فوز المرشح المؤيد لاستقلال تايوان في الانتخابات الرئاسية
از لاي تشينغ-تي الذي تصفه الصين بأنه "خطر جسيم" بسبب مواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الجزيرة السبت، حسب النتائج الرسمية شبه النهائية للاقتراع.
وحصل نائب الرئيس المنتهية ولايته الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي على 40.2% من الأصوات حسب هذه النتائج التي تشمل 98% من مراكز الاقتراع.
وقال لاي أمام أنصاره "أريد أن أشكر الشعب التايواني على كتابة فصل جديد في ديمقراطيتنا، لأننا نقول للمجتمع الدولي إنه بين الديمقراطية والاستبداد، سنكون إلى جانب الديمقراطية".
وحصل خصمه الرئيسي هو يو-إيه (66 عاما) مرشح الحزب القومي (الكومينتانغ) الذي يدعو إلى التقارب مع بكين، على 33.4% من الأصوات، حسب الأرقام التي أعلنتها اللجنة الانتخابية المركزية. واعترف بهزيمته أمام أنصاره.
وقال "أحترم القرار النهائي للشعب التايواني (...) وأهنئ لاي تشينغ تي وسياو بي خيم (لمنصب نائب الرئيس) على انتخابهما وآمل ألا يخيبا توقعات الشعب التايواني".
وجاء المرشح الثالث، كو وين جي (64 عاما)، من حزب الشعب التايواني الصغير والذي يقدم نفسه على أنه مناهض للنظام القائم في المركز الثالث بحصوله على 26.4% من الأصوات. واعترف بهزيمته أيضا.
وصوت التايوانيون أيضًا على تجديد مقاعد البرلمان البالغ عددها 113.
وتشكلت صفوف طويلة أمام مراكز الاقتراع البالغ عددها 18 ألفا وأغلقت أبوابها عند الرابعة بعد الظهر (08:00 ت غ). وعاد عدد كبير من التايوانيين إلى البلاد للتصويت لأن الاقتراع في الخارج غير متاح.
في 2020، بلغت نسبة المشاركة 75% في الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة وتبعد 180 كيلومترا عن الساحل الصيني وتعتبر نموذجا للديمقراطية في آسيا.
وقالت إيف (27 عاما) لوكالة فرانس برس "أرى أنه من الجيد أن يتمكن الجميع من المجيء والتصويت وممارسة حقوقهم كمواطنين".
أما المعلمة كارين (54 عاما) فقالت "نظرت إلى صندوق الاقتراع وشعرت أنني لم أكن يوما على هذه الدرجة من الحماسة لأنني أعتبر أن هناك مرشحًا يمكنه جلب الأمل لمستقبل تايوان".
من جهتها أكدت الموظفة في البورصة هوانغ بي-يا أن كل التايوانيين يجب أن يشاركوا في الاقتراع. وقالت "لا أحب الذين يقولون إنهم لا يهتمون بالسياسة ولا يعرفون لمن عليهم أن يصوتوا أو أنهم لا يريدون التصويت".
وأضافت "أرى أنه يجب علينا أن نهتم ببلدنا وبحياتنا وأن نذهب للتصويت".
"تعزيز ديمقراطيتنا"
وقدرت شركة السكك الحديد التايوانية أن 746 ألف شخص استقلوا القطار السبت معظمهم للتصويت في مسقط رأسهم، وهو عدد أكبر مما سجل في 2020 (نحو 704 آلاف).
ومن هؤلاء إيفون (31 عاما) التي تستعد للتوجه إلى تايتشونغ (وسط غرب البلاد). وقالت "لست قلقة بشأن علاقاتنا مع الصين لأنه لم يجرؤ أي من المرشحين على اقتراح إجراءات جذرية".
وأضافت "لكن الإبقاء على الوضع الراهن لا يعني أنه لا ينبغي أن نعزز أنفسنا، وإلا فإننا نجازف بالموت بسبب عدم الاستعداد في حالة نشوب صراع حقيقي".
