الناشطة إيناس مسلم تروي لجلالة الملك التفاصيل الكاملة لحادثة طعنها
وتاليا نص الرسالة:
بين يدي صاحب الجلالة .. رغم أنني لا أذكر قراءتي لبرجي بذلك اليوم إلا أنني أكاد أجزم أنه لم يتنبأ لي باحتمالية طعني من قبل مجهول! اليوم يكون قد مرّ أسبوعان على حادثة طعني والتي جرت كما يلي:
كنت في بيت بلدنا والذي يعرف كل روّاده أنه منتدى ثقافي ينقسم إلى مكتبة وطاولات للجلوس، ويُقتضى التنويه بأن بيت بلدنا لا يقدم الأراجيل ولا يقدم مشروبات غير تلك الاعتيادية مثل القهوة والشاي وما شابههما بالتالي لا يشبه المقاهي ولا يصنف منها كما تفضّل الأمن العام ببيانه سابقا.
كنت هناك أنا وزميلي في الجامعة وشريكي في مشروع التخرج نعمل على إعداد التقرير الأول وفور إنهائنا العمل قررنا الخروج وكنت حينها بانتظار زميلي بالحراك للتحضير إلى اجتماع لاحق في اليوم التالي لن أتمكن من حضوره بسبب الدراسة.
صعدت درج الدارة أنتظر زميلي وعند محاولتي الوصول إلى هاتفي للاتصال به فاجأتني يد بقفاز صوفي خشن ذو رائحة كريهة يغلق فمي ويشد رأسي باتجاهه فحاولت رفع نظري للأعلى لمعرفته فوجدت أن ما يعلو رأسي ما هو إلا وجه مغطى بقناع صوفي أسود، سارع برفع يده اليمنى أمامي حاملاً بها سكين أسود.
وحينها تلفظ بـ"باسم جلالة سيدنا وسمو الأمير" بلهجة غريبة عليّ وبأسلوب تلقيني مستعجل، ظنّاً منه أنه بتعصبه هذا يحمي شرف المملكة من أعدائها أمثالي دون أدنى إدراك منه بأن هكذا تصرفات أبعد ما تكون عن أخلاق البلاط الملكي وأن جلالة الملك هو بنفسه من يشجع الشباب على المشاركة السياسية والتعبير عن آرائهم لا بل وأسماهم فرسان التغيير.
قام فور إنهائه جملته بطعني في منطقة الحجاب الحاجز تقريبا، طعنة طولها 4 سم وعمقها 4 سم وتبعد سم عن كبدي، سحب السكين من بطني لحظتها فقدت ساقاي قدرتهما على حملي ولم يرفعني عن الأرض إلا قوته، وضع السكين على رقبتي وقال" المرة الجاي ذابحينكِ"، أفلت كلتا يديه عني ثم قام بدفعي بقدمه من منتصف ظهري لأتدحرج وأنا أحمل وزن كمبيوتري المحمول وكتبي الجامعية على درج الدارة.
فقدت وعيي إثر السقطة واستيقظت على صوت هاتفي يرن بألم كبير في رأسي المتمركز على حافة اسمنتية بارزة من السور وأعلى رأسي وزن كمبيوتري حاولت أن أجيب الهاتف فلم أتمكن من أول مرة وعندما قمت بالرد ثاني مرة لم أتمكن من التحدث وثالث مرة أجبت وأخبرت زميلي المتصل أنني على الدرج وسمعت صوته من أسفل الدرج وأخبرته أنني أعلاه.
فوصلني ومعه فتاة منقبة بالتزامن مع نزول شابين من أعلى الدرج، ظنّ زميلي في البداية أنني فقدت وعيي تعبا فحاول إسنادي لأقف وتفاجأ بالدماء التي تغطي ملابسي والأرض أسفلي فبدأ بسؤالي "إيناس ماذا حدث لكِ، من الذي فعل بكِ هكذا" فأخذت بترديد الجملة التي سبقت طعني وهو يحاول الاتصال بالإسعاف الذين أخبروه أنهم أبعد من أن يصلوا بالسرعة اللازمة، فقام بإسنادي هو والفتاة الغريبة وإنزالي الدرج وإيصالي إلى سيارته ونقلي إلى مشفى لوزميلا الأقرب للمنطقة.
هنا تنتهي قصة حادثة الطعن على الدرج من ملثم وتبدأ قصة حادثة طعني في الصحف الإلكترونية والورقية من الأمن العام، الذي كان الأولى به التقيد بوظيفته والتركيز عليها بمحاولة إيجاد الفاعل والحفاظ على أمن أعراض بنات الأردن لا التشهير بهن دون وجه حق، ومحاولة توجيه تهم مبطنة لي لا علاقة لها بالحادثة أو بغيرها، بعد أربعة إفادات قام بأخذها الأمن وأنا بقمة ألمي رغم المسكنات قبل العملية الجراحية وبعدها وجسدي لم يكن قد تخلص من آثار البنج.
كانت كل تلك الإفادات وهم يدّعون الوقوف إلى جانبي وأنني ابنتهم وأن لا شاغل لهم سوى إيجاد الحقيقة، رغم عدم توجههم بالتحقيق إلا لجهة واحدة، الإفادة الخامسة التي تم أخذها بمركز البحث الجنائي أوضحت لي نيتهم، حيث بعد 6 ساعات متواصلة تخللها الذهاب إلى موقع الحادثة والإشارة إلى مكان سقوطي أعادوني إلى المركز وفور وصولي قام بالصراخ علي أحد العمداء وقال" اعترفي وقولي اسم الذي طعنك" وسارع بالمغادرة ثم وجّه لي بعده الرائد سيل من التهديدات بدأ بأنتِ كاذبة والأفضل أن تعترفي بأنك قمتي بطعن نفسك وإكمال جامعتك أو الذهاب إلى جويدة بعد اتخاذنا الإجراءات اللازمة معك، حينها هممت بالمغادرة حيث أن أخذ إفادة مني تحول إلى توجيه تهم باطلة.
فوضع يده أمامي وبدأ بدفعي إلى الخلف مما أثر على جرحي الداخلي عدت بعدها طريحة الفراش حتى زرت طبيبي في اليوم التالي وطلب مني عدم القيام بحركات "جمبازية"!!! بعدها طُلبتُ مرة أخرى وأبقوني عندهم لمدة ثلاث ساعات حاولوا أثناءها إقناعي بتغيير أقوالي بأساليب غير مباشرة مثل "الذي سمعتيه لم يكن إلا وهم"، " الكلام مجرد خيال اختلقه عقلك الباطني".
هل يا ترى طعنتي وجراحتي والكدمات التي تغطي جسدي مجرد وهم كذلك!!!!!!! اليوم هو اليوم الرابع عشر للتحقيق، تم طلبي صباحاً مما استدعاني لمغادرة الجامعة بعد غياب أسبوعين، وفوق زخم دوامي الجامعي ودوامي في المعهد بعد الجامعة فإن طبيعة إصابتي لا تحتمل كل ساعات الانتظار والإرهاق تلك... إلى متى هذا الحال!!!.
هذه هي حادثة الطعن التي تعرضت لها منذ أسبوعين وهذه هي الحكاية أتركها بين يديك صاحب الجلالة لتعلم ماذا يجري في مؤسسة أمننا، وبأي أسلوب يتم حماية المواطنين، وكيف ينقلب بمنهجهم المجني عليه إلى جاني!