القــدس والحصـار



لأنها قضيتنا الحقيقية والمركزية والأساسية ... ولأنها أول وجهة صلى إليها المسلمون وفيها ثالث المساجد التي يشد إليها الرحال... ولأنها مهد الأنبياء ومسرى خاتمهم صلى الله عليه وسلم، ولأنها أرض المحشر والمنشر، ولأن العيون غفلت عنها كثيرا في الآونة الأخيرة ... ولأن العدو الغاشم الجاثم على صدرها يعمل على تهويدها ليل نهار، ولأن الأسرة الدولية التي يغلف عملها الإزدواجية والنفاق تغفل عن التصعيد الهمجي ضد الأقصى والذي لا يجري على قدم وساق وحسب بل بجرافات وحفريات وحصار واستيطان وأنفاق تهدد بنيان المسجد الأقصى المبارك دون أي إدانة أو تنديد، ولأن حرمته المصونة بكل الأديان يحاول بعض المارقين المجرمين الصهاينة تدنيسها؛ لأنهم لا يحترمون عهدا ولا يعرفون حرمة لشيء، ولأن العرب مشغولون اليوم ومنقسمون بين حكام يتمسكون بعروش زائلة مهما ارتفع الثمن حتى وإن سفكوا أنهارا من الدماء الطاهرة وانتهكوا حرمات الآمنين وزجوا بالآلاف منهم في غياهب السجون؛ لأنهم فقط يسعون للكرامة والحرية، وما يؤلم ويضحك في نفس الوقت لكل متابع أن بعض الحكام العرب ينصحون الآخرين بالديمقراطية وهم بعيدون عنها بعد المشرق عن المغرب، وبين شعوب تحاول النهوض من جديد عبر طريق الحرية والكرامة، ومن جهة أخرى هناك بعض المتربصين من العربان والذين يلوثون بمالهم المسموم الأحداث هنا وهناك ليفرغوا ثورات الكرامة من مضمونها أو يجيرونها لمصالحهم الدنيئة على أكتاف من قاموا بها وضحوا من أجلها، ولأن بعض أطراف المعارضة العربية يبتعدون وينأون بأنفسهم عن ذكر فلسطين عامة والقدس خاصة حرصا منهم على عدم إغضاب حامي الصهيونية والعمل على كسب وده، مع أنها رأس الشر وسبب كل بلية نعاني منها... ولكنهم مضطرون ويسعون جاهدين لإرضائها فهي أمريكا وما أدراك ما أمريكا... فهي الجسر الذي يريد البعض أن يصل للسلطة من خلاله، متناسين أن سابقيهم من مخلوعين وهاربين كانوا أفضل العملاء ولكن أمريكا تريد تقزيم الثورات وإقتصارها على تغيير الوجوه القديمة بوجوه عملاء جدد لا أكثر... أرجو الله ألا يحقق لهم ذلك، بسبب كل ما ذكرت وأكثر وجدت أن هذه الكلمات التي كتبتها عن عروس عروبتنا المغتصبة جهارا نهارا أمام أبنائها وإخوانها قبل أكثر من عقد من الزمان ونشرتها أكثر من مرة تصلح لأن تعاد في هذا الوقت العصيب تذكيرا بالقضية التي يجب ألا تنسى أبدا... وليبقى الحديث عن الجرح الأقدم في خاصرتنا حاضرا دائما:


القـدس والحصـار...

في رهبة السكون
غابت الأشعار
ذبلت الأزهار
حلّ الدمار ...
من غرفتي وعزلتي أحاول الفرار
من النار إلى النار يكون الفرار؟!
ألف عين على الأقصى وعين على الدار
أسفٌ على شعبي
حسرة وندامة يا أمة المليار...
أين أنتم عزوتي
أرضيتم بالاحتقار ؟!
أشربتم الذل … نسيتم الانتصار ؟!
قدسي مسجدي الأقصى
اصمتوا واعرضوا عنه فلن ينهار
أيها الإخوة الصامتون
مللت التأرجح مللت الانكسار
اجتمعوا اعترضوا أخرجوا بقرار
بعيدا عن الشجب الهزيل وذل الاستنكار
وأيقنوا تماما أن القدس لن تعود
بالأحلام والأشعار
فاسمعوا صرختي هذه
القدس معشوقتي المسلوبة
وأنا العاشق المنهار
قد سئمت العزلة ... سأهدم الجدار
سأقود جيشاً لتحرير مسرى سيدي المختار
أما من مجيب ... يال العار
إن تخاذلتم إن أبيتم
لن أقبل الاعتذار
القدس مدينتي
ليست كأس على طاولاتهم تدار
القدس زهرة المدائن مدينة السلام
أولى القبلتين مسرى خير الأنام
القدس حبيبتي ...
إن نومت عنك الأبصار ... فعيني لن تنام
أبكي مرارة وأسى ... أين الأبطال ؟!
أدعو من لا ينام بالأسحار
أن يجعلك لؤلؤة وصدري المحار
دنسوا طهارتك أولئك وهؤلاء الفجار
وأبناء العروبة في قيد الانتظار
وا لوعتاه وا عمراه وا معتصماه وا إسلاماه
يا أمتي الثكلى ... يا أمة المليار

Abomer_os@yahoo.com