احذر... أمامك شارع!
النّعم التي وهبها المولى القدير لنا في فصل الشتاء هذا كشفت الكثير عما قيل ويقال عن وضع الشوارع في مدينة إربد- ولا أظنّ باقي المحافظات والألوية الأخرى بأفضل حال-وما يزيد الطين بِلّة فصل الشتاء بأمطاره الغزيرة ولله الحمد والمنّة. ففي الصيف كانت الأمور أخفّ وطأة؛ فالمطبات العديدة قد ترى بعضا منها إن استخدمتَ مخيلتك وتوقعك بوجود أحدها فجأة أمامك. كما قد يسعفك نظرك الثاقب لرؤية حفرة أو أُحفورة قبل الوقوع في براثنها وشباكها. أما في فصل الشتاء هذا تحديدا، فإن الحواس الخمس التي تمتلكها ستعجز في كثير من الأحيان عن نجدتك أنت ومركبتك؛ فالأحافير في أغلبها مطموسة ومغمورة بالمياه، وتجمعات المياه ترتفع في بعض المناطق فوق مستوى المطبات العشوائية غير الهندسية. كما ظهرت في بعض الشوارع أخاديد جديدة لم نرها من قبل هي الأشد اقتناصا بسبب عدم الألفة معها؛ فكثير من العوائق تعايشنا معها وبرمجنا وضعنا على وجودها. ودعني أستبق المشككين بضرب أمثلة على بعض هذه المعالم لا كلّها: تجمعات المياه التي تغطي الحفر مقابل البوابة الفرعية الشمالية لمدرسة القادسية، الحفر المرافقة للشباك الحديديّة في شارع التعبئة القديمة؛ أي من دوار القيروان باتجاه الجنوب، سوء الصرف في شارع فلسطين... والعديد العديد من هذه الأمثلة والتي لا يخلو منها شارع في إربد تقريبا.
إنّ اتلاف المركبات خسارة على المواطن والوطن معا؛ ماديّا وبيئيّا على أقل تقدير. وهذه الخسائر مردّها الإهمال وعدم المتابعة من المسؤولين عن هذا الشأن إضافة إلى بكتيريا بعض ضمائر المتعهدين ومنفذي العطاءات. ويبقى المواطن العاديّ هو الضحية دائما.
وهناك منظر لافت للنظر كذلك وهو وجود مرافق لكل غطاء منهل، وكأن هذا الغطاء لن يثبت في مكانه إلا إذا عُزِّزَ بحفرة دائرية على تماس مع حافته المستديرة؛ فإن نجوت وسيارتك من الحديد المتآكل، فلن تنجو من الحفرة المرافقة له، حتى بات السير على طرقات إربد، وغيرها، رحلة غير مأمونة العواقب. وما زال المعنيون بالأمر يسدون الأذن اليمنى بالطين، واليسرى بالطين وبالعجين والأسمنت كذلك.
إنّ وجود مثل هؤلاء المعاقين إداريّا كارثة مستدامة في وقت يكثر فيه ( العَرْطُ) عن التنمية المستدامة بين حين وآخر، حتى باتت هذه الأقاويل مثل سوالفة(نصّ نْصيص) التي تُسرد على الأطفال كي يغفو ويناموا، فنضحك بها عليهم، ونغتال صحوتهم، ونغلق أعينهم عما يدور حولهم. وما إن يصحوا في اليوم التالي حتى نعيد على مسامعهم ليلا ذات الحكاية ونفس الرّواية. وهكذا، يترك هؤلاء المسؤولون المواطن محلّقا في خياله، مشبعا بالآمال والاستراتيجيات والرؤى والتطلعات حتى يصاب بتخمة الوعود الزائفة والمشاريع الورقية، ومن ثمَّ يتهاوى على فراشه ليلا مرهقا تعبا من تكرار التحليق والطيران في الفضاء، ليصحو من سباته صباحا فإذ به في ذات المكان وفي نفس الفراش. وما زالت الغولة كما هي، وما زال نصّ نصيص يعاني التهميش والازدراء من أخويه المُدلّليْن. وما زال المواطن يقلّب كفّا بكفٍّ على ما ابتلي به من هؤلاء الغيلان على شؤونه ومصالحه.
وأخيرا، فإنني أقترح أن تسمّى الحفر والمطبات والأخاديد المستعرضة- أسوة بتسمية الشوارع، ولكن بصيغة أخرى، كأن نقول مثلا: مطبّ زعيط، وحفرة معيط؛ أي أن تسمى بأسماء القائمين على كلّ خلل في شوارعنا، أو ما يدعى مجازا شوارعنا.
إنّ اتلاف المركبات خسارة على المواطن والوطن معا؛ ماديّا وبيئيّا على أقل تقدير. وهذه الخسائر مردّها الإهمال وعدم المتابعة من المسؤولين عن هذا الشأن إضافة إلى بكتيريا بعض ضمائر المتعهدين ومنفذي العطاءات. ويبقى المواطن العاديّ هو الضحية دائما.
وهناك منظر لافت للنظر كذلك وهو وجود مرافق لكل غطاء منهل، وكأن هذا الغطاء لن يثبت في مكانه إلا إذا عُزِّزَ بحفرة دائرية على تماس مع حافته المستديرة؛ فإن نجوت وسيارتك من الحديد المتآكل، فلن تنجو من الحفرة المرافقة له، حتى بات السير على طرقات إربد، وغيرها، رحلة غير مأمونة العواقب. وما زال المعنيون بالأمر يسدون الأذن اليمنى بالطين، واليسرى بالطين وبالعجين والأسمنت كذلك.
إنّ وجود مثل هؤلاء المعاقين إداريّا كارثة مستدامة في وقت يكثر فيه ( العَرْطُ) عن التنمية المستدامة بين حين وآخر، حتى باتت هذه الأقاويل مثل سوالفة(نصّ نْصيص) التي تُسرد على الأطفال كي يغفو ويناموا، فنضحك بها عليهم، ونغتال صحوتهم، ونغلق أعينهم عما يدور حولهم. وما إن يصحوا في اليوم التالي حتى نعيد على مسامعهم ليلا ذات الحكاية ونفس الرّواية. وهكذا، يترك هؤلاء المسؤولون المواطن محلّقا في خياله، مشبعا بالآمال والاستراتيجيات والرؤى والتطلعات حتى يصاب بتخمة الوعود الزائفة والمشاريع الورقية، ومن ثمَّ يتهاوى على فراشه ليلا مرهقا تعبا من تكرار التحليق والطيران في الفضاء، ليصحو من سباته صباحا فإذ به في ذات المكان وفي نفس الفراش. وما زالت الغولة كما هي، وما زال نصّ نصيص يعاني التهميش والازدراء من أخويه المُدلّليْن. وما زال المواطن يقلّب كفّا بكفٍّ على ما ابتلي به من هؤلاء الغيلان على شؤونه ومصالحه.
وأخيرا، فإنني أقترح أن تسمّى الحفر والمطبات والأخاديد المستعرضة- أسوة بتسمية الشوارع، ولكن بصيغة أخرى، كأن نقول مثلا: مطبّ زعيط، وحفرة معيط؛ أي أن تسمى بأسماء القائمين على كلّ خلل في شوارعنا، أو ما يدعى مجازا شوارعنا.