أمين مجلس الأعلى للسكان الدكتور المصاروة يجيب عن سبعة أسئلة تتعلق بأولويات وطنية كلية

 


* التوزيع الجغرافي للسكان في الأردن غير متوازن، إذ أن 92% منهم يعيشون في محافظات الوسط والشمال، بينما محافظات الجنوب لا يسكنها سوى 8% من السكان، رغم أنها تشكل نصف مساحة المملكة وبها معظم الثروات الطبيعية والفرص الاقتصادية.

*يشكل السوريون النسبة الأكبر من بين غير الأردنيين، ويليهم حملة الوثيقة الفلسطينية والعمالة المصرية، ثم العراقيون وعاملات المنازل، كما توجد أعداد من جنسيات أخرى مثل اليمنيين والتركمان وغيرهم.

* لم يعد لدينا مجتمع قروي في الأردن، إذ يعيش 90% من السكان في تجمعات حضرية.

* أعداد اللاجئين السوريين ونسبتهم في تزايد، لأن هناك ثلاث خصائص تميزهم عن بقية غير الأردنيين من الجنسيات الأخرى، هي ارتفاع نسبة الأطفال بينهم، وارتفاع نسبة تزويج فتياتهم ممن هن دون سن 18 سنة، وارتفاع معدلات الإنجاب عندهم.

*حملات تنظيم الأنجاب في الأردن ليست مفروضة من الخارج وأجنداتنا وحملاتنا وطنية، وتنفذ هذه الحملات من قبل المديريات المختصة في وزارة الصحة، استجابة لحاجات 32% من الأسر التي أفصحت عن حاجتها لاستخدام وسائل تنظيم الحمل والإنجاب.

*عدد المواليد الذين سجلوا في دائرة الأحوال المدنية في السنوات 2010-2022 بلغ نحو 2.7 مليون مولود، بمتوسط مليون مولود كل خمس سنوات.

 

عفاف شرف

قال الأمين العام للمجلس الأعلى للسكان الدكتور عيسى المصاروة أن الأردن سجل خلال الـ 12 العام الماضي ما يقارب 2.7 مليون مولود بالرغم من أن معدلات الإنجاب كانت في تراجع بالأردن.

وأكد المصاروة أن أعداد السوريين بالأردن في تزايد وهذه الشريحة تشكل أكثر من 40% من غير الأردنيين ويتميزون بثلاث خصائص أهمها نسبة عالية منهم من دون الـ 15 وزواج اليافعات مرتفع بينهم كما معدلات الإنجاب بينهم هي الأعلى.

وأشار المصاروة في حوارية مع "أخبار البلد" بأن هناك تحديات سكانية عديدة تواجه المملكة مثل اختلال التوزيع السكاني بين المحافظات بشكل كبير إذ أن 92% من السكان يتمركزون في محافظات الوسط والشمال وما تبقى يقطن في محافظات الجنوب الأربعة، ومثل هذا التوزيع له كلف مالية وإدارية وبيئية جسيمة.

وفيما يلي أهم سبعة أسئلة أجاب عنها الأمين العام للمجلس الأعلى للسكان في لقائه مع "أخبار البلد"، حيث أبدى القلق حول ارتفاع مستويات الإنجاب عند اللاجئات السوريات، وأبرز التحديات السكانية التي تواجهها المملكة، والأعداد الفعلية للسكان بحسب الإحصاءات الأخيرة سواء كانت من حملة الجنسيات أو المقيمين في الأردن وقضايا عديدة مهمة.

· لماذا تدقون "ناقوس الخطر" حول إرتفاع مستويات الإنجاب بين الأسر السورية اللاجئة، ولماذا القلق حول هذا الأمر؟

المصاروة: لأن اللاجئين السوريين يشكلون النسبة الأكبر قياساً ببقية الجنسيات غير الأردنية الأخرى، وأضافوا أعباءً ديموغرافية ولدت ضغطاً على نظامنا التعليمي والصحي ومصادر المياه، خاصة بعد أن أدارت المنظمات الدولية ظهرها للأردن كما قال جلالة الملك قبل أيام في المنتدى الدولي للاجئين، ولم تفِ هذه الهيئات بإلتزاماتها نحو الأردن كي يستطيع أن يقدم للاجئين الخدمات الأساسية التي لا غنى عنها.

