نتنياهو يريد اسما دينيا للحرب على غزة… واحتجاجات عائلات المحتجزين الإسرائيليين تتصاعد

يريد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تغيير اسم الحرب على غزة، من "سيوف حديدية” إلى اسم ديني "سفر التكوين”، وفق ما كشفت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية، وسط تصاعد احتجاجات عائلات المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.


ووفق الإذاعة، فإن دافع نتنياهو أن "سيوف حديدية” هو اسم حملة عسكرية لا اسما لحرب.

لكن الأقرب للحقيقة أن الرجل يبحث عن تبرير لمواصلة الحرب المكلفة بإقناع الإسرائيليين أنها دينية ومقدسة.

وهذا ما يفسّر استمرار تهرّبه من صفقة مع حماس رغم الضغوط المتصاعدة في الشارع ويفسّر لجوءه في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة أمس الأول الى التلويح بأن عائلات لجنود قتلى، بعثت له رسائل بضرورة مواصلة الحرب.

مع أن احتجاجات عائلات المحتجزين الإسرائيليين في القطاع تصاعدت إذ انصبت عشرات خيام الاحتجاج مقابل مقر وزارة الأمن في تل أبيب، وباتت تستقطب تعاطف المزيد من الإسرائيليين وأوساط من الصحافة العبرية في ظل شهادات المخطوفين المفرج عنهم حول مخاطر القصف العشوائي و”قسوة الحياة في الأسر فوق وتحت الأرض في قطاع غزة”.

كذلك تستمد عائلات المخطوفين دعما في الشارع الإسرائيلي أكثر من الماضي، نتيجة دعم بعض المسؤولين العسكريين السابقين لهم، أمثال رئيس الموساد السابق، تامير باردو الذي يواصل التأكيد على أن إسرائيل خانت المخطوفين مرتين، عندما خطفوا من بيوتهم وعندما فشلت في استعادتهم.

في حديث للقناة 12 العبرية حذر مجددا من أن استعادة المخطوفين ليست عملا إنسانيا فحسب بل هو خدمة للأمن القومي.

وتبعه في ذلك أمس القائد الأسبق لجيش الاحتلال دان حالوتس، الذي قال للقناة العبرية الرسمية إن إسرائيل لن تبقى كما نعرفها في حال تنازلت عن المخطوفين، داعيا هو الآخر مثل باردو وآخرين إلى وقف الحرب الآن واستعادة المخطوفين لأن ذلك هدف أهم.

كذلك، أكد الباحث في الشؤون الأمنية عوفر شيلح وهو نائب وصحافي سابق ضرورة استعادة المحتجزين أولا حتى بثمن وقف الحرب من خلال التوصّل إلى صيغة معينة بمساعدة الولايات المتحدة على أمل أن تتحقق الأهداف لاحقا في المرحلة المقبلة من الحرب – استهداف عن بعد والقيام بغزوات كوماندوس.

وبين أن إسرائيل تدير الحرب في غزة بشكل مغلوط من الناحية الاستراتيجية، وأن البحث عن نجاحات تكتيكية لن يسعفها لأن صور الفشل أقوى وهي التي سترسب في وعي الإسرائيليين وغيرهم مثل صورة قتل وإصابة عدد كبير من الجنود في الشجاعية قبل أيام، أو قتل المخطوفين الثلاثة بنيران إسرائيلية يوم الجمعة الفائت.

وتابع: "مواصلة الجيش البحث عن فتحة نفق هنا وعن بطارية صواريخ هناك يعني أن إنهاء هذه الحرب يشبه تجفيف البحر الأبيض المتوسّط بمعلقة سكر”.

يضاف لكل ذلك "ضغوط النازحين الإسرائيليين (220 ألف نسمة) ممن يريدون العودة الى منازلهم في المناطق الحدودية في الجنوب والشمال لعدم تكيفهم مع العيش في مناطق غريبة عنهم وعن نمط حياتهم الريفي”، حسب قوله.

الضغوط بخصوص المحتجزين تزايدت كذلك، بعد قتل جيش الاحتلال "بالخطأ” 3 منهم في حي الشجاعية شمال قطاع غزة.
وقال الجيش، آنذاك، إن قوة تابعة له أطلقت النار بالخطأ على رهائن إسرائيليين وهم وتام حاييم، وألون شامريز، وسامر طلالقة، بـ "ذريعة أنهم يشكلون تهديدا، ما أدى إلى مقتلهم”.

وعقب الحادثة أعلن عن "تحقيق فوري”، وعلل ما حدث بأنه "جاء في منطقة قتال شهدت العديد من الحوادث في الأيام الأخيرة”.
كما أعلن نتنياهو، في تدوينة على حسابه بمنصة "إكس”، الحداد بعد مقتل المحتجزين الثلاثة.

وقال "إنني مع كل شعب إسرائيل، أحني رأسي بحزن عميق هذه مأساة لا تطاق. ستحزن دولة إسرائيل بكاملها هذا المساء. قلبي مع العائلات الحزينة في أوقاتها الصعبة”.

وحسب تقديرات القناة "12” الإسرائيلية، فإن "الثلاثة استطاعوا الفرار من خاطفيهم، أو تم التخلي عنهم خلال الأيام الأخيرة من أسرهم، والذي كان على ما يبدو في مكان قريب من مكان الحادث”.

وكانت "كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة "حماس”، و”سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أعلنتا سابقا مقتل عدد من المحتجزين لديهما جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

والد محتجز إسرائيلي قال إن إطلاق جنود إسرائيليين النار على ابنه وقتله في قطاع غزة الجمعة الماضي، "لم يكن خطأ وإنما هو إعدام”.

جاء ذلك في تصريحات نقلتها إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن آفي شامريز، والد ألون شامريز.

وقال آفي: "لم يكن ذلك خطأ، بل كان إعداما بالمعنى الحرفي للكلمة”، وطالب بالاطلاع على توثيق الحادثة.

وأضاف: "لقد فعلوا (الأسرى) كل شيء بشكل صحيح، خلعوا قمصانهم، وحملوا علما أبيض، وساروا في وضح النهار وسط الشارع وصرخوا طلبا للمساعدة، لكن جنودنا لا يعرفون كيفية اتباع قواعد إطلاق النار”.

وتابع: "حتى لو كان إرهابيا، لماذا أطلق عليه النار بهذه الطريقة؟ لقد كان عاريا وغير مسلح، وحتى لو كان إرهابيا، فلماذا لا تطلق النار على ساقيه؟ هذا مخالف لجميع القواعد التي يعلمها الجيش الإسرائيلي”، بحسب المصدر ذاته.

واستدرك الأب متسائلا: "من يطلق النار على الأشخاص الذين يرفعون أيديهم؟”.