تاجر يعتدي على طفل في اعتصام 100 طالب ضد اغتصاب مدرستهم
احتج نحو 100 طالب يمثلون قوام البرلمان المدرسي لمدارس وكالة الغوث في مخيم الوحدات على ما اعتبروه اعتداء على حرمة مدرستهم من تجار قاموا امس الاول بخلع الباب الخارجي لمدرستهم لتحويل ساحتها الى كراج لسياراتهم.
ووقف الطلاب من مختلف اعمارهم ساعة احتجاجية ظهر امس رفعوا خلالها يافطات اعلنوا فيها تمسكهم باستقلال مدرستهم عن نوايا التجار وادانوا فيها اعتداءهم على حق من حقوقهم الانسانية والطلابية بان تكون لهم ساحة صغيرة في مدرستهم يتحركون فيها ويمارسون داخلها هواياتهم.
احدى اليافطات التي رفعها الطلبة حملت جملتين "نحن ابناؤكم.. نرجوا حمايتكم.. سياراتكم خطر على ساحة مدرستنا", ويافطة اخرى قالت" ساحتنا ملك لنا.. وليس كراج سيارات".
اللافت للنظر في الصورتين ان اللون الأحمر كان هو المداد الذي استخدمه الطلبة للتعبير عن رفضهم لاعتداء تجار رأوا ان ساحة مدرسة ذكور مخيم عمان الابتدائية الاولى يجب ان تتحول لكراج سيارات ولا ملعبا لأبنائهم الطلاب الذين لا يزيد عمر اكبرهم عن 12 سنه.
القصة لا تتوقف عند الاعتصام فقط, فقد كان مسؤولون في وكالة الغوث يقفون مع التجار الذين يتمسكون بمطالبهم بتحويل المدرسة الى كراج لسياراتهم عندما قام احدهم بالاعتداء على احد الطلبة "الأطفال" واغتصب منه لوحته التي كان يحملها في يده, وكأنه يعتقد ان منطق التاجر اقوى من منطق ذاك الطفل الذي وقف محتجا ومعبرا عن رايه الشخصي برفضه اعتداء التجار على مدرسته.
هذا الاعتداء غير المبرر بكل المقاييس دفع بمسؤولي وكالة الغوث للطلب فورا من الطلبة المحتجين للدخول سريعا الى حرم مدرستهم خوفا من تطور الأمور واللجوء للتصعيد من قبل التجار انفسهم ضد الأطفال.
يذكر بان بعض التجار قاموا بسلسلة من الاعتصامات أمام مبنى الوكالة في مخيم عمان الجديد في الشهرين الماضيين وعقدوا العديد من الاجتماعات مع مسؤولي الاونروا مطالبين بالسماح للسيارات بالاصطفاف داخل ساحة المدرسة إلا أن إدارة الوكالة رفضت طلبهم بسبب حرصها الشديد على مصلحة الطلاب وسلامتهم وتوفير بيئة مدرسية آمنة وجاذبة لهم, مما أثار استياء التجار ودفعهم إلى الاعتداء على المدرسة.
واكدت الناطقة الاعلامية بإسم الاونروا انوار ابو سكينه دعم الوكالة للطلبة وللمجتمع المحلي وترحب بأي مقترح من شانه حل مشكلة التجار من دون الإضرار بالطلبة والعملية التربوية ومنشاتها.
ويبقى السؤال الذي يُطْرَح منذ متى يقوم التجار بالاعتداء على المدارس وخلع ابوابها وتحويل ساحاتها الى كراج لسياراتهم.ومنذ متى يقوم تجار بالاعتداء على أطفال وقفوا محتجين ومعلنين رفضهم لاعتداء التجار على مدرستهم.
يشار الى ان مخيم الوحدات"عمان الجديد" تاسس عام 1955 لايواء لاجئين فلسطينيين خسروا منازلهم ووطنهم في اعقاب الاحتلال الاسرائيلي عام ,1948 ويعيش فيه حوالي 51.000 لاجىء فلسطيني. وتوفر الاونروا خدمات التعليم الاساسي المجاني لقرابة 9.736 طالبة وطالبة يدرسون في 13 مدرسة. كما توفر الرعاية الصحية الاولية الشاملة من خلال مركز صحي متكامل وتقدم المعونات النقدية والعينية لحوالي 750 عائلة من المسجلين تحت مظلة الامان الاجتماعي.