في مخططات الكون السماوية...
جميل أن نشعر أننا حكاية وبداية ونهاية ...عائدون عند انتهاء الحكاية .. جميل ان نقرأ انفسنا فطالما قرأنا من هم ..ونسيانا من نحن ... عائدون عندما تقفل أخر صفحة للحكاية يرويها الزمان
ويعرفها المكان ... نحمل ساعات ايدينا لنعرف كم الوقت فهل سألنا انفسنا متى تتوقف عقارب القلب ونخرج من الزمان والمكان ونقول عائدون ... أهي حقيقة أم خيال ... لو كان خيال لما عاد
كثير من أحبائنا .. واصدقائنا .. وأقاربنا ... ونزع عنهم رداءهم الطيني وانغمست اجسادهم في تربة طرية ويابسة ... وأصبح الدهر يقول يا ايها الإنسان نسيت هذا المكان وعشت عليها كالجنتلمان .. نسيت منزل العودة وقلت أنا طائر في دنيا واسعة ... نسيت أنك كتاب وحكاية مروية
بعدما كنت تروي الحكايات ...
واصبح المكان ينادي الزمان اين هم العائدون لا مفر ...فوقفت العين وقالت تمهل لا تتوقف ايها الزمان فالوقت يتسع لمزيد من الأنفاس ... فنادى الجسد من طينه الصلصالي لا يسمح بالرجوع
فلقد منحت ايها الجسد من مفكرة الأيام وعايشت الأنام ...وسخت عليك عقارب الساعات فحان وقت القيام... لرحلة العودة هناك في داخل الارض في مسكن الوحدة والغربة وفراق المتاع..
عدت قصرا وليس اختيار وانتهى الاختبار ... قصتك انتهت وكتابك اقفل عندما تسربلت بالأكفان
ووقفوا حولك ينظرون .. ولكنك دخلت عالم البرزخية وهم عادوا الى عالم الكرة الارضية ...
ألم ترى كلنا عائدون ولكنك سبقتنا فلينتظر اللاحقون ... ألم ترى كيف صمتت الجوارح وصام الجسد عندما أداروا حول جسدك قماش الأكفان ... وأغمضت الأجفان ... بكوا حولك فهل أجبتهم اني معكم الان ام صمتك منعك لإنك من العائدون ...اليوم أصبحت في فهرس الأموات وزاد عددكم ..
ونقص عددنا ... فأي مخطط يكتب من السماء ... اليوم بصرك البرزخي في نشاة ما وراء أرضنا
هناك ... ستكتب قصة جديدة .. لإنك بين دفتي قبرك ... قصة العائدون بأثواب بيضاء بلا خيط
قصة الراحلون عندما يقول الداع لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد...قصة المارون بين سطور الحكايات أسدل الستار ... قصتك الان برزخية شفافية .. بين عالم الأرواح فلقد غادرت عالم الأتراح والأفراح .. ونهضت بثوبك الأثيري تنظر من هؤلاء حولي واين أنا وما اسمي الجديد ... ومن اين أبدا ومن هذه الملائكة معي وكيف اجيب ...هذا اختبارك الآول
فلقد ولدت من جديد وبصرك اليوم من حديد .. ونحن كنا قربك ولكن لا نبصر ماأبصرت .. واقترب
الوريد لرب السماء والارض ... ربنا الذي هو اقرب اليك من حبل الوريد ... أترى معي كنا عاجزين وكنت انت من العائدين .... لقد قال في هذه اللحظة وبصوت يرج المكان ويهز الزمان
توقف أيها الانسان فلقد اصبحت في سجل خارج الزمان والمكان توقف فلقد رحلت الى رب الاكوان
الى من اسمه القهار الى سجل العائدون ...
هذه الكلمات أكتبها في لحظات الفراق لعزيز من عالم الاحياء أصبح اليوم في عالم الاموات العائدون ... أكتبها في يوم انطفىء سراج جسده وخفتت جوارحه ... اليك ايها الاخ العزيز
الراحل اسامة موسى عثمان ... نم قرير العين في مسكنك الجديد وثوبك وليلك الوحيد ...نم فلقد حان موعد عودة الارواح ..وخلع الرداء ... وانتهت قصتك وقالوا الفقيد وكتبوا نعيك ولكنك هناك في عالم جديد ...
الكاتبة وفاء الزاغة في ليلة وداع الراحلون ....