفاشي الإستيطاني في حرب الإبادة التي تشنها آلة القتل الصهيونية على قطاع غزة, لم يجد/فريدمان وصّفاً يليق بالمنطقة العربية (دع عنك أنه شمل إيران في وصفه) سوى انها «مملكة حيوانات", على نحو عكسَ من بين أمور أخرى, أنه يغرِف من قاموس الصهيونية العنصرية, القائمة على تفوّق «مُعتنقي» الديانة اليهودية وثقافة الرجل الأبيض.

تفوّق وثقافة يمكن الإستشهاد بها من خلال التصريحات والمواقف العنصرية, التي أدلى بها ساسة وحاخامات الدولة العنصرية الاستعمارية الفاشية, التي زرعها المستعمرون الغربيون في فلسطين. على النحو الذي جسّده على سبيل المثال قول الإرهابي مناحيم بيغن: إن «الغويم/الأغيار» إنما خُلِقوا لخدمة اليهود", وأن العرب أفاعٍ وصراصير يجب قتلهم, وفق ما قال الحاخام العنصري/عوفاديا يوسيف, حاخام اليهود الشرقيين والأب الروحي لحزب «شاس» المتحالف مع الفاشي نتنياهو, والذي دخلَ زعيمه/أرئيه درعي السجن بسبب فساده وتلقيه الرشى, وتم منعه من تقلّد اي منصب وزاري بوصمة «العار", لكنه ما يزال حتى اللحظة وزيراً في إئتلاف نتنياهو.

ليس ثمَّة حاجة للتذكير بمزيد من هذه النماذج العنصرية الفظة, ونفي وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني على ما قالت الإرهابية غولدا مائير, وأعاد تليمذها الكاهاني زعيم حزب الصهيونية الدينية/سموترتش, العبارة نفسها ولكن مع إضافة قال فيها: إن الشعب الفلسطيني» تم إختراعه قبل 100 عام فقط».

هنا يحضر عرّاب عنصري صهيوني/يهودي آخر, يكاد يتساوى مع صهيونية وعنصرية فريدمان, ونقصد الفيلسوف الفرنسي المزعوم برنار هنري ليفي, سواء في دوره المشبوه في تسويق ما سُمي ذات يوم المعارضة الليبية, وترتيبه لقاءات لقادتها مع أحد إثنين تآمرا لغزو ليبيا وتدميرها.. الرئيس الفرنسي الأسبق/ ساركوزي (الثاني رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وزير الخارجية الحالي/ كاميرون), حيث قام برنارهنري ليفي, الذي وُصِف بـ"عرّاب الأزمات العربية» بعد اربعة أشهر من الغزو الفرنسي/البريطاني لليبيا, مُتفاخِراً بالإعلان أنه «نقلَ رسالة» من المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا, إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي/ نتنياهو, مُفادها أن «المعارَضة» ستسعى لـ"إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل", في حال وصولها للسلطة.

مُضيفاً: «خلال لقاء دام ساعة ونصف مع رئيس وزراء العدو, أبلغته رسالة شفوية من المجلس, ملخصّها أن النظام الليبي القادم سيكون «مُعتدلاً» ومناهضاً للإرهاب، و"يهتّم» بالعدالة للفلسطينيين وأمن اسرائيل». زد على ذلك ما قام به هنري ليفي في العراق وخصوصاً في سوريا والزيارات واللقاءات التي عقدها مع «الثوَّار» السوريين والإنفصاليين الكُرد. بل ودعوته بعد إندلاع الأحداث في سوريا 2011، في مقالة كتبها/ليفي وقّعها معه ثلاثة من السياسيين الفرنسيين بينهم وزير الخارجية الأسبق/ برنار كوشنير, نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية، دعا فيه الدول الغربية لـِ"التدخل والقتال ضد النظام السوري».

عودة إلى مقالة فريدمان

توماس فريدمان قال: في صحيفة نيويورك تايمز إن «أفضل» طريقة لفهم الأحداث في الشرق الأوسط هي مقارنتها بـ"مملكة الحيوان». مُضيفاً–في إستدعاء لرواية البريطاني جورج اورويل الموسومة «مزرعة الحيوان", والصادرة عام 1945- إن الولايات المتحدة أسد عجوز. لا يزال ملك الطبيعة، ولكنه مُغطى بالندوب، والسنوات تؤثر سلباً، وما إلى ذلك. «لا يكفي أن يزأر فقط حتى يتفرّق الجميع. علينا أن نضرب». مُستطرِداً: «إيران عبارة عن دبور طفيلي يضع بيضه في اليرقات بحيث تلتهمه اليرقات من الداخل ثم تفقس». وهؤلاء «البيّْض» هم الحوثيون وحزب الله وحماس وشيعة العراق». أمّا «اليرقات» فهي لبنان واليمن وسوريا والعراق. «وليس هناك طريقة أخرى للتعامل مع الدبور الشرير, سوى إشعال النار في هذه الغابة بأكملها». ولم يتردّد هذا الصهيوني العنصري البغيض في «تبشيرنا", بأن الولايات المتحدة «ستُشعِل النار في الشرق الأوسط قبل مُغادرتها».

فأي سادية وفوقية حدود العدمية هذه التي يُروج لها الثنائي الصهيوني العنصري, الفرنسي/ هنري ليفي والأميركي/توماس فريدمان, خاصة أنهما «مُسكنونان» حدود الهَوَسْ بتوجيه الإتهامات لكل مَن لا يتبنى الرواية الصهيونية, بـ"مُعاداة السامية/ وكراهية اليهود", وخصوصاً «إنكار الهولوكوست", كَسيفٍ مُسلط على ساسة ومُثقفي ونُشطاء الأحزاب والأكاديميين والإعلاميين, في الغرب الإستعماري.