ابن ميثا



فقدتُ «هويّتي» بالأمس.. كانت في جيبتي.. أعتقد أنني فقدتها في «الجامعة الأردنية».. فتشتُ كل جيوبي.. فتشتُ السيارة.. فتشتُ حتى الأماكن التي لم أذهب إليها من باب الاحتياط.. للأسف لم أجدها..!
استعذتُ بالله من الشيطان الرجيم؛ ومسحتُ وجهي بالرحمن وهدأتُ.. ثمّ عدتُ للتفتيش مرّة أخرى..! مشكلة كبرى أن تفقد «هويتك».. من المفارقات الكبرى في هذه الحياة أن يكون لديك «هوية» ولا تستطيع إثباث ذلك..!
مش زعلان كثير إلّا من شيء واحد.. أخاف أن تقع هويّتي بيد أحد.. ويعرف اسمي كاملًا.. مش مشكلة.. يعرف أين ولدتُ ومتى وكم عمري.. مش مشكلة.. أن يعرف أنني من سكّان «الكرامة/ الشونة الجنوبية»؛ أيضًا مش مشكلة.. أن يعرف كلّ معلومة فيها مش مشكلة .. إلّا معلومة واحدة وأظنّكم حزرتموها.. أن يعرف اسم أمّي..!
يا عيب العيب..! اسم أمّي ككل أسماء الأمهات في الثقافة الشعبية؛ ممنوع ومحرّم.. والآن الذي يجد هويّتي سيعرف أن اسم أمّي «ميثا»..! يا ويلي ويا سواد ليلي..! بجد؟ شيءٌ يقهر..!