الهدنة ضرورة أمريكية للهروب من حافة الهاوية



مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار؛ تضع حكومة بنينامين نتنياهو على حافة الهاوية، فإيتمار بن غفير يهدد بانسحاب حزبه من الائتلاف الحاكم في حال التوقيع على اتفاق هدنة يفضي لوقف إطلاق النار.

في الآن ذاته؛ دعا بن غفير لاستعادة الحكومة الموسعة الصلاحيات من حكومة الطوارئ بإخراج الجنرالات السابقين منها، وعلى رأسهم بني غانتس وغادي آزينكوت عن المعارضة، ويوآف غالانت شريك نتنياهو المشاكس في الائتلاف الحاكم، وخصمه الذي اصطف مع المعارضة، وكاد يطيح في الحكومة؛ لاعتراضه على الطريقة التي أدير فيها ملف التعديلات القضائية قبيل عملية طوفان الاقصى.

أعباء جديدة لنتنياهو حاول معالجتها من خلال رفع السقوف بحديثه عن المضي قدماً في الحرب على قطاع غزة، متوعدا المقاومة بالقول: إما الاستسلام أو الموت.. وهو المصير الذي يحاول نتنياهو الهروب منه بإسقاطه على قطاع غزة ومقاومتها التي وضعته في مأزق يهدد بتفكيك حكومته وائتلافه الحاكم المتهالك.

فإصرار المقاومة على وقف إطلاق النار كشرط للمضي في صفقة إطلاق سراح الاسرى وحرمان نتنياهو وحكومته والأمريكان من ورقة الهدن، وضع الشريكين في مأزق؛ لا يمكن الخروج منه دون تقديم تنازلات مؤلمة تهدد بانفجار تحالفهم الهش، أو حرق المزيد من الاوراق الاستراتيجية في معارك ثانوية، لإنقاذ نخبة متهالكة استنفذت حظوظها السياسية والعسكرية.

موقف المقاومة وإرادتها الصلبة في رفض الهدنة؛ أفقد الكيان وأمريكا القدرة على المناورة سياسيا وإنسانيا للتخفف من الضغوط الداخلية والاقليمية والدولية، وعلى رأسها ضغوط عائلات الاسرى ومناصريهم، التي تتفاعل مع الضغوط الميدانية والسياسية القادمة مما وراء الحدود من لبنان وسوريا وباب المندب، والرأي العام العالمي.

ختاماً.. خسارة ورقة الهدنة رفع مستوى التوتر في المعسكر الأمريكي والإسرائيلي، إذ لم يعد أمامه سوى محاولة شراء الوقت بالمفاوضات، وإشراك الوسطاء، هروبا من حافة الهاوية التي تهدد تماسك حكومة الطورائ، ومعها الشراكة والتحالف الصلب مع بايدن وإدارته.