«جنوب أفريقيا».. تعري إسرائيل الثالثة



إسرائيل الثالثة وجنوب أفريقيا تبادلتا الاعتراف بينهما في 1948م، حينما كان الحزب الوطني الافريكاني «البيض» هو الحاكم، (نظام الفصل العنصري)، وكان السود يناضلون من أجل العدالة وإزالة نظام الابرتهايد، فاقامت منظمة التحرير الفلسطينية علاقة قوية مع حركة التحرر بقيادة نلسون منديلا.
إسرائيل الثالثة وجنوب أفريقيا (الحزب الحاكم) اقاما علاقات استراتيجية وصلت حد التحالف بين الدولتين ففي 1976م، وقعتا وثيقة تاريخية بينهما جاء فيها «:-كلتاهما (إسرائيل الثالثة وجنوب أفريقيا) موجودتان في عالم يطغى عليه العداء ويسكنه أناس من السود». ووصل التحالف بينهما إلى إقامة تجارب نووية عدا الشراكة السياسية والاقتصادية، وعلى الطرف الآخر كان رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات يوثق علاقاته مع حركة التحرر بقيادة مانديلا، وما أن أنهار نظام الابرتهايد في جنوب أفريقيا بعد كفاح طويل حتى انقلبت الآية إلى تحالف بين فلسطين وجنوب أفريقيا..عام 1994م.
اليوم..جنوب أفريقيا تعري إسرائيل الثالثة امام العالم، وتكشف عن وجهها العنصري البغيض وأن زوال نظام الابرتهايد في جنوب أفريقيا سوف يتبعه زوال نظام الابرتهايد في فلسطين، ففي محكمة العدل الدولية وثق فريق جنوب أفريقيا الأفعال والأقوال عن سياسية ممنهجة لتطهير عرقي في حرب غزة قادها الجيش الاسرائيلي مدفوعا بقرارات سياسية وأمنية من أعلى المستويات، فيما نقلت شبكات العالم الإخبارية، صورة إسرائيل الثالثة على أنها دولة عنصرية فاشية.
المفارقة في هذا السياق أنه وفي عام 1944م، قام المحامي اليهودي رفائيل ليمكين خلال سعيه إلى وصف سياسات ألمانيا النازية للقتل المنظم لليهود في أوروبا بأنها إبادة جماعية، وقد تأسست محمكة العدل الدولية لجلب العدالة لليهود الذين قتلوا فيما يعرف بالهولوكست على هذا الأساس، وأنها اليوم ( اي إسرائيل الثالثة) تحاكم على جرائم الابادة في غزة ومتهمة بأنها نظام ابرتهايد فاشي وان لجنوب أفريقيا دور حاسم في جلبها وتعريتهاعلى جرائمها ضد المدنيين الفلسطينيين.
شكرا جنوب أفريقيا..والعالم كله بانتظار قرار محكمة العدل الدولية باتخاذ إجراءات احترازية..إما بوقف الحرب فورا..أو بوقف الحرب واتهام إسرائيل الثالثة بجرم الابادة الجماعية.. ولهذا القرار ما بعده قضائيا وعلى مستوى العالم.
إسرائيل الثالثة في قفص الاتهام، وليس أمامها سوى قبول قرار محكمة العدل الدولية أو رفضه ولهذا تداعيات على ساستها وكبار جنرلاتها بعد القرار سواء بجلبهما إلى محكمة الجنايات الدولية أو الذهاب لمجلس الأمن لاستصدار قرار دولي بوقف الحرب.
قضاة محكمة العدل الدولية يتم اختيارهم عن طريق الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وفي هذه المحكمة اليوم ثلاثة قضاة عرب هم محمد بنونة من المغرب، ونواف سلام من لبنان، وعبدالقوي يوسف من الصومال، ويتكون الفريق من (15) عضوا والقرار يتخذ باغلبية الأصوات، أي أن تصويت ثمانية أعضاء على وقف الحرب واتهام إسرائيل الثالثة بالابادة يصبح نافذا ضمن الإجراءات الاحترازية، وما بعد يتم استكمال إجراءات التقاضي والتي قد تستمر لسنوات قبل أن يصدر قرار نهائي