تداعيات انضمام ماليزيا للحظر اليمني على "إسرائيل"

انضمت ماليزيا الى الجهود التي تقودها حكومة صنعاء الحوثية في اليمن لفرض حظر على التجارة والملاحة الاسرائيلية في البحار، وذلك بعد ان اعلن رئيس الوزراء انور ابراهيم منع شركة (زيم) للشحن الاسرائيلية من دخول موانئ بلاده.
ماليزيا بذلك تكون الدولة الاسلامية الاولى التي تنضم لجهود حكومة صنعاء للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على قطاع غزة وادخال المساعدات الانسانية عبر استهداف شركات الشحن الاسرائيلية.
تحرك رئيس الوزراء الماليزي انور ابراهيم يتوقع ان ينشر عدوى أوسع لمعاقبة الكيان الاسرائيلي وعزله بأدوات متعددة في كافة ارجاء العالم الاسلامي والعربي الى جانب العالم الحر، وبما يكسر حلقة جديدة من حلقات التغول الامريكي الاوروبي على القانون الانساني الدولي، وعلى الشعب الفلسطيني الذي يتعرض يوميا لعملية تجويع وابادة جماعية.
التحرك الماليزي كرس الفشل المزدوج للولايات المتحدة الامريكية وشركائها الاوروبيين على رأسهم ألمانيا وبريطانيا؛ والممثل أولاً في بناء تحالف دولي لحماية سفن الشحن والبضائع المتوجهة إلى الكيان الاسرائيلي، وفي إدانة حكومة صنعاء وحركة انصار الله ثانيا بعد مبادرات الاخيرة فرض حصار بحري على الكيان الاسرائيلي في البحر الاحمر وبحر العرب ردا على تجويع وابادة الفلسطينيين.
التحرك الماليزي فرض مزيدًا من الضغوط على الكيان الاسرائيلي واميركا، وفتح الباب لتدحرج كرة الثلج؛ فالوقت ينفد، وكرة الثلج التي تدحرجت مسافة (5970 كم) من باب المندب في اليمن الى مضيق ملقه في ماليزيا أصبحت مرشحة لأن تكبر وتتدحرج بعيدا بانضمام المزيد من الدول لهذه العقوبات.
فالإجراءات الجريئة لحكومة صنعاء وتفاعل كولالمبور (ماليزيا) معها فتح الباب واسعا للدول العربية والاسلامية والدول التي صوتت على قرار الجمعية العامة للامم المتحدة لوقف الحرب والعدوان على قطاع غزة؛ لفرض ضغوط عملية قادرة على دعم قرارها بإجراءات غير مسبوقة تتخذها لحظر التجارة الاسرائيلية وصولا الى عزل الكيان ومحاصرته برا وبحرا وجوا؛ أمر بات ممكنا وقابلا للتنفيذ بعد مبادرة ماليزيا واليمن.
ختاماً.. التحرك الماليزي ومن قبله اليمني الجريء والمبادر دعم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة التي دعت الى وقف الحرب والعدوان على قطاع غزة بإجراءات عملية تتجاوز الفيتو في مجلس الامن والمعارضة الامريكية في الجمعية العامة.
فهل نشهد قريبا انضمام المزيد من الدول إلى اليمن وماليزيا في مقابل مزيد من العزلة للمعسكر الفاشي الامريكي الاسرائيلي الاوروبي؟ سؤال الإجابة عنه تصبح اكثر وضوحا مع إشراقة شمس كل يوم جديد؛ ذلك ان إطالة العدوان على قطاع غزة، وإطالة أمد الإجرام الاسرائيلي المدعوم امريكياً سيقود حتما الى تصاعد الحملات الدولية لتتجاوز الحراك الشعبي المحتج على جرائم الاحتلال في عواصم العالم ومدنه نحو حراك رسمي اكثر عملية وتاثيرًا يمتد من تشيلي غربا الى اندونيسيا شرقا.