انفجار افخاخ مبادرة الهدنة قبل اوانها



قدمت مصر بحسب وكالة رويترز مبادرة للمقاومة الفلسطينية تتضمن ثلاث نقاط ،الاولى تفضي الى هدنة واطلاق سراح ما يقارب الاربعين من اسرى الاحتلال مقابل هدنة لاسبوعيين ،والثانية انشاء حكومة تكنوقراط تفضي لانتخابات مبكرة؛ لتقود بدروها لتوقيع اتفاقا وقف اطلاق النار كخطوة ثالثة.

المبادرة مفخخة كما هو واضح ؛ فحكومة التكنوقراط التي يرضى بها الاحتلال واميركا ستكون على صورة حكومة التنسيق الامني في الضفة الغربية التي تسيطر على مفاصلها حكومة الاحتلال والولايات المتحدة الامريكية ماليا وامنيا ؛ في المقابل فان رفض المبادرة من قبل المقاومة باعتبارها شروط للاستسلام؛ ستدفع الوسطاء واميركا لتحميل فصائل المقاومة المسؤولية عن فشلها؛ او على الاقل القاء فشلها على عاتق الانقسام الفلسطيني وعدم القدرة على التوافق على حكومة تكنوقراط ؛ ليواصل الاحتلال الاسرائيلي مهمته في الحرب والعدوان على قطاع غزة بعد ان ياخذ قسط من الراحة واعادة التموضع خلال الاسبوعيين من الهدنة.

المقاومة الفلسطينية وعلى راسها حركة حماس والجهاد الاسلامي تنبهت للمبادرة المفخخة فرفضتها جملة وتفصيلا؛ لتدعوا مقابل ذلك الى وقف شامل لاطلاق النار والذهاب لصفقة لاطلاق سراح الاسرى؛ الامر سيقود تلقائيا الى تشكيل حكومة تكنوقراط بشروط فلسطينية تستجيب لاحتياجات الشعب الفلسطيني لا احتياجات الاحتلال وداعيميه وبوجود قيادات وازنة كاحمد سعادات ومروان البرغوثي.

رفض المقاومة للمبادرة اربك الاحتلال الاسرائيلي والولايات المتحدة الامريكية التي بحثت عن هدنة قبيل اعياد الميلاد وراس السنة؛والاهم قبيل انكشاف حالة الاجهاد السياسي والاقتصادي والعسكري التي يعاني منها الاحتلال الاسرائيلي.

رفض المقاومة للمبادرة اطلق صاعق التفجير لافخاخ المبادرة قبل اوانها ؛ انفجار كان اشبه بفقاعة اعلامية اذ اطلق حملة اعلامية مصغرة ضد المقاومة تحملها مسؤولية فشل المبادرة مسبقا دون النظر لامكانية تعديلها ؛ بحجة تمسك حماس والجهاد بالسيطرة على قطاع غزة؛ انفجار الحق ضرر اكبر بالساحة الاسرائيلية باشعال الجدل الداخلي والصراع حول جدوى الحرب واهدفها كما اشعل غضب عائلات الاسرى لدى المقاومة.

انفجار الافخاخ الاعلامية والسياسية في المبادرة لم يخفي علامات القلق والتوتر في الجانب الاسرائيلي والامريكي قبل رفض المقاومة للمبادرة؛ فالهجمات العنيفة على مخيم المغازي وارتكاب مجازر كبرى ليلة الاحد الاثنين، اتضح انها كانت للضغط على المقاومة الفلسطينية للقبول بالمبادرة البائسة التي تمثل وثيقة استسلام في احد جوانبها وصيغة مناسبة لمواصلة الحرب في جانب اخر.

الفشل الاسرائيلي في تفعيل الوساطات لن يخلو من محاولات اسرائيلية للدفع نحو مواجهة بين الوسطاء وعلى راسهم مصر والمقاومة الفلسطينية، وهي الخطوة التالية المتوقعة؛ املا بخلق ازمة سياسية مع مصر تطلق ضغوط تسمح بانتاج هدنة مؤقته تعالج الازمة السياسية والاقتصادية والعسكرية الضاغطة على الاحتلال و الولايات المتحدة الامريكية.

ختاما .. المبادرة التي نسبت للجانب المصري بحسب وكالة رويترز، حاولت خلط الاوراق على طاولة المفاوضات وفق ترتيب يخدم الاحتلال الاسرائيلي واجندته، غير ان رفض المقاومة ادى لانفجار افخاخها بعيدا عنها و قبل الاوان المحدد لها، امر فتح الباب لاعادة ترتيب اوراقها في المستقبل القريب لتتناسب مع متطلبات الشعب الفلسطيني ومقاومته، لا مع متطلبات الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه.