الحرب على غزة بعد قرار المحكمة الدولية إلى أين؟
رحبت العديد من الفعاليات السياسية والدول بقرار قبول المحكمة الدولية منع إسرائيل من ابادة الفلسطينيين في قطاع غزة ومنحهم شهرا لتقديم تقرير مفصل يثبت تقيدهم باجراءات منع الابادة الجماعية، الا ان قرار المحكمة الدولية لا يزال ضعيفا لعدم تضمينه وقف النار الفوري واعلان هدنة مؤقتة والعودة لطاولة المفاوضات والسماح بايصال للمساعدات لقطاع غزة بشكل كاف ومستدام.
إن استمرار الحرب، حسب تصريح نتنياهو الرافض لقرار المحكمة الدولية واتهامها بمعاداة السامية، تشير إلى تعنت إسرائيل واستمرارها في قصف وقتل المدنيين وكانت هناك رفض اسرائيلي واضح للانصياع لقرار المحكمة الدولية بالمطلق وهذا ينبئ بتصعيد غير مسبوق من قوات الاحتلال باستمرار القتل في القطاع وتوقع ارتفاع اعداد الشهداء وتأزم الأوضاع الانسانية في قطاع غزة وارتداداته المشينة على كافة الضفة الغربية.
مما يشير الى ان حرب غزة ستواجه تصعيدا وتوسعا اكبر اتجاه الضفة الغربية واحتمالات توسع الحرب في المنطقة تزيد ولا تقل مع ارتفاع سيناريو تحول غزة لمنطقة منكوبة إنسانيا واشتداد الحصار والاحتلال خلال هذا العام واجبار الفلسطينيين في النهاية على الهجرة.
إن المحكمة الدولية اليوم مطالبة بقراءة جديدة لقرارها ونرجو ان تدفع جنوب أفريقيا نحو مراقبة أداء إسرائيل خلال الشهر الممنوح لها لجمع أدلة كافية تقدم مجددا للمحكمة الدولية تقضي باجبار إسرائيل وقف النار الفوري وفتح قنوات إدخال المساعدات الفلسطينيين الى قطاع غزة وإعلانها منطقة مكنوبة وفاقدة لمؤهلات الأمن والأمان والسيادة.
تجدر الإشارة الى ان المبادرات الدولية لا تبدو بكل أحوالها وتوقعاتها جدية او قريبة للجدية وان الحل الأقرب لإنهاء الحرب بالكامل سقوط حكومة اليمين في إسرائيل بمعنى انتهاء عهد نتنياهو بالكامل وهذا ما يجب أن يقوم ويسعى اليه الإسرائيليون لكل الأسباب.
لا يبدو أن الحلول قريبة او واضحة ومن الجلى ان التنظير السياسي يستأسد منابر القنوات والبرامج المتخصصة بالسياسة دون أي مقاربات حقيقة للواقع وهذا امر يحتاج الوقوف عنده إذ إن الاستمرار بالتنظير دون البحث عن حلول وتشبيك القضايا السياسية في بعضها البعض لاستعراض عضلات المعلومات السياسية لا تحتاجه فلسطين اليوم فما تحتاجه فلسطين اليوم هو دفع المجتمع الدولي لضغط لإدخال المساعدات ودفع دولة جنوب أفريقيا إلى تجديد الدعوى او تقديم أدلة جديدة والمطالبة بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على إسرائيل، بالمقابل الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية واقناعها بأنه ليس في صالحها الاستمرار بالدفاع عن إسرائيل لأن هذا سيهدد مصالحها في المنطقة ويوسع تكلفة فاتورة هذه الحرب التي وان خرجت بمرحلة تهجير جديدة فلن تكون سهلة ولا بسيطة ولا سريعة بل ستدفع كافة الأطراف في المنطقة والإقليم والعالم لتحمل تكاليف تصاعد العنف وخطاب الكراهية وتداعيات ضخمة على المنطقة اقتصاديا وهو ما سيهدد مصالح الجميع، ومن المثير للجدل عقد اتفاقية بيع أسلحة متنوعة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمر الذي يشير إلى استمرار الولايات المتحدة بغض البصر عن الابادة الجماعية واحتمالية استخدام حق الفيتو للمرة الأكثر من 80 مرة للدفاع عن مواقف إسرائيل وهو ما يؤكد ويشير الى طول الحرب زمنيا على القطاع وتعاظم الكارثة الانسانية في القطاع.
لم تعد القضية الفلسطينية مركزية على الشرق الأوسط بل على العالم أجمع يجب ان يدرك المجتمع الدولي ذلك حالا واليوم قبل غد.