ومعدلات الإنجاب في الأردن في (تراجع) ولكن عدد المواليد في (تزايد) وهذه العلاقة يجهلها الكثيرون أي بما معناه كيف ينخفض معدل الإنجاب وبالمقابل عدد الولادات يتزايد، والسبب لأنه لدينا أعداد كبيرة من الفتيات اللواتي يدخلن كل عام في سن الزواج والإنجاب وهن الفتيات اللواتي أنجبن في السنوات القليلة الماضية، والآن بينما تخرج مئة سيدة من سن الإنجاب أي تبلغ سن الـ 50 يدخل مقابلهن 275 فتاة في سن الخامسة عشر، حيث سُجل في الأردن خلال الـ 12 عام الماضية في دائرة الأحوال المدنية والجوازات ما يقارب 2.7 مليون مولود بالرغم من أن معدلات الإنجاب في تراجع بالأردن.

وفيما يخص الشق الثاني من السؤال عن اللاجئات "السوريات" بشكلٍ خاص، فمن المتعارف عليه أن أعداد السوريين في الأردن في تزايد وهذه الشريحة تشكل أكثر من 40% من غير الأردنيين، تتميز بثلاثة خصائص الخاصية الأولى نسبة الأطفال بينهم عالية تصل 45% من اللاجئين السوريين دون سن الخامسة عشر معنى ذلك يوجد إحتمال كبير للنمو السكاني بينهم لأن الأطفال يكبرون ويدخلوا سن الإنجاب، والسبب الثاني أن زواج القاصرات مرتفع بينهم، ففي العام الماضي 2022 مثلاً كانت نسبة الفتيات السوريات اللاتي تزوجن وأعمارهن دون 18 سنة تقريباً 38% بين اللواتي تزوجن لأول مرة، مقابل 9% بين الأردنيات، والسبب الثالث أن معدلات الإنجاب بينهم أعلى مما هي عليه بين الأسر الأردنية وهذا ما يثير اهتمامنا وقلقنا .

* أبرز التحديات السكانية التي تواجهها المملكة، وما هي الحلول المقترحة لتفاديها؟؟

المصاروة: التحدي الأول هو توزيع وتراكم السكان في شمال غرب المملكة حيث يوجد 92% من السكان في محافظات الوسط والشمال من المملكة، بينما نسبتهم في محافظات الجنوب الأربعة بلغت 8% من السكان، أي أقل من مليون شخص وهذا التحدي له كلفة مالية وإدارية، يأتي من خلال إدارة المدن المتضخمة والتجمعات الحضرية المتزايدة والمزدحمة من ثم يأتي إزدحام المرور ثم فيضان هذه المناطق على الأراضي المزروعة والزراعية مما يقوض الإقتصاد الريفي وهو اقتصاد نسوي وهذا يهدد الأمن الغذائي أيضاً.

الحلول المقترحة لذلك، العمل على إنشاء مدن جديدة بعيدة عن عمّان ويفضل أن تنشأ في جنوب شرق المملكة والعمل على تنظيم الأراضي وإعدادها للبناء، فكما نعلم أن الجنوب يوجد فيها فرص كبيرة ومن المعلوم أنه غني بثرواتنا الطبيعية والموارد الإقتصادية والسياحية كما يوجد فيها "حدود مع ثلاثة دول، والميناء، والطريق الصحراوي، والبوتاس، والفوسفات، اليورانيوم، والصخر الزيتي، والمياه، والطاقة الشمسية"، ونأمل من قانون الإستثمار أن ينتبه إلى ذلك ويشدد بمنح الإعفاءات الضريبية وغيرها من وسائل لتشجيع الاستثمار بالجنوب وللمحافظة على بيئتنا في شمال غرب المملكة.

* كثر الحديث عن موضوع عدد السكان هل يمكن أن تحدد لنا حتى هذه اللحظة العدد الفعلي سواء من حملة الجنسيات أو المقيمين في الأردن؟

المصاروة: دائرة الإحصاءات العامة لديها ساعة سكانية تنشر الأعداد كل أسبوع، والعدد الفعلي في آخر نشرة بلغ 11 ونصف المليون وثلتهم ليسوا من حملة الجنسية الأردنية، والنسبة الأكبر منهم 40% على الأقل هم اللاجئين السوريين و60% المتبقية هم من العمالة المصرية والفلسطينيين، وحوالي 135 ألف من العراقيين، وعاملات المنازل وجنسيات أخرى قليلة العدد، وبدأت دائرة الإحصاءات العامة الإعداد لتعداد عام للسكان لعام 2025 .

* لماذا يتفوق القرويون على أهل المدن في نسبة الإنجاب؟

المصاروة: لم يعد لدينا ما يسمى بالمجتمع القروي في الأردن فأكثر من 90% من تجمعاتنا تعتبر تجمعات حضرية ولم يعد هنالك فرق في الثقافة الإجتماعية بين المدينة والريف، لكن الإحصاءات تشير إلى أن معدلات الإنجاب فيما يسمى الريف الأردني أعلى قليلاً مما هو في المراكز الحضرية، ويحصل هذا التفاوت بسبب الزواج المبكر أو لأن النساء الريفيات يقمن بأنشطة اقتصادية لا تتعارض مع الإنجاب وتنشئة الأطفال.

*لماذا تهتم المنظمات الدولية العالمية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بقيادة حملات تنظيم الإنجاب بدلاً من المجلس الأعلى للسكان، لإعتبار أن من يجب أن ينظم هذه الحملة هي جهات أردنية وليس جهات لا تريد الخير في البلد؟؟

المصاروة: أجنداتنا وحملاتنا وطنية وليست مفروضة من الخارج وتقوم بهذه الحملات وزارة الصحة وتحديداً قسم الإعلام والتوعية الصحية في الوزارة، ولكن تقدم الجهات المانحة دعماً لهذه الحملات، لأن هذه الحملات تحتاج إلى كلفة ووسائل الإعلام تتقاضى أموالاً مقابل بث أي رسالة إعلامية، ولكنها فعلياً ليست حملة خارجية هي حملة وطنية أردنية من وزارة الصحة جاءت إستجابة لحاجات الأسرة الأردنية، فقد ظهر في المسح الأسري لعام 2023 الذي نشرت دائرة الإحصاءات العامة نتائجه الأولية قبل اسبوعين أن ما يقارب من 32% من الأسر إما يستخدمون الوسائل التقليدية لتنظيم الإنجاب أو لا يستخدمون أي وسيلة رغم أنهم بحاجة لذلك حسب ما قالوا، لذا فإن مثل هذه الحملات ضرورية للاستجابة لحاجات أسرنا.

* من أكثر عدد الجنسيات الموجودة بعد السورية والمصرية ؟

المصاروة: حملة الوثيقة الفلسطينية إذ بلغ عددهم نحو 640 ألف حسب تعداد عام 2015، ثم العراقيين ثم عاملات المنازل الذين يأتوا من دول متعددة وشريحة من التركمان وغيرهم، ويسعى المجلس إلى الوصول إلى معلومات حول المقيمين في الخيم حول المدن وماهي أعدادهم وجنسياتهم، ولماذا الأطفال في هذه المخيمات لا يذهبون إلى المدارس؟!، ونتمنى من وسائل الإعلام أيضاً أن يسلطوا الضوء من خلال عمل تقارير ودراسات حول ذلك.

*اليوم الدولي للمهاجرين صادف 18 كانون الأول حدثنا عن أهم ما جاء به؟

المصاروة: بدأنا العمل في المجلس بحصر الأيام العالمية والدولية وقمنا بتوزيعها على كل المؤسسات الأردنية لتختار كل جهة ما يخصها من هذه الأيام، ونحن نتولى إحياء ما يخصنا من الأيام المتعلقة بالمسائل الديموغرافية وموضوعات الصحة الإنجابية والأسرة الاردنية والمهاجرين، فالهجرة من المسائل الديموغرافية التي تغير في عدد وتركيب السكان وتوزيعهم وفي نموهم، لذلك بدورنا أطلقنا إحاطة إعلامية عن اليوم الدولي للمهاجرين، وهنا نتكلم عن أكثر من ثلث السكان أي 3 ملايين و 800 ألف لا يحملون الجنسية الأردنية، ولا يوجد لدينا موارد كافية خاصةً المياه، ولدينا ضغط على خدمات الصحة وخدمات التعليم، ونحن لا نستطيع أن نستمر في الإستجابة أو إحترام العرف الدولي بإستضافة اللاجئين دون دعم من المنظمات الدولية وهو واجب وتنص عليه المواثيق الدولية أيضاً.