الدبلوماسية الأردنية ودورها في حرب غزة 2023


تعد العلاقة بين الأردن وفلسطين علاقة تاريخية وطيدة لا يمكن لأي حدث أن يكسرها، فلسطين هي الشقيق الرسمي والشعبي للأردن، فالأردن بمواقفه وثوابته كان دائما الداعم والسند والظهير للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، والأردن ينظر للقضية الفلسطينية على أنها مصلحة وطنية أردنية عليا. وقد كان جلالة الملك عبدالله الثاني يضع القضية الفلسطينية على رأس اجندة الدبلوماسية الأردنية.

لطالما كانت الدبلوماسية الأردنية خير ممثل للأردن والأردنيين بالخارج، فلم يقتصر دورها طوال السنوات على خدمة الأردنيين بالخارج، إذ كانت تدافع عن القضية الفلسطينية سواء بالمحافل الدولية او عن طريق التواصل مع المؤسسات والمنظمات الدولية.

لعل الحرب الحالية بغزة هي مثال على ذلك، فمنذ بداية الحرب واصلت الدبلوماسية الأردنية جهودها لرفع الظلم عن أهل غزة، ووقف المجازر بحقهم، في الأمم المتحدة كانت الخارجية الأردنية وعلى مدار الاسابيع الماضية تحشد كل الأدلة والمسوغات من أجل أن تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يوقف كل هذه الأحداث الدموية المؤلمة. وساهم هذا العمل في أن تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار الأردن الذي طالب بوقف العدوان على غزة وإيصال المساعدات إلى القطاع.

دور الدبلوماسية الأردنية بالتأكيد لم ينتهِ بالأمم المتحدة، فوزير الخارجية أيمن الصفدي قد أجرى عدة اتصالات ولقاءات اقليمية وعربية ودولية مستهدفة بلورة جهد دولي لوقف الحرب على غزة، والتحذير من خطورة استمرارها، وكارثية المأساة الإنسانية التي توقعها على المواطنين الأبرياء ومنع التهجير القسري للفلسطينيين بقطاع غزة، فقد عقد معاليه وأعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية اجتماعاً رسمياً مع رئيس وزراء النرويج ووزراء خارجية دول شمال أوروبا, وحضر معاليه عدد من القمم واللقاءات الدولية والتي على هامشها التقى عدد من المسؤولين من دول ومنظمات ومؤسسات دولية مختلفة مثل منتدى الدوحة وحوار المنامة والمنتدى اإلقليمي الثامن لوزراء خارجية دول الإتحاد من أجل المتوسط واتصل الوزير عشرات الإتصالات بالوزراء والمسؤولين الدوليين فقد اتصل معاليه بوزير خارجية فرنسا ووزير الشؤون الخارجية االسباني ووزير الخارجية العماني ومسؤولين من دول مختلفة. وعقد عد داً من اللقاءات الصحفية والتلفزيونية مع القنوات والمؤسسات االعالمية المحلية والعالمية.

كما أن الدبلوماسيين الأردنيون في جميع سفاراتنا يقومون بالبحث وجمع المعطيات بما يخص حرب غزة، لإستكشاف إمكانات الاردن لحشد الدعم السلمي لغزة,ونشر الصورة الحقيقية لما يحدث بالقطاع، والتواصل مع المؤسسات والمنظمات الدولية، وبالتأكيد لترتيب لقاءات وزيارات الملك مع المسؤولين الغربيين.

 جهود الدبلوماسية الاردنية بالتأكيد تنطلق من الثوابت الوطنية والدينية والانسانية التي تقوم عليها السياسة الاردنية، جهود جبارة من الدبلوماسية الاردنية مع جميع دعواتنا وأمنياتنا ان يعم السلام على اخواننا الفلسطينيين وادانتنا الكاملة للمجازر المرتكبة بحقهم والتي تمثل خرقا واضحا لجميع الاعراف والقوانين الدولية والانسانية.