أخطأ القرضاوي وعبد الباري وأصاب عباس

عجبت كثيرا لدرجة التفاهم والتكامل بين ما أفتى به سعادة القرضاوي مفتي جماعة الإخوان حول منع وتحريم زيارة العرب للقدس التي أصبحت بعرفه أو هكذا يقول علمه بمستوى نجاسة تل أبيب التي هي بالأصل أرض عربية محتلة طاهرة ، معتبرا وكأن زيارة العرب للقدس سيدعم المقدسيين المستسلمين للاحتلال اليهودي العابثين بوطنهم ومدينتهم المقدسة ، المتهالكين بمطالبهم التهويدية وأهدافهم الاستيطانية وأمنياتهم الدنيوية كما يعتقد ويصرح تأويلا وتلميحا ، وبين ما كتبه أخيرا سيادة عبد الباري عطوان في القدس العربي ، متخوفا من أن تنقلب وتتحول زيارة العرب من للقدس إلى المواخير وصالات القمار والبارات المنتشرة في فلسطين التاريخية المحتلة كما يقول ويلمح ويشير سيادته ، وكأنّّ إخوانه من عرب 48 هم من يديرونها ويرتادونها ويعزمون ضيوفهم المتشوقين لزيارة القدس وفلسطين إليها .

فالقدس ومقدساتها المدنسة ببساطير الاحتلال وسكانها الرهائن بيد جيشه ومستوطنيه يشتكون لله القرضاوي ومن يستن بسنته ويهتدي بهديه ، ويشتكون إليه من يكتب من أجل عيونه ورضاه ورضا جماعته التي بفضل أمريكا ساست ، فهو وهم أراحوا الاحتلال من صراع قُزم بفضل المتأسلمين الجدد أحباب الجاه والسلطان والأمريكان ، والقومجيين الجدد أحباب الأولين والآخرين ، حتى غدا الصراع الأزلي الأبدي وكأنه بين المقدسيين لهم الله وأعانهم وبين الصهاينة وإسرائيل لعنهم الله ودمر بنيانهم وجُدرهم ، كما وهو وهم وأراحوا حاخامات اليهود الفرحين بفتاواهم وكتاباتهم الهادفة لمنع العرب من زيارة القدس وتحريضهم على قائدهم وقيادتهم ، وفرحوا كثيرا وأسعدوا لتمكن ونجاح القرضاوي ومن يليه ويتبعه من إدارة البوصلة عن القدس وفلسطين للداخل العربي ، بدعوتهم الأحزاب من عرب وعجم علانية وبالخفاء لزيارة حمص السورية لتحريرها من الجيش السوري المحتل بعرفهم لأرضها والمدنس بشهادتهم لمساجدها ، والقاتل بكاميرات جزيرتهم لأهلها ، كما حرضوهم وحضوهم سابقا على زيارة مصراتة وبنغازي لتحرير ليبيا من الاحتلال الليبي الذي هزموه بإذن أمريكا والقرضاوي وأعادوا قواته إلى المريخ من حيث أتت .

فالشعب الفلسطيني الرازح بصبر تحت الاحتلال يتساءل بمرارة ، كيف يفتى القرضاوي ويكتب عبد الباري لمنع العرب من زيارة القدس ؟؟؟ ، معللين ذلك بخوفهم على العرب من الضياع الأخلاقي أو التطبيعي بأزقة وشوارع القدس أو في حارات وشوارع حيفا ويافا وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة ، متسائلين لم لا يجعلون القدس نواة ومقدمة لتحرير فلسطين الأحق والأجدر من حمص التي نجحوا خداعا بفضل أمريكا وإبليس والقرضاوي بتصنيفها وكأنها نواة للثورة وملجأ للثوار ، والتي يرسلون إليها العرب كزائرين فاتحين لها .

