في اليوبيل الفضي.. إنجازات اقتصادية لافتة
حققت المملكة إنجازات اقتصادية لافتة في عهد جلالته بالرغم من الظروف الصعبة والتحديات المتتالية، خاصة وأن تحسين معيشة المواطنين كانت على الدوام هاجسا مهما ورئيسيا لجلالة الملك. كما أن الصناعة الأردنية نمت في عهد جلالته وتطورت إلى أن أصبحت تُنافس عالمياً من حيث الجودة والكفاءة ومواكبة التطورات التقنية الحديثة، وصادراتها نمت خلال 25 عاما الماضية أكثر من ثمانية أضعاف! ولأن الصادرات الوطنية هي مفتاح النمو الاقتصادي في ظل صغر حجم السوق المحلية، فإن الدعم الملكي من خلال العديد من اتفاقيات التجارة الحرة مَكّن الصناعة أن تتبوأ مكانة رائدة على مستوى المنطقة، وشكلت قصة نجاح بحد ذاتها، وباتت تُصدر لأكثر من 142 سوقا حول العالم. كما أن اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية والتي وقعت في 2001 بفضل وجهود جلالة الملك بعد أقل من ثلاثة أعوام من استلامه جلالته سلطاته الدستورية، نمت صادراتنا إلى أكبر سوق في العالم من 200 مليون دولار إلى أكثر من 1.8 مليار دولار! ومن أبرز الإنجازات التي تحققت خلال الـ25 عاما كان التوجه نحو الاقتصاد الرقمي ودعم ريادة الأعمال، وإنشاء المجلس الاستشاري الاقتصادي، والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وإقامة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وإنشاء مراكز تكنولوجيا المعلومات، وتأسيس صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية. رؤية جلالة الملك كانت جلية وواضحة من خلال صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية، والذي ساهم هذا الصندوق بدعم الجهود التنموية والاجتماعية والتعليمية وصقل مهارات الشباب، وبصفتي عضوا في مجلس أمناء الصندوق، فإني شاهد على تحقيق بعض من هذه الرؤى من خلال عشرات البرامج وآلاف الخريجين والتي ساهم من خلالها الصندوق في زيادة قدرة الشباب الأردني على المنافسة في سوق العمل والتشغيل الذاتي وتغيير تفكيرهم تجاه ثقافة العمل. ولأول مرة في تاريخ المملكة يكون للدولة بوصلتها الاقتصادية وتجسد ذلك من خلال رؤية التحديث الاقتصادي، والتي تمثل خارطة طريق للأردن في مئويته الثانية، باعتبارها الحل الأمثل لمعالجة المشكلات التي تعاني منها البلاد ورافعة أساسية للاقتصاد. وهذه الرؤية تنبع من اهتمام جلالة الملك المباشر بالشأن الاقتصادي وتركيزه على ضرورة إدامة عجلة الإنتاج والاهتمام بتحقيق الأمن الغذائي ودعم المخزون الإستراتيجي من السلع الأساسية والغذائية المطلوبة والاعتماد على الذات خاصة في ظل الأزمات العالمية والإقليمية التي تأثرت بها المملكة خلال السنوات الماضية. كل عام وقائد مسيرة النهضة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والأسرة الهاشمية وشعبنا العظيم بألف خير.