اشهار ديوان ضربة القرن لجرار ويعقوب


اشرف محمد حسن

اقيم مساء اليوم الاحد 21/1/2024م حفل اشهار لديوان شعر مشترك للشاعرين الاستاذ الدكتور صلاح جرار والشاعر سعيد يعقوب في دائرة المكتبة الوطنية بعمان برعاية شاعر الاردن حيدر محمود .

تدور قصائد هذا الديوان حول حول معركة طوفان الأقصى/ضربة القرن، وما تبعه من تداعيات العدوان الصهيونيّ على قطاع غزّة، تصوِّر القصائد والمقطوعات الواردة في هذا الديوان بطولة وصمود أبناء قطاع غزّة، في الوقوف بثبات وشموخ أمام آلة الحرب الصهيونيّة، التي عملت على قتل الآلاف من الأبرياء جُلُّهم من الأطفال والنّساء مِن المدنيّين، والتدمير الممنهج للمؤسَّسات والبِنى التحتيّة وبيوت السّكان الآمنين .

جاء الدّيوان في قِسْمين متساوِيَيْن الأوَّل ضم قصائد ومقطوعات الدكتور صلاح جرَّار، التي بلغت ثماني وعشرين، والقسم الثّاني ضمَّ قصائد ومقطوعات الشّاعر سعيد يعقوب التي بلغت خمسا وثلاثين، بدأ كلُّ قِسْم منها بإهداء كلّ شاعر لزميله قصيدة تتضمَّن مشاعره نحوه ورأيه فيه وفي شعره، كذلك بدأ كلُّ قِسْم مِن القِسْمينِ بقصيدة تحمل عنوان «ضَرْبَة القَرْنِ» لكلا الشّاعرين، وهذه القصيدة التي تحمل المجموعة الشّعرية عنوانها جاءت على البحر والقافية نفسها، وتتناول الموضوع ذاته .

وقد كتب مقدمته الأستاذ الدكتور خالد الفهد ميّاس، رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة جدارا، حيث قال في مقدمته : «القارئُ لِديوانِ «ضَرْبَة القَرْنِ» لِلشّاعرَينِ (معالي الشّاعرِ الأستاذِ الدّكتورِ صلاح جرار وسعادةِ الشّاعرِ الأستاذِ سعيد يعقوب) يَجِدُ نفسَهُ أمامَ شاعرَيْنِ جَهْبَذَيْنِ يَمْتَلِكانِ ناصِيَةَ اللُّغةِ ويَتَعامَلانِ مَعَ مُفرداتِها بِفَنِّيَّةٍ عاليةٍ وَشِعْرِيَّةٍ ساميةٍ، وَبِخاصَّةٍ أنَّهُما عالمانِ بِاللُّغةِ مُتَخَصِّصانِ بِمُستَوَياتِها الصَّوتيَّةِ والصَّرفيَّةِ والنَّحويَّةِ والدّلاليةِ، فَإذا جاءَ أَحَدُهما بِقافِيَةٍ نَظَرَ إليها بِعَيْنِ النّاقِدِ قَبْلَ أنْ يَقرأَها قارِئٌ أو يَسْمَعَها سامِعٌ...»

واضاف مياس في وصف الدِّيوان والشّاعرين قائلا: «..وَمِنْ حُسْنِ الجَمالِ أنْ يَجتمِعَ شاعرانِ لِيُنْشِئا مَعًا ديوانَ شِعْرٍ في حالةٍ من الأحاسيسِ المُشْتَرَكةِ التي تَجمعُ بَيْنَهُما في ظُروفٍ مَشوبَةٍ بِالحُزْنِ والخوفِ عَلى واقعِ الأمّةِ وَمستقبلِها، حيثُ الاعتداءاتُ الصهيونيةُ والأحقادُ اليهوديةُ تَتَدافعُ عَلى أهلِنا في أنحاءِ فلسطينَ وأرجائِها، والأملُ معقودٌ بالمقاومةِ التي رَضِيَتْ بِاللهِ رَبًّا وَبِالإسلامِ دينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ نبيًّا وَرَسولًا، فَمِنْ هُنا انْطَلَقَ شاعِرانا لِيُشارِكا في المعركةِ بِالطَّريقةِ التي يَسْتَطيعانِها».

وفي تصريح له قال جرار حول الديوان الجديد ضربة القرن: «يرمز الديوان، بوصفه عملا مشتركا، إلى ضرورة العمل المشترك في مواجهة العدوّ الصهيونيّ الذي يشنّ عدوانا وحشيّا على الأمة، ويؤكِّد ضرورة التعاون في تحقيق الأهداف والطُّموحات العربية المشترَكة، حيث أثبتت الأيّام أنّ غياب التعاون بين العرب هو الذي أدى إلى استفراد العدوّ الصهيونيّ وداعميه في دول الغرب بكلّ بلد عربيّ وتمكنه منه. كما أنّ الدّيوان على هذه الصورة يدعو إلى تعاون المثقَّفين والأدباء والفنّانين العرب، والتنسيق فيما بينهم في مواجهة الحملات الإعلاميّة الصهيونيّة ضد المقاومة، والفلسطينيين والعرب عموما.»

اما يعقوب فقد قال حول الديوان :من بين دواويني التي بلغ عددها ثلاثة وثلاثين ديوانا صادرا حتّى الآن، هناك ديوان يشكلِّ واسطة العقد بينها، هو ديوان « غزَّة تنتصر» الذي صدر عقب العدوان على قطاع غزّة عام 2014، بمقدمة الدكتور كمال المقابلة، وبديوان «مِن مسافة صفر» وهذا الديوان (ضربة القرن) أسهم بتقديم جزء بسيط من واجبي الذي يمليه عليَّ ضميري وموقفي في الحديث حول مأساة قطاع غزّة، وما يتعرّض له أهله من انتهاكات غير مسبوقة وظلم صارخ وعدوان غاشم، هذا الديوان هو ديوان مشترك يدخل في باب أدب المقاومة، جاء بعد نشري مؤخرا لديوان « من مسافة صفر «الذي كتب مقدمته الدكتور زياد أبو لبن ويتضمن ما قلته من شعر بعد أحداث السابع من أكتوبر المجيد، أمَّا ديوان ضربة القرن فيتضمن قصائد ومقطوعات جديدة لم تدخل في ديوان» من مسافة صفر»، لأنها قيلت في الأحداث التي تلت صدوره، وديوان ضربة القرن يجمع القصائد التي قالها الدكتور صلاح جرّار وقلتُها معبِّرَين عن ضمير شعبنا وأمتنا وموقفنا المنحاز لفلسطين وقضيتها العادلة، ودعما ومساندة لأهل قطاع غزَّة الذين يتعرَّضون للإبادة الجماعيّة ومخاطر التهجير، وهو الموقف الذي وقفه شعبنا الأردنيّ الأصيل بكلّ مكوناته ملكا وحكومة وشعبا وإدراكا منّا لدور الشّاعر والمثقف في الوقوف إلى جانب الحقّ، ودفعا للظلم وبثا للوعي ونشرا للقيم السامية المستمدَّة من عقيدتنا وتراثنا العربيّ الإسلاميّ الأصيل، لتظل وثيقة للأجيال القادمة وشاهدا حيّا على هذه الأحداث الدامية .