فهل يجرؤ القرضاوي أن يفتي وغيره أن يكتب بضرورة حشد من حشدوهم سابقا ضد ليبيا ويحشدوهم اليوم ضد سوريا ، ليبدلوا وجهتهم اليوم قبل الغد أو بعد الغد نحو القدس المحتلة والمدنسة من كتائب قوات شارون ونتنياهو الزاحفة إليها من بلاد ما وراء المريخ وبلاد الواق واق وأوروبا الحنونة على المستقبل العربي ، وليكن هؤلاء العرب الفرحين بدعوة القرضاوي الملبين لها لزيارة حمص سرا وعلانية بالطرق الشرعية أو غير الشرعية وبسلاح أو بدون سلاح ، هم طلائع الجيش الحر الزائرين للقدس ، وليتخذوا من الصوامع والمساجد والأزقة والحارات مكامن لهم ضد قوات الاحتلال لينالوا الشهادة عند الله بدل أن يكتبهم القرضاوي شهداء في مالية قطر ، وهل يستطيعون هو وعبد الباري والعربية والجزيرة وغيرهما من محطات الثوار والربيع العربي تجيش الشارع العربي وتقديم المال والسلاح لثوار الربيع الفلسطيني المتقدم على غيره بسنوات طوال عجاف بسبب منع أمريكا للثوار والقرضاوي من مجرد ذكر القدس ؟؟؟ ، هل يجرؤون ؟؟؟ .

والله لو كان محرري القدس ابن الخطاب العربي المسلم وصلاح الدين الكردي المسلم بيننا لأيدا دعوة الرئيس الفلسطيني العرب لزيارة القدس بهدف الضغط والعمل لتحريرها وتطهير مقدساتها ، ولشجبوا واستنكروا وقاتلوا من يرفضون تحريرها ومنع العرب من زيارتها اليوم تحت عنوان كريه مقرف أصبح يثير الغثيان بنفوسهم لو كانوا فينا وبنفس كل عربي غيور عاشق لفلسطين ، وهو مسمى التطبيع ، الذي امتطاه كثيرون حجة لهم للتقصير ، ومنعا لغيرهم من تقديم العون والنصرة للقدس وفلسطين ، وإمعانا منهم بزيادة ودوام الإساءة لنضال وقيادة شعب فلسطين ، وتحت مسمى تحرير الوطن العربي من نظمه الغازية له من المريخ ، بهدف تدمير دولة واستنزاف موارده وتقديم خدمة مجانية لإسرائيل الحالمة بيهودية دولتها .

لقد أخطاء القرضاوي مانع زيارة القدس ، وأصاب عباس بدعوته أحرار العرب عامتهم وخاصتهم لزيارة القدس بعد أن نسوها وتخلوا عنها مهزومين ومأزومين ، لأنه يعرف أن القدس محتلة من الاحتلال والاستيطان وستبقى محتلة مدنسة ما دام بالعرب والمسلمين مثل القرضاوي المعطل للجهاد والمستغل سمعته الدينية لإيذاء العرب والمسلمين وقضيتهم المركزية الأولى قضية فلسطين ، وما دام فيهم أقلام مسمومة لها ميزانيات هائلة ورواتب مغرية من السفارات الأمريكية تكتب باسم الوطنية ضد فلسطين ، وباسم الربيع العربي من أجل عزة إسرائيل .

فالقدس والكل يعرف بمن فيهم المفتي والكاتب أنّ سكنها وزيارتها والإقامة فيها واجب شرعي على كل عربي ومسلم حتى لو كانت تحت إدارة الاحتلال أو دار احتلال ، وهي أولى من الهجرة والإقامة وزيارة دار العجم القامعة للحريات الدينية والشخصية التي يسرح ويمرح بها بعض العرب وحتى يديرون باراتها ومواخيرها وصالات قمارها ، المحرمة شرعا بوصفها تحت أو دار الكفر والكافرين .

Alqaisi_jothor2000@yahoo.com