الفساد غير " المحرز " و " والإستعراضي " في حديث بعض المسؤولين !!!!



في توصيف جديد يطل علينا من احد كبار المسؤلين السابقين، أورد دولته توصيفاً جديداً عن الفساد الذي قال ان بعضه " أستعراضي " وبعضه غير " محرز " !!!! ، وهي مصطلحات جديدة تدخل إلى الساحة السياسية الأردنية لم نسمع بها من أي مسؤول حالي او سابق.
لا أدري من أي جاء المسؤول السابق بهذا التوصيف الذي لم تعرف له علوم السياسة طريقاً من قبل، هل جاء من تجربته أثناء كان في موقع المسؤولية، فكانت ترد غليه قضايا فساد، فيصنفها ما بين " محرز " وما بين " غير محرزة" ، وعلى ضوء التصنيف يتم التعامل معها إما بالتمرير وإما بالتبرير وإما بالتحويل إلى الجهات المعنية للنظر فيها !!!!
الفساد غير " المحرز " و" الإستعراضي " من ناحية اخرى، هو الذي اوصل مديونية الاردن إلى حوالي ثمانية عشر مليار دينار، في ظرف حوالي عشر اعوام ، كان هو في فترة ما في موقع المسؤولية لاطول فترة مقارنة بغيره ممن تسلموا مواقع المسؤولية !!!!
الفساد غير " المحرز " و" الإستعراضي " من ناحية اخرى، هو الذي ساهم وبشكل فاعل في بيع مقدرات البلد وشركاته ومؤسساته الوطنية بأبخس الأثمان ( وبعضها بيعت على ورق من بياض ) فيما عرف بالخصصة والتي يجري الحديث عن قضايا فساد كبيرة تتعلق بها في هذه الأيام.
الفساد غير " المحرز " و" الإستعراضي " من ناحية اخرى، هو الذي اوجد هذا التفاوت الطبقي بين فئات المجتمع، فمن عشرات الملايين والقصور والفلل التي أصبح كثير من المسؤولين السابقين يمتلكونها بغير وجه حق، وبين فئات من الشعب التي قسى عليها أولئك المسؤولين بقراراتهم الجائرة فأصبح تامين لقمة العيش الكريم لهم ولأبنائهم هو الشغل الشاغل لهم، في ظل تفاقم عجز المديونية التي تثدفع من جيوب المواطنين وارتفاع الأسعار بصورة مذهلة لم تعد اعصابنا تقوى على تحملها !!!!
الفساد غير " المحرز " و" الإستعراضي " من ناحية اخرى، هو الذي أوصل العجز في ميزانية امانة عمان الكبرى إلى حوالي الخمسمائة مليون دينار في ظرف أقل من خمسة اعوام، وهو الذي دعا القضاء لتوقيف أمين عمان السابق لفترة محدودة قبل ان يخرج في زفة وطنية ويتم تكريمه بحضور حفل عيد ميلاد لمسؤول كبير في الدولة !!!!
الفساد غير " المحرز " و" الإستعراضي " من ناحية اخرى، هو الذي أجج هذه الإحتجاجات الشعبية التي تجوب البلاد طولا وعرضاً والشعب يرى ويسمع عن قضايا فساد تشيب لها الولدان، في ظل غياب أجهزة الرقابة الحكومية والامنية عن كشف هذه القضايا قبل وقوعها وما جرته على البلد من ويلات وازمات اقتصادية واجتماعية طاحنة !!!!
الفساد غير " المحرز " و" الإستعراضي " من ناحية اخرى، هو الذي أفضى إلى الحكم بالسجن على مدير سابق للمخابرات قبل حوالي عشر سنوات بتهم فساد وإلى توقيف مدير سابق آخر لدائرة المخابرات العامة بتهم فساد وغسيل اموال ، وهم المفترض فيهم أن يكونوا مؤتمنين على الثقة التي اولاهم إياها الملك !!!!!
إذا كان هذا هو الحال في هذه القضايا التي وصفها المسؤول السابق بالفساد غير " المحرز " و" الإستعراضي " ، فكيف سيكون حالنا في حال كان الفساد " محرزا " او " غير استعراضي " استناداً إلى توصيفه الفريد !!!!
لو يمتثل اولئك المسؤولين حديث الرسول ( ص ) " وايم الله ! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " ، لما سمعنا من دولته مثل هذا التصنيف المضحك المبكى في آن واحد !!!!