الجامعة الهاشمية قصة تحكى وانجاز يروى.. من المحلية للعالمية .. بالأرقام لا بالأوهام
كتب أسامه الراميني
مؤخراً جرى تداول عريضة موقعة من عدد من العاملين بالجامعة الهاشمية تحتوي على عدة مطالب أكاديمية ومالية وإدارية وهذا حق للعاملين ليس في الجامعة الهاشمية فحسب بل بأي مؤسسة حكومية أو خاصة فهو مشروع ولكن على تلك المذكرات أو العرائض أن تسير ضمن أسس ومعايير إدارية متبعة وضمن نسق له علاقة بالتدرج والتسلسل الإداري المتبع وبدون ذلك تصبح تلك العرائض مجرد شغب وصخب بلا معنى سوى انها تشكل إستهداف وضرب لكيان الجامعة وخلخلة بنيانها وضرب حضورها والنيل من سير عملها وإشغالها في معارك جانبية لا جدوى منها وبعد متابعة حثيثة ودقيقة لسير تلك العريضة وآلية التعاطي معها والدفع بها إكتشفنا بأن هنالك من يسعى إلى استخدام هذه العريضة لأغراض قد تبدو في البداية أنها محقة ولكنها حق يراد به باطل ولا نشكك هنا بالقائمين على المذكرة أو حتى الموقعين عليها فهم أبناء وطن وأبناء جامعة لديهم وجهة نظر على ادارة الجامعة إحترامها واحترام الموقعين عليها ويجب التعاطي معها بأسلوب أكاديمي إداري يحقق الفائدة المرجوة من خلال مناقشة كافة بنودها بهدوء وروية على طاولة الحوار والتفاوض بما يضمن تحقيق العدالة بما لا يخالف الأنظمة والتعليمات وتحقيق ما يمكن أن يحقق شريطة عدم كسر القواعد الناظمة لذلك.
الجامعة الهاشمية وللحقيقة والتاريخ قصة نجاح تحكى وتروى مع أن الكثيرين لم يتوقعوا ان تحقق هذه الجامعة أي نجاح لأسباب تتعلق بموقعها الجغرافي وبعدها وعدم الإهتمام بحضورها ولكن وبعد عشرين عاماً من التأسيس تقريباً سنكتشف أن الرهان لم يكن في محله وكل الحسابات على الفشل قد سقط أبداً خصوصاً وان الأرقام حققت إنجازاً بمستوى الإعجاز والأرقام تحمل دلالة إحصائية ورقمية لا تكذب أبداً ويجب هنا ان نتوقف قليلاً عند بعض المسارات والمحطات وخصوصاً في السنوات الثلاثة الماضية وتحديداً في عهد الدكتور فواز الزبون رئيس الجامعة وفريقه والكادر الأكاديمي والتربوي الذين قادوا مسيرة هذه الجامعة رافعين شعار لرؤية بدأت تأكل أكلها عنوانها "من الهاشمية إلى العالمية" ضمن أولويات للإنجاز وعناوينها بناء الإنسان واحترام حقوقه وترسيخ نهج أكاديمي رصين محاط بمنظومة علمية وبناء قدرات بشرية متكاملة ساهمت في تعزيز القدرات المالية والمشاريع النوعية ومنظومة تكنولوجية وأكاديمية ذات جودة.
الجامعة الهاشمية ليس مجرد مبنى مقام على 8 آلاف دونم في صحراء قاحلة بل باتت صرح علمي مهم في أطراف الزرقاء رسخت مسيرتها وراكمت انجازها فبعد أن بدأت بثلاث كليات أكاديمية وصلت إلى 18 كلية تشمل كل التخصصات بما فيها كليتي الطب البشري وطب الأسنان ولم تعد هذه الجامعة خاوية بعدد طلاب لم يتجاوز الـ 600 طالباً في العام الاول لتصبح الآن جامعة عظيمة كبيرة تضم 30 ألف طالب وطالبة في مختلف التخصصات والبرامج من البكالوريوس حتى الدكتوراه .. تخيلوا بعشرين عاماً أو أكثر باتت هذه الجامعة من أهم الجامعات الحكومية الخالية من الديون ولا تعتاش على المساعدات الحكومية كغيرها من الجامعات وإذا دققنا أكثر سنكتشف بأن الهاشمية ليس مجرد جامعة بل مؤسسة وطن تحمل فكر ورؤية في كل المجالات ومثال واحد يختصر الكثير من القول فمثلاً هناك مشروع وطني إستراتيجي حقيقي يحقق رؤية جلالة الملك في ترسيخ الأمن الغذائي يسمى بنك البذور الوطني وما أدراك ما هذا البنك حيث ساهمت الجامعة بـ 3 مليون دينار به.
لو نريد أن نعدد الانجازات الأكاديمية فلن ننتهي أبداً ففي مجال البحث العلمي، للجامعة اسم ومكانة وكذلك في إصدارات النشر والاقتباس العلمي التي ساهمت في تحقيق تقدم على أهم التصنيفات العالمية وفي الكثير من التخصصات وحتى المجلات المحكمة والمصنفة في الجامعة الهاشمية فلها باع مهم وكبير ونذكر هنا المجلة الاردنية للعلوم الحياتية وأخرى للبيئة وعلوم الأردن وثالثة للهندسة الميكانيكية والصناعية وآخرها مجلة العلوم الرياضية.
