السجن 12 عاماً لمراهقَين من كوريا الشمالية ! والسبب مشاهدة حلقات "دراما" كوريّة جنوبية

أصدرت مجموعة بحثية كورية جنوبية لقطات نادرة تشير إلى محكمة علنية لمراهقين كوريين شماليين تم إدانتهما بالأشغال الشاقة. تمت هذه الإدانة بسبب توزيعهما ومشاهدتهما للدراما الكورية الجنوبية، التي تعتبر محظورة في الجارة كوريا الشمالية. 

اللقطات النادرة، التي نشرت يوم الجمعة الماضي، تظهر المراهقين وهما يقفان على خشبة مسرح أمام جمهور يرتدي قمصاناً بيضاء، في مشهد يبدو كأنه في فصل دراسي.

يظهر في الفيديو المراهقان وحولهما شخصان بالزي العسكري، يواجهان 6 بالغين آخرين جالسين على طاولات في الخلفية. الراوي في الفيديو يُلقي الضوء على القضية، حيث يكشف عن تفاصيل المحكمة العلنية ويشير إلى اعتقال المراهقين أثناء توزيعهما تسجيلات للنظام العميل.

ووفقاً لتقرير CNN، تم الحكم بسجن المراهقين اللذين لم يتجاوزا 16 عاماً بالأشغال الشاقة لمدة 12 عاماً. يُظهر الراوي استياءه من أن هذين الشابين لا يزالان في بداية حياتهما وتأثرا بالثقافة الأجنبية، ما أدى إلى تدمير مستقبلهما. 

القضية تسلط الضوء على التأثير الكبير للدراما والبرامج التلفزيونية على الشباب، والتحديات التي قد تنشأ نتيجة لتبنيهم للثقافة الأجنبية.

تحقيقات كوريا الجنوبية وقضية المراهقين في كوريا الشمالية 

ووفقاً لمعهد تنمية الجنوب والشمال في سول "SAND Institute"، الذي يعمل مع المنشقين الكوريين الشماليين، تم تسريب الفيديو وتوزيعه عبر وسائل الإعلام. يعتقد أن الفيديو صُور خلال جائحة "كوفيد-19″، حيث يظهر الجمهور مرتدياً أقنعة في المدرج.

<strong>تحقيقات كوريا الجنوبية وقضية المراهقين في كوريا الشمالية / التواصل الاجتماعي
تحقيقات كوريا الجنوبية وقضية المراهقين في كوريا الشمالية / التواصل الاجتماعي

تظل كوريا الشمالية مغلقة تقريباً عن العالم، مع فرض رقابة صارمة على المعلومات الداخلة والخارجة. يُحظَر دخول المواد الأجنبية، بما في ذلك الأفلام والكتب، باستثناء قليل، ما يؤدي إلى مواجهة صارمة للذين يحملون محتوى أجنبياً.

وقد خفت القيود إلى حد ما في العقود الأخيرة، ولكن مع استمرار التوترات، عادت القيود الصارمة والقمع لوسائل الإعلام الأجنبية.

تعليقاً على الفيديو، قال تشوي كيونغ هوي، مدير معهد تنمية الشمال والجنوب، إن النظام الشمالي يشعر بالتهديد من انتشار الثقافة الجنوبية. وفي عام 2020، أقرت كوريا الشمالية "قانون مناهضة الأيديولوجية والثقافة الرجعية"، حيث يحظر توزيع ومشاهدة المحتوى الكوري الجنوبي، مع عقوبات قاسية تتناسب مع كمية المواد المحظورة.

وتحذر سلطات كوريا الشمالية من أن تداول مقاطع الفيديو الأجنبية يمكن أن يؤدي إلى عقوبات شديدة، وتعزز الرصد والمحاسبة على هذا النوع من الأنشطة.