تعد بكين لاي تشينغ تي الذي ينتمي إلى الحزب الديموقراطي التقدمي "خطرا جسيما" لأنه يتبع خط الرئيسة المنتهية ولايتها تساي إنغ وين التي تؤكد أن الجزيرة مستقلة بحكم الأمر الواقع. ومنذ انتخابها في 2016، قطعت الصين جميع الاتصالات رفيعة المستوى مع تايوان.
في مواجهته، دعا هو يو-إيه مرشح الكومينتانغ، حزب المعارضة الرئيسي إلى التقارب مع بكين.
ودعا لاي تشينغ-تي صباح السبت قبل الإدلاء بصوته في صالة الألعاب الرياضية في مدرسة في تاينان (جنوب)، التايوانيين إلى "التصويت لإظهار حيوية الديمقراطية التايوانية". وقال إن "الأمر يتعلق بالديمقراطية التايوانية التي تحققت بجهود شاقة وعلينا جميعا أن نعتز بديمقراطيتنا ونصوت بحماس".
وطوال الأسبوع، زادت بكين ضغوطها الدبلوماسية والعسكرية. وعبرت خمسة مناطيد صينية الخميس مجددا الخط الأوسط الذي يفصل الجزيرة ذات الحكم الذاتي عن الصين، حسب وزارة الدفاع التايوانية، التي رصدت أيضا عشر طائرات وست سفن حربية.
وبينما كان الناخبون التايوانيون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع، شاهد صحافيون من وكالة فرانس برس طائرة مقاتلة صينية فوق مدينة بينغتان، الأقرب إلى تايوان.
وعلى منصة التواصل الاجتماعي الصينية ويبو حُجب وسم "انتخابات في تايوان" صباح السبت.
ودعت بكين الناخبين إلى اتخاذ "الخيار الصحيح" ووعد الجيش الصيني "بسحق" أي رغبة في "الاستقلال" عن تايوان.
"نمر من ورق"
ومسألة وضع تايوان من أكبر القضايا الخلافية في المنافسة بين الصين والولايات المتحدة الداعم العسكري الرئيسي للجزيرة. وتنوي واشنطن إرسال "وفد غير رسمي" إلى تايوان بعد التصويت.
والتقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة في واشنطن ليو جيانتشاو رئيس القسم الدولي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وقد ذكره بأهمية "الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان".
ويصوت التايوانيون أيضا لتجديد برلمانهم حيث قد يخسر الحزب الديموقراطي التقدمي الغالبية.
وأكد متقاعد تايواني يقيم منذ عشرين عاما في مدينة شيامن الصينية الواقعة قبالة تايوان، "بعد ثماني سنوات على وصول الحزب الديمقراطي التقدمي إلى السلطة، حان وقت التغيير".
وأضاف بينما كان يستعد للصعود إلى عبارة متوجها إلى مركز للاقتراع أن "انتصارا جديدا للحزب الديمقراطي التقدمي سيؤدي بالتأكيد إلى تفاقم توتر العلاقات مع الصين".
لكن في تايبيه، يسخر ليو باي تشي (40 عاما) وهو أستاذ في مدرسة ثانوية، من الصين ويصفها بأنها "نمر من ورق". وقال هذا الناخب المؤيد للحزب الديمقراطي التقدمي "بمجرد أن تفهم حيلهم، لن تبقى خائفاً منهم". وأضاف "آمل أن أتمكن من الدفاع عن بلدي وعن ديمقراطيتنا وأن أخبر العالم بذلك".
وأي نزاع في مضيق تايوان سيكون كارثياً على الاقتصاد. فالجزيرة تؤمن 70% من أشباه الموصلات في العالم بينما يمر أكثر من نصف الحاويات المنقولة في العالم عبر هذا المضيق.