ومن يسأل عن ماذا أنجزت الجامعة فنقولها بالفم المليان ودون مواربة أو خجل فالجامعة في عهد الدكتور فواز الزبون الذي كان دوماً في مرتبة الاوائل ومنذ صغره حتى وصل إلى هذا المنصب ليس بالواسطة أو الديموغرافيا أو الجغرافيا فهو وبالطبع ابن مواطن غلبان فقير نجح بذراعه وصعد بتفوقه وحقق تميّز بعدالة وشفافية وهنا نذكر ماذا حققت الجامعة وفقاً لآراء محايدة أو شهود موثوقين نذكر حصول الكثير منهم على استحقاقاتهم وحل قضايا العاملين في الجامعة العالقة منذ سنوات "خدمة العلم، المياومة والتكليف، وحتى من يحتل المناصب الإدارية فيجب أن يخضع بقياس شفاف ولأول مرة بدلاً من تفرد الرئيس الذي كان في السابق يمنح العطايا والمكاسب" والترفيعات التي طالت أكثر من 600 من الهيئة الإدارية في الجامعة وبسطت إجراءات الترفيع والترقية وحتى العاملين الذين لهم الفضل بما وصلت لها الجامعة فتم النظر لهم بعين الرعاية والخير فتم قبولهم في الجامعة ومنحوا نقاط وأفضلية وحتى في الامور المالية بات ابن العامل سواء ان كان دكتور أو حارس أمن فله امتياز لتخفيض الرسوم التي وصلت إلى ما يدفعه 10% فقط وهذه النسبة أفضل من كل الجامعات الرسمية هذا عدا عن إعادة هيكلة الدوائر الإدارية وتحديد المسميات الوظيفية وفتح روضات أطفال نموذجية لأبناء العاملات وتفعيل الاجازة الاضطرارية وحل مشكلة الاجازة المتصلة والغاء المحسوبية والواسطة والشللية كل ذلك ساهم في تحقيق الرضا الوظيفي وعزز من قيم الانتماء للمؤسسة ولو أردنا أن نعدد ماذا تحقق للجامعة وسمعتها وكادرها وأبنائها لعددنا العشرات من الانجازات الأخرى التي كانت في وقت سابق مغيبة أو غائبة معلقة او عائقة، لم تكتفِ إدارة الجامعة الحالية والتي للأسف تتعرض إلى ظلم وأحياناً إلى حقد وشغب ففي خلال السنوات الأخيرة تم تصويب وضع الجامعة مع عدد من المتعاقدين في مشاريعها وحلت الكثير من القضايا وإجراء تسويات وتشكيل لجان متابعة حققت وفراً بالملايين بالمقابل كانت الجامعة منشغلة في الوقت ذاته بإعادة تأهيل المباني والمرافق الخاصة بالبنية التحتية والقاعات الصفية والطاقة المتجددة ومباني الكليات والمختبرات وهي كثيرة جداً مما جعلها تحتل مركزاً عالمياً في موضوع الإستدامة فالجامعة تختلف عن الكثير من الجامعات الرسمية الاخرى الغارقة بالفساد والافساد والمديونية والشللية والمحسوبية والنهب لذلك من يدقق في خريج هذه الجامعة أو يطلع على المعرفة والعلم أو الشهادة سيكتشف أنه أمام طالب مختلف عن غيره كونه مسلح بتعليم نوعي مدمج بالتلعليم التقني والالكتروني مزود بطاقة وخبرة قادمة من أعضاء الهيئة التدريسية المختارين بعناية المميزين "والمتعوب عليهم" وحتى أن البعض يخرج بإبتعاث مدروس لأفضل الجامعات في العالم.
خير الجامعة ليس في أسوارها بل خارجه أيضاً فقامت الجامعة مشكورة وبسخاء ورؤية وحكمة بتطوير المجتمع المحلي وتزويده بكل مجالات الحوسبة والعلم والمعرفة ونذكر هنا حوسبة غرفة تجارة الزرقاء والمفرق والمنطقة الحرة وجامعات شقيقة ومختبرات مع كبريات الشركات جرى تدشينها.
الهاشمية جامعة تولي إهتمام بالاعتمادات الدولية والتنافسية العالمية ومعظم كلياتها معترف بها على مستوى العالم وتمتلك إتفاقيات ولها علاقات وجسور مع جامعات مرموقة في أمريكا وأوروبا وشراكاتها أقلها مع هواوي وميكروسوفت وسيسكو.
لا نقول أن هذه بطولات وهمية بل حقيقة لم يصنعها الدكتور فواز الزبون لوحده بل بالعلاقات المنسجمة مع مجلس الجامعة ومجلس العمداء ومجالس الكليات والأقسام وحتى الإداريين والفنيين الذين عملوا كفريق واحد مثل البيانو والعزف المنسجم تماماً حتى حقق في النتائج التي أوصلت هذه الجامعة إلى المستوى العالمي، نعم هناك فرق بين القائد والمدير فما بالك أن يكون رئيس الجامعة يمتلك الصفتين معاً إضافة إلى حب الوطن ومخافة الله فالدكتور الزبون رجل بسيط تعب واجتهد فجد وابتكر ونشط الهمم فوصل بالجامعة إلى اعلى القمم فتجربته يجب أن تعمم وعلى الجميع أن يستمعوا أو يقرأوا ما حققته هذه الجامعة التي باتت تملك ضميراً وعقلاً وإدارة والأهم شخصية منتمية صادقة عفوية متسلحة بالعلم والمعرفة والخبرة والتجربة وذلك نقول الهاشمية أصبحت على مشارف العالمية بالارقام وليس بالأوهام بالإنجازات وليس بالترضيات والأمنيات.. ولأبناء الجامعة نؤكد ونقول أن الحلول لا تكون بالمشاغبات أو حتى بثقب القارب فعلى الجميع أن يطرقوا الباب ويجلس على الطاولة ويتسمع بعناية خصوصاً وأن صدر الجامعة واسع وعقلها منفتح والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.