"صمتك بكلفك": حملة "حاشدة" لمقاطعة دفع فاتورة الكهرباء
تحولت حملة "صمتك بكلفك"، التي تدعو إلى مقاطعة دفع فاتورة الكهرباء، من حملة إلكترونية عبر صفحة موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إلى حملة على الأرض اتخذت توزيع الدعوة على شكل أوراق صغيرة توزع في الأماكن العامة لاسيّما في المجمعات التجارية.
وتدعو الحملة، إلى مقاطعة دفع فاتورة الكهرباء ابتداء من الخامس والعشرين من الشهر الحالي، تنديدا برفع قيمتها، التي لقيت رفضا شعبيا أردنيا وصل صداه تحت قبة البرلمان وبين أروقة مجلس الوزراء.
وبدأ متضامنون مع الحملة، بتوزيع الدعوات على شكل بروشورات تطوعا في الأماكن العامة، فضلا عن كتابة العبارات على جدران الأحياء السكنية سعيا لحشد أكبر عدد ممكن من المقاطعين، باعتبارها أدوات ضغط على الحكومة حتى تعدل عن قرار رفع فاتورة الكهرباء، خاصة وأن قطاعات واسعة شهدت ارتفاعا في الأسعار في الفترة الأخيرة، مثل النقل والمواد التموينية وأجرة العلاج في المستشفيات الخاصة.
وكانت مجموعة من منسقي حملة "صمتك بكلفك"، والتي تحمل شعار "يد واحدة.. كلمة واحدة.. ما رح ندفع فاتورة الكهرباء"، اجتمعت قبل يومين، وارتأت البدء بالدعوة للامتناع عن تسديد فواتير الكهرباء بدءا من الخامس والعشرين من الشهر الحالي حتى الخامس من شهر نيسان (أبريل) المقبل وذلك لإيصال رسالة استنكار لأصحاب القرار.
وما يميز حملة "صمتك بكلفك"، أنها غير مقتصرة على العاصمة بل امتدت للعديد من المحافظات، التي قام بعض من مواطنيها بالدعوة المباشرة للسكان للمشاركة بما أسموه بالإضراب "الحر".
وأوضح عضو لجنة تنسيقية الحملة الناشط مهدي السعافين لـ"الغد" ماهية إطلاق الحملة التي مضى على الإعلان عنها عشرة أيام، ذاهبا إلى أن عددا من المجموعات الشبابية في مختلف محافظات المملكة ارتأت أن تحمل في أنشطتها هموم الشارع عناوين لحراكاتها، بعيدا عن الشعارات السياسية.
وأشار السعافين إلى أن ترجمة تلك اللقاءات على الأرض بدأت بإضراب المعلمين الذي قامت المجموعات بالدعوة إلى المشاركة به عبر صفحات التواصل الاجتماعي، فضلا عن البيانات والشعارات التي أطلقوها، وتلاها الدعوة إلى مقاطعة تسديد فواتير الكهرباء التي أصبحت حديث الشارع وسببت غضبا لدى شرائح الطبقة الوسطى والفقيرة في المجتمع.
وجاء ذلك، بحسب السعافين، استكمالا لتبعات نتائج الخصخصة وهدر المال العام التي تأثرت بها تلك الطبقات منذ أعوام وعانت معاناة شديدة هددت أوضاعها الاقتصادية والحياتية.
"قررنا ترك الشعارات السياسية لأننا شعرنا بأنها انتهازية"، يقول السعافين، في توضيحه لسبب ارتفاع حدة تناول الهموم الاجتماعية من قبل الحراكات الشعبية الأردنية مؤخرا، مشددا على أن الهم الحياتي في المجتمع هو العنوان الأول الذي لا بد من تناوله والعمل على إنصافه.
يشير السعافين، إلى أن الحملة وفور الإعلان عنها وحتى قبل تنفيذ الإضراب المرتقب أحدثت حالة من "الارتباك" لدى أصحاب القرار، مؤكدا أن تجاوب كم هائل من المجتمع للإضراب يشكل أداة ضغط قوية لعدول المسؤولين عن رفع أسعار فواتير الكهرباء.
وتوقع السعافين، أن تشهد الحملة مشاركة شعبية واسعة يوم الخامس والعشرين من الشهر الحالي، خاصة وأنها شكل من أشكال الاحتجاج المجتمعي غير مسبوق لدى الشارع الأردني، فضلا عن تزامنها مع ارتفاعات في الأسعار في قطاعات مختلفة، مؤكدا أن الحملة بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية قبل يوم الإضراب.