نتنياهو: لن «نُحرِّر» الأسرى الفلسطينيّين, ولن «ننّسحِب» من غزة.. ماذا بعد؟



في وقت تُشيع الأوساط الأميركية (شريكة العدو الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة), أجواء من التفاؤل عن قُرب التوصل إلى «صفقة» مرحلية لإطلاق دفعة من الرهائن الصهاينة, ومئات من الأسرى الفلسطينيين (بينهم أسماء «ثقيلة» وفق الوصف الصهيوني), قيل أن اجتماع باريس «الرباعي» الذي انتهى للتو, وشارك فيه قادة الأجهزة الاستخبارية, الأميركية,الصهيونية, المصرية والقطرية، تم فيه التوصل إلى نقاط مُتفاهَم عليها.




نقول: وسط أجواء كهذه، لم يتردّد مجرم الحرب/نتنياهو, الذي يزداد وضعه الداخلي السياسي والشخصي صعوبة ومعاناة، بالإعلان في صلف وغرور بأن حكومته «لن تُحرر آلاف «المُخرِّبين» ولن تسحب الجيش من القطاع,هذا كله لن يَحدث,.. ماذا سيحدث؟ ــ تساءَل نتنياهو وأجاب: انتصار مطلق؟. ما يعكس من بين أمور أخرى أن مُخرجات اجتماع باريس الرباعي لم تكُن جادة, أوانها لم تنل «رضى» نتنياهو وأركان ائتلافه الفاشي, وربما وهذا الاحتمال الأكثر أهمية, هو أن نتنياهو اختار «إستنقاذ» إئتلافه ومنع انهياره, قبل أن «يُوفِّر» مظلة حماية/حزبية تمنحه بعض الوقت, لمواصلة مناوراته الرامية ترميم ما تبقّى من مستقبله السياسي والشخصي, على ضوء ارتفاع المطالبات الجماهيرية باستقالته, واجراء انتخابات مُبكرة, ناهيك عمّا تكشفه إستطلاعات الرأي من انهيار في شعبيته وشعبية حزبه/الليكود.




دون إهمال حقيقة أن «لاءات» نتنياهو هذه, جاءت مباشرة بعد تهديد وزير الأمن القومي الفاشي/بن غفير بـ«إسقاط الحكومة، إذ تمّت المصادقة على صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس»، زد على ذلك خصوصا أن تهديد بن غفير هذا, جاء مباشرة بعد انتهاء ما وصفه المنظمات الاستيطانية اليهودية «مؤتمر الاستيطان في غزة»، حيث انتهى بتوصيات تدعو إلى «الاستيطان في غزة", في أعقاب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها آلة القتل الصهيونية, على القطاع منذ أربعة أشهر تقريبا. إذ شاركَ في المؤتمر الذي عُقد في القدس المحتلة, ١٢ وزيراً في ائتلاف نتنياهو الفاشي، وأزيد من ١٥ عضو كنيست, ارتفعت خلاله دعوات المشاركين من عُتاة أنصار اليمين العنصري الاستيطاني إلى «تهجير الفلسطينيين», ليس فقط من قطاع غزة بل وأيضا من الضفة الغربية المُحتلة.. حيث افتتح المؤتمر (رئيس مستوطنات ما يُسمى في القاموس الاستيطاني اليهودي «السامِرة»/ يوسي دغان) قائلا: في كلمته «أن اتفاق أوسلو مات».. نحن - أضاف - عائدون إلى غوش قطيف (يقصد المستوطنات اليهودية في قطاع غزة, التي قام مجرم الحرب شارون بالانسحاب منها وتدميرها عام/٢٠٠٥, وسط احتجاجات عنيفة من المستوطنين وأنصار الحركات الاستيطانية.. لكنها -إسرائيل- أبقتْ على حصارها للقطاع الفلسطيني برا وبحرا وجوا منذ ١٥/٨/٢٠٠٥ حتى الآن).. مُواصلا/دغان القول: لقد ناضلنا معاً لمدة ١٦ عاما من أجل تصحيح (عار) فك الإرتباط والترحيل وتهجير المستوطنات (يقصِد قرار شارون بالانسحاب من القطاع الفلسطيني).




كان لافتا أيضا أن المشاركين في مؤتمر الاستيطان, رفعوا يافطات عديدة كبيرة وضخمة كُتب على إحداها (الترانسفير وحده هو ما سيجلب » الأمن» لإسرائيل), يقصدونبالطبع تهجير الفلسطينيين فب الصفة والقطاع. إضافة إلى حقيقة دعم نتنياهو للمؤتمر وحرصه على إرضاء شركائه في الائتلاف الفاشي والمعني بالإبقاء عليه متماسكاً, بانتظار «فرصة» تسمح له بإعلان «الانتصار» الذي يُمنّي نفسه/والفاشيين بتحقيقه،في حرب الإبادة المتواصلة. كي يُبعد عن نفسه تجرّع سُم الهزيمة وفقدان مستقبله السياسي والشخصي. إذ وقّع الوزراء وأعضاء الكنيست المشاركين على عريضة حملت عنوان «النصر وتجديد الاستيطان في قطاع غزة والسامرة (شمال قطاع الضفة الغربية المحتلة)، كـردّ على عملية ٧ أكتوبر/طوفان الأقصى) مُعتبرين أن ذلك هو ما سيجلب «الأمن» لدولة الاحتلال كما زعموا.




في السطر الأخير.. ثمة محاولات يبذلها رئيس المعارضة في كنيست العدو رئيس حزب «يِشّ عتيد/ يُوجد مستقبل يائير لبيد, لـ"طمأنة» نتنياهو ودفعه للتخلّي عن شركائه في الائتلاف الذين يُهددونه بإسقاط حكومته, إذا ما وقّعَ صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس. إذ أعلن لبيد أنه سيُوفر مظلة/نيابية لنتنياهو وسيشارِك في حكومته (يتوفّر حزب لبيد على «٢٤» مقعداً). لكن لبيد الذي سيمنح حكومة نتنياهو شبكة أمان لأي صفقة تعيد «المخطوفين», لن يمنخ نتنياهو رصيدا غير محدود، وإنما–قال- عُضوية مؤقتة من أجل التغلّب على تهديدات بن غفير. وهذا.. في ما نحسب.. لن يدفع مجرم الحرب/نتنياهو لمغادرة تحالفه «مع الفاشيين والحريديّين».





«قبائل إسرائيل المُتحِدة»!!


المُخطط الذي تم استعراضه في المؤتمر، نصّ على إقامة «نُوى» إستيطانية في قطاع غزة، تشمل نواة إستيطانية تُدعى «يشي», وهي كلمة مُختصرة لمصطلح «قبائل إسرائيل المتحدة» بالعِبرية. على أن تُقام على مشارف «بيت حانون»، شمالي القطاع، بالإضافة إلى نواة «ماعوز» في الساحل الجنوبي للقطاع، ونواة «شَعارِيه حِيفِل غزة» في خانيونس، ونواة مُخصّصة للمستوطنين «الحريديين", تسمى «حِيسِد لألفيم» في جنوب رفح.