أنا دخيل على الملك من عمايل حكومة الخصاونة ؟
نعم يا جلالة الملك نحن الأغلبية الصامتة دخيلين عليك بأن تبقينا على حبنا للهاشميين، ولا تجعلنا نكره النظام، ونحقد عليه بسبب ما نراه ونشاهده ونسمع من تصرفات الحكومات المتعاقبة والحالية، ومن الطبقة المحيطة بكم ومن المتنفذين، وأصحاب المصالح بالعاصمة تحديداً، والذين يريدون أن نبقى عبيداً عندهم ولهم، والذين هم أنفسهم يتقاسمون كعكة الوطن فيما بينهم، سواء بتشكيل الحكومات، والمناصب، أو بنهب وبيع مقدرات الوطن، وفي نظرهم أن بقية الشعب خارج التغطية وما عليه سوى السمع والطاعة، وهم عبارة عن مجموعة تساند بعضها بعضاً، بل وتجلب المزيد من بعض أصحاب المنافع لصفوفهم، إلى أن وصل الأمر بالسيطرة على جميع سلطات الدولة باستثناء جزء من القضاء. أما الحكومة والنواب والأعيان فهؤلاء جميعهم -باستثناء الشرفاء منهم- أصبحوا تحت السيطرة التامة لمنظومة الإفساد والمفسدين. والدليل الذي جرى في مجلس النواب بقضية الفوسفات، وهي اكبر قضية على مستوى الوطن، وجميع أبطال تلك القضية تم تغطيتهم من قبل مجلس نواب أغلبيتهم مزورين وفاسدين بعدم عرض نتائج التحقيق على القضاء، والنواب الذين صوتوا بعدم عرض الملف على القضاء أرادوا أن يوصلوا رسالة إلى من أوصلهم إلى القبة انه جاء وقت رد الجميل، وهذه قضية من عدة قضايا الفساد الذي أصبح كالسرطان، والذي أصبح السيطرة عليه شبه المستحيل لأنه محمي بالدستور والأنظمة والقوانين النافذة. لذلك يا جلالة الملك نحن الأغلبية الصامتة الذين أصبحنا مثل الإنسان الذي جاره الضبع خلفه، وحينما أراد الضبع دخول المغارة لكي يأكل فريسته ارتطم رأس الفريسة بالمغارة وسال دمه، وعندها تم صحيان تلك الفريسة لأنه كان غائب عن الوعي، وهذا الغياب كان مقصوداً ومتعمداً لكي يبقى الشعب مشغولاً بقوت يومه، وهذا يا جلالة الملك الذي نحن فيه وعليه الآن، لقد استيقظنا من غفوتنا ووجدنا أن جميع ما تم بناءه على مدى 90 عام من قبل الآباء والأجداد، وتحت رعاية الهاشميين تم بيعه وسرقته والباقي الحبل على الجرار. والدليل الذي يجري في الملكية الأردنية. والأغرب يا جلالة الملك لقد أصبحنا غرباء في وطننا، والجميع ينهش بنا والكل يُنظر علينا ويعطينا الدروس حيث يريدون أن يوصلونا إلى مرحلة اليأس وفقدان الثقة بالوطن والقيادة. ولسان حالهم يقول لنا انتم عبارة عن حراثين، ومزارعين، وعسكر، والجميع في خدمتنا، والأردن لنا ونحن أصحاب مراكز القوة والاقتصاد وصناع القرار وجميع ما في الأردن من شعب ومقدرات يدور في فلكنا وتكلموا ما تشاءون ونحن نفعل ما نريد. لذلك يا جلالة الملك أقول لقد بدء الشعب بالتململ والحديث عما وصلت إليه الأمور من تفشي الفساد والمحسوبية والشللية، ونتيجة لذلك اتجه البعض إلى التعبير الغير مألوف، وهذا التعبير لجزء بسيط من الناس، ولكن إذا استمر الحال على ما هو عليه فالثورة قادمة لا محالة. وعزاء الأغلبية الصامتة بالصمت والسكوت يا جلالة الملك إنك الملك الهاشمي من أتباع النبي عليه الصلاة والسلام، وأبن أبونا جميعا الحسين طيب الله ثراه الذي يسكن في قلوب الأردنيين جميعا، ولكن يا جلالة الملك إلى متى سيبقى الشعب صابراً وساكتاً على ضياع وطنه جهاراً نهاراً وهم يشاهدون من باع وطنهم لا يزالون ممسكين بزمام الأمور بجميع مفاصل الدولة، ويعبثون بكل شيء. والغريب انه يوجد من يدافع عنهم من أصحاب النفوس الدنيئة والغير نظيفة من شخصيات وكتاب وإعلاميين. لذلك أناشدك يا جلالة الملك بأن تكون صاحب كلمة الفصل وتنقذ الأردن قبل فوات الأوان بتغيير النهج وتغيير الوجوه وجلب الوطنيين المخلصين لوطنهم ولقيادتهم وهم والحمد لله موجودين، وهذا كله يا جلالة الملك بيدك فقط لأن الشعب لا يثق بغيرك، لأن عقد وعهد الشعب مع العرش لا يزال كما هو وسيبقى أقوى من كل شيء. ولكن يا سيدي لا يوجد إنسان على سطح الأرض يُعبد مهما كان ومين ما كان لذلك الشعب موجوع ويصيح ويقول آخ ويئن من الظلم والجوع، وفوق هذا كله المستقبل مظلم بالنسبة للشعب ولا أحد يعرف مصير الدولة الأردنية إلى أين سيؤول طالما بقيت هذه المجموعة الفاسدة تتحكم في مصير البلاد والعباد، لذلك أنا دخيل عليك يا جلالة الملك بأن يبقى شعارنا الله ثم الوطن ثم الملك.