خبيرة أمريكية: سيضطر الناتو لتسليح 6 دول كخطوة استباقية مع اقتراب هزيمة أوكرانيا

حذرت كبيرة محللي معهد ليكسينغتون الأمريكي، سارة وايت، من مغبة نقص الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا، وأن هذا سيضطر الناتو لتسليح الدول الست في جناحه الشرقي وعلى رأسها فنلندا.

وكتبت وايت في موقع RealClearDefence، أن انضمام فنلندا مؤخرا إلى حلف شمال الأطلسي أدى إلى مضاعفة حدود الناتو مع روسيا بين عشية وضحاها، ما وفر حاجزا ضد ضعف دول البلطيق الثلاث الصغيرة، إستونيا لاتفيا وليتوانيا.

وبينت أنه في خضم الفوضى التي شهدتها معركة رئيس مجلس النواب الأمريكي في العام الماضي، تحولت مساعدات الكونغرس إلى أوكرانيا إلى "ضحية".

وأضافت: "عندما تمت الإطاحة بكيفن مكارثي، أحد مؤيدي المجهود الحربي في أوكرانيا، لم يشاركه في ذلك الدعم خلفاؤه والعديد من زملائه. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المساعدات المقدمة لأوكرانيا أكثر إثارة للانقسام وأضحت في طي النسيان".

وأكدت وايت حول فرص أوكرانيا في تحقيق "النصر" بأن قدرتها على التحمل ليست إلى ما لا نهاية مع الأخذ في عين الاعتبار متوسط عمر جنود الجيش الأوكراني البالغ 40 عاما، وعدد سكانها الأقل بكثير من عدد سكان روسيا.

وأوضحت كبيرة المحللين أن البعض في "الكابيتول هيل" يدعو إلى تخفيض الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا، في حين يعتقد آخرون أن الولايات المتحدة قد فشلت بالفعل في تجهيز أوكرانيا بشكل كاف للدفاع عن نفسها.

وخلصت إلى أن هذا يتفق مع حقيقة أن المساعدات المقدمة لأوكرانيا على مستوى العالم قد انخفضت تدريجيا في العام الماضي.

وأردفت: "لكن ما فشل هذا الفصيل في الكونغرس في الاعتراف به أو فهمه أن هزيمة أوكرانيا وبقاء روسيا على أعتاب الغرب أمر أكثر خطورة.. وفي حال استنفدت جهود أوكرانيا وانتصرت روسيا، فسوف تضطر الولايات المتحدة إلى تسليح الدول الست التي تشكل الجناح الشرقي للناتو ــ بولندا وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا".

وذكّرت وايت أن الدولة الواقعة على "خط المواجهة" والتي تلقت أكبر قدر من المساعدة حتى الآن هي بولندا، وذلك بسبب حدودها المشتركة الكبيرة مع أوكرانيا.

حصة دول البلطيق

وبالمثل، بحسب قولها، وقعت الولايات المتحدة اتفاقيات تعاون دفاعي مدتها 5 سنوات مع كل دولة من دول البلطيق الثلاث، والتي تشمل "الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل... والمشاركة في العمليات والتدريبات العسكرية الدولية، وتطوير البنية التحتية والتدريب"، بناء على أقوال البنتاغون.

وتحدثت وايت في مقالها عن تصريحات مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف، بأن فنلندا ستكون "أول من يعاني" في حالة نشوب حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

وقال أوليانوف لوكالة "نوفوستي": "بما أنهم جيراننا، إذا حدث بعض التصعيد، لا سمح الله، فسيكونون أول من يعاني".

كما وصف أوليانوف اتفاقية التعاون الدفاعي بين فنلندا والولايات المتحدة، والتي سمحت فيها فنلندا بتمركز القوات الأمريكية وتخزين المعدات العسكرية في القواعد الفنلندية، على مقربة من روسيا، بأنها "تحد خطير بالفعل" لموسكو.

التدابير الروسية اللازمة

وردا على اتفاقية الدفاع مع الولايات المتحدة، تم تحذير سفير فنلندا لدى روسيا أيضا من أن موسكو "لن تترك دون رد حشد القدرات العسكرية لحلف شمال الأطلسي على حدودنا، الأمر الذي يهدد أمن روسيا الاتحادية، وستتخذ التدابير اللازمة لردعها، ومواجهة القرارات العدوانية لفنلندا وحلفائها في الناتو".

ونظرا لهذه التهديدات، فمن المرجح أن تكون فنلندا المرشح الأكثر إلحاحا لتلقي أسلحة أمريكية جديدة. استعدادا للحاجة إلى الدفاع عن حدود الناتو الضخمة مع روسيا، من المقرر أن تتسلم هلسنكي بالفعل 64 طائرة من طراز "إف 35 A"، وهي الطائرة المقاتلة الأكثر تقدما المتوفرة حاليا.

ونظرا لحدودها الطويلة مع روسيا، تعد فنلندا أيضا مرشحا منطقيا لاقتناء دبابات "أبرامز".