حقيقة دعوة الخارجيّة الأميركيّة رعاياها إلى مغادرة العراق فوراً

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي خبراً بمزاعم أن "وزارة الخارجية الأميركية طلبت من رعاياها في العراق مغادرة البلاد فوراً، وذلك بسبب التصعيد الحاصل بين الفصائل المسلحة وقوات التحالف الدولي".غير أنّ هذا الزعم غير صحيح، والخبر المتناقل مفبرك.#FactCheck

"النّهار العربي" دقّق من أجلكم

الوقائع:تكثف التشارك في الخبر أخيرا في مواقع التواصل الاجتماعي. وجاء فيه (من دون تدخل أو تصحيح):"عاجل...الخارجية الامريكية تدعوا رعاياها لمغادرة العراق فورًا..‼️ يبدوا احتمالات التصعيد ستكون سريعة...".

 

 

 

 

التدقيق:

تزامن تداول الخبر مع إعلان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني انطلاق الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية لإنهاء مهمة التحالف الدولي في البلاد. (هنا)

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، الخميس 25 كانون الثاني (يناير)2023،"نجاح" المفاوضات مع أميركا والاتفاق على تشكيل "لجنة عسكرية عليا"، لصياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق.(هنا)

وكان السوداني أكد في أكثر من مناسبة البدء بإجراء حوار مع التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة لإنهاء مهمته في البلاد.

ويشهد العراق تصاعداً في الهجمات المتبادلة بين فصائل مسلحة والقوات الأميركية منذ اندلاع الحرب في غزة، إذ تسعى الفصائل إلى الضغط على الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل.

وتعرضت القوات الأميركية في سوريا والعراق لنحو 150 هجوماً شنتها فصائل متحالفة مع إيران، وشنت الولايات المتحدة سلسلة من الهجمات للرد على ما تتعرض له، وكان آخرها الثلثاء.(هنا)

حقيقة الخبر:

غير أنّ الخبر المتناقل مفبرك، وفقاً لما توصل إليه تقصي حقيقته.

فالبحث عنه في الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية (هنا)، وفي الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركية (هنا)، ووسائل الإعلام المحلية والدولية الموثوق بها، يبيّن أن الخبر غير صحيح، وأنه لا يوجد أي مصدر يثبت صحته.

وتجدر الإشارة إلى أن السفارة الأميركية في بغداد حذرت في وقت سابق مواطنيها من السفر إلى العراق بسبب "الإرهاب والاختطاف والصراع المسلح والاضطرابات المدنية وقدرة البعثة الأميركية في العراق المحدودة على تقديم الدعم للمواطنين الأميركيين".(هنا)

النتيجة: إذاً، لا صحة للخبر المتداول أن "وزارة الخارجية الأميركية طلبت من رعاياها في العراق مغادرة بلاد فوراً وذلك بسبب التصعيد الحاصل بين الفصائل المسلحة وقوات التحالف الدولي". في الواقع، الخبر مفبرك، ولم يصدر خبر مماثل عن الخارجية الأميركية.