قصة فنجان خِطبة



جرت العادة في بلاد الشام أن يصب المعزب - صاحب البيت - فنجان قهوة لكبير الجاهة بمناسبة طلبه يد كريمته  حيث يتم وضع الفنجان أمام كبير الجاهة ويمتنع عن شربه إلا بعد أن تتم الموافقة على طلبه .
كما جرت العادة رؤية الخاطب مخطوبته رؤية شرعية مما يرغبه بالنكاح منها .
لكن واقع اليوم بدا يختلف بعض الشيء ففي بعض الحالات تتم الأمور والتفاهمات بين الشاب والفتاة عبر علاقات عمل أو دراسة أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي حيث يتم التعارف والتوافق على كل شيء وآخر من يعلم ولي أمر الفتاة، وهذا ما حصل لعمنا أبو محمود حيث تقدم شاب لخطبة ابنته وخلافا للعرف السائد حضر الشاب بمفرده، وأخبرت الفتاة والدها بموعد وصول الشاب ولدى وصوله أحضرت الفتاة الأرجيلة والمعسل الخاص بالخاطب، وعندما سأل الأب الخاطب عن نوع قهوته أجابت الفتاة على الفور وسط مع الشوكولاته حينها أدرك عمنا أبو محمود أن الأمور منتهية وأنه آخر من يعلم .
كذلك شأن معركة طوفان الأقصى كشفت للجميع سر وقوف الأنظمة العربية المطبعة بجانب الكيان الصهيوني ومطالبتهم الكيان الصهيوني بالقضاء على المقاومة إضافة إلى قيامهم بمساندة ومساعدة  الكيان الصهيوني .
كل ذلك كشف المستور لتلك العلاقة الحميمية، وأنها ليست وليدة اللحظة وإنما علاقة وطيدة مديدة. 
علاقة  تعاون أمني وإعلامي وثقافي واقتصادي وعسكري...الخ.
وما الجعجعات التي كنا نسمعها حول مساندة القضية الفلسطينية والمطالبة بحقوق الفلسطينيين ما هي إلا مجرد دغدغة لعواطف الشعوب وذر الرماد في العيون والمتاجرة بدماء الشهداء وكسب التأييد الشعبي .
لكن معركة طوفان الأقصى كشفت حقيقة الأمور كما كشف فنجان أبو محمود علاقة الخاطب بكريمته.
وأماطت اللثام عن سر اغتيال قيادات فلسطينية في قلب عواصم عربية، وأن ذلك لم يكن بذكاء واحترافية الموساد كما يزعم العدو، إنما بتواطؤ وتعاون أمني مشترك مع الموساد.
ولا غرابة في ذلك لدى المتخاذلين فهم أبناء عمومة وأرحام وصلة الأرحام ومساعدتهم واجبة.