إبعاد السفير ورابطة الكتاب


سيتبادر الى ذهن الكثيرين انني سأتحدث عن مطالبة جماعة الاخوان المسلمين في الاردن بإبعاد سفير الجمهورية العربية السورية, وعن موقف رئيس رابطة الكتاب الاردنيين (وتحامله) على المعارضة السورية الخارجية, بيد ان ما اقصده دعوات ومطالبات جماعة الاخوان المسلمين بابعاد سفير يوغوسلافيا والحملات التي شنها عدد من الاعلاميين على رابطة الكتاب الاردنيين ورئيسها لانه دعا السفير اليوغوسلافي لحوار في الرابطة عن الازمة اليوغوسلافية وكان ذلك في نيسان من عام 1999 ، مع اشتداد حملة الناتو وعواصم اسلامية وعربية ووسائل اعلامية على يوغوسلافيا السابقة...

واضافة لجماعة الاخوان وموقفها علقت في ذهني مقالات لعدد من الزملاء مثل ياسر الزعاترة وطلعت شناعة وحسين الرواشدة.

وقد كتبت حينها ان الاساليب العنيفة للقيادة اليوغوسلافية والتي هي موضع إدانة بالتأكيد, يجب لا ان تحجب عنا الاجندة الحقيقية التي تقف وراء دموع الاطلسي على المسلمين في كوسوفو ومنها استكمال تفكيك يوغوسلافيا الى كانتونات طائفية, مسيحية (كاثوليك في كرواتيا وارثوذكس في صربيا, ومسلمون في كوسوفو).

فمثل هذا التفكيك يعني كشف الامن القومي لروسيا واخراج هذا البلد من المعادلات الدولية سواء فيما يخص معاهدات الحد من الاسلحة الاستراتيجية او خطوط النفط والغاز...

وكانت النتيجة ايضا, ان اول قرار اخذته كوسوفو الاسلامية الجديدة هو الاعتراف باسرائيل وتوقيع اتفاقيات معها...

ومن المفارقات ذات الدلالة ان الفريق الامريكي الذي ذاع صيته لاحقا في الملف العراقي, واليوم في الملف السوري, هو الذي ادار ملف تفكيك يوغوسلافيا بالذرائع نفسها: انهاء الدول الشمولية والاتحادات القومية التي تنتهك حقوق الانسان و(تطارد الاطفال على نحو خاص. ويتكون الفريق برمته من يهود معروفين مثل روس (صديق تل ابيب) وبونتي منسق العمليات الخاصة, وجورج سوروس (ابو التمويل الاجنبي للجماعات العاملة باسم مراكز الدراسات الخاصة وحقوق الانسان وحرية الصحافة).