المثقف والاصلاح في الاردن



بداية لا بد من تعريف من هو المثقف، فالمثقف هو الشخص الذي يمتلك معرفة تراكمية ووعي للواقع الموضوعي لحركة المجتمع ويمتلك القدرة على الفعل والتأثير في حركة المجتمع وتكوين رأي عام شعبي وصولا لإحداث التغيير لواقع أفضل للمجتمع .
أنواع المثقفين :-
1- مثقف وطن :هو الشخص الذي يقوم بدارسة علمية منهجيه للظروف الموضوعية والتعرف على حاجات الوطن والمجتمع بهدف النهوض والتطوير والقادر على التأشير على المواضع الايجابية والسلبية ويلعب دورا أساسيا في إيصال هذه المعرفة للحاكم ليقوم بواجب المسؤولية الملقاة على عاتقه للنهوض بالوطن وردم المعوقات التي تقف أمام تقدمه ونهضته لينتج عن هذا الفعل تحسين الواقع المعيشي للمواطن كتحصيل حاصل .
2- مثقف سلطه : المثقف الذي يمتلك المعرفة والوعي لحاجات الوطن والمجتمع ويلعب دورا أساسيا في إبراز فقط الجوانب الايجابية أمام الحاكم ليفوز برضاه للحصول على المكافاءات والأعطيات والمنح وموقعا في السلطة ، عدا عن مديحه الدائم للسلطة حتى لو أخطأت .
3- المثقف المتأرجح: المثقف الذي يمتلك المعرفة والوعي لحاجات الوطن والمجتمع ولكن مرة تراه ينحاز للوطن وتارة أخرى للحاكم للحصول على المكاسب المادية والمعنوية.
4- المثقف السلبي : المثقف الذي يمتلك معرفة ووعي لحاجات الوطن والمجتمع ولا يستفيد من ثقافته ومعرفته ووعيه سواء كان الوطن اوالمجتمع ولا يؤثر فيهما .
الإصلاح والثورة: الثورة هي الانقلاب الجذري على الواقع الفاسد السائد في مؤسسات الدولة والمجتمع والمتمثل في الفقر والجوع والبطالة والمرض.
أما الإصلاح فهو إحداث تغيير ليس جذريا كما هو الحال في الثورة ، وإنما إحداث بعض الإصلاحات والتعديلات على دستور وأنظمة وقوانين هي موجودة أصلا .
مطالب الإصلاح في الأردن :
1- تعديل الدستور بما يضمن إعادة السلطة للشعب وعدم توغل أي سلطة من السلطات الثلاث ( التنفيذية والتشريعية والقضائية ) على أخرى والتداول السلمي للسلطة.
2- التعليم المجاني ابتداء من المدرسة وانتهاء بالجامعة .
3- التامين الصحي المجاني لكل أفراد الشعب .
4- قانون انتخاب عصري.
5- قانون أحزاب عصري .
6- انتخابات بلدية وبرلمانية حرة وشفافة ونزيهة.
7- انتخاب مجلس الأعيان انتخابا حرا مباشرا
8- المطالبة بملكية مماثلة لتلك الموجودة في بريطانيا مثلا ونظام ملكي دستوري.
9- سيادة القانون على المجتمع كافة دون استثناءات .
10- إنشاء محكمة دستورية بالانتخاب من مؤسسات المجتمع المدني.
11- إنشاء هيئة مستقلة منتخبه انتخابا من مؤسسات المجتمع المدني انتخابا للإشراف على الانتخابات .
12- تحسين الوضع المعيشي للمواطن وزيادة دخله السنوي .
13- اجتثاث الفساد والفاسدين من مؤسسات المجتمع المدني
14- المطالبة بالحريات العامة وحكومات برلمانية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص .
أدوات تحقيق الإصلاح المنشود:
1- توفر الإرادة السياسية للإصلاح .
2- مؤسسات المجتمع المدني: مجلس النواب كمؤسسة تشريعية ورقابية ومجلس الأعيان وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة بإحداث الإصلاح.
3- القوى الشعبية الضاغطة المطالبة بالإصلاح والمستفيدة منه .
4- الأحزاب السياسية.
5- قيادة وطنية مثقفة واعية لمطالب القوى الشعبية ومدركة في الوقت نفسه لمصالح الوطن وأمنه واستقراره كشرط أساسي لإحداث الإصلاح المنشود والتغيير في المجتمع
6- الزمن : حيث الإصلاح يحتاج لوقت زمني لانجازه .
لماذا بدأت القوى الشعبية المطالبة بالإصلاح في الأردن :
من الأسباب الأساسية جدا للمطالبة بالإصلاح تدني المستوى المعيشي للمواطن الأردني ازدياد فقره وجوعه وحتى عطشه والبطالة وانتشار الأمراض بسبب غياب الرقابة الصحية ألفاعله وليس المنتقاة والرقابة البيئية والصحية على كافة المنتجات الزراعية والحيوانية والأدوية المنتجة أو المصنعة داخليا أو المستوردة من الخارج والفساد في إدخال بعض من هذه المواد الفاسدة إلى الأردن بعد أن يتبين بأنها فاسدة أو رفضت إدخالها من قبل دول أخرى .
نهب وسرقة وبيع ثروات وممتلكات الوطن بثمن بخس ، أضف إلى ذلك فساد الأنظمة والقوانين الناظمة لمؤسسات وإدارات الدولة المختلفة والذي نتج عنه فساد مالي وإداري وانعكاس ذلك سلبا على حياة المواطن الأردني ، حيث انحدرت الطبقة الوسطى والتي تمثل الأغلبية في معظم المجتمعات في العالم وأصبحت طبقة فقيرة ، فأصبح عندنا في الأردن طبقتان فقط لا غير : طبقة الأغنياء والتي تتحكم في مقدرات الوطن والشعب والدولة أيضا وهي قلة قليلة بالمجتمع الأردني قياسا للطبقة الفقيرة مما أثقلت كاهل الشعب وأصبح في وضع لا يطاق ، والطبقة الأخرى هي الطبقة الفقيرة التي أصبحت بانضمام الطبقة الوسطى إليها بحكم انحدار مستواها للطبقة الفقيرة تشكل الأغلبية العظمى في المجتمع والتي تحتوي على أفراد وطنيون يتسلحون بالعلم والمعرفة والثقافة ، فعبرت عن تضررها من الوضع الفاسد القائم مطالبة في الإصلاح من كافة نواحي الحياة بما يضمن لها حياة عزيزة كريمة شريفة ، ولهذا تراه رفعت شعارات عدة منها على سبيل المثال لا الحصر:- مواطنين لا رعايا .. حقوق لا مكارم. وهي من وجهة نظري من أروع الشعارات التي رفعت دون الانتقاص من الشعارات الأخرى، لأنه حقا: كيف يقسم الشعب.. جزء منه يحصل على مكرمة قوات مسلحه .. جزء آخر مكرمة معلمون.. جزء آخر مكرمة رؤساء جامعات .. جزء آخر مكرمة مخيمات ..وغيرها الكثيرة لا مجال لذكرها في هذه المقالة ؟؟؟؟!!!!!! أليس الطبيب مثلا يخدم الوطن والمواطن، إذن لماذا لا يكون له مكرمة ؟؟؟ وقس على ذلك.
ومن هنا يأتي دور النخبة المثقفة الوطنية الواعية التي تمتلك المعرفة التراكمية والعلم والوعي لحاجات هذه الطبقة ذات الأغلبية العظمى ، والتي انبثقت من رحمها وأخذت تتبنى مطالب القوى الشعبية المطالبة بالإصلاح من حركات شعبية تحت مسميات مختلفة تلتقي كلها على مطالب الإصلاح الشامل لكافة مرافق الدولة والمجتمع وهي التي بثت الروح والنخوة والشجاعة عند معظم الأحزاب الأردنية وأخذت تركب الموجة مع الحراكات الشعبية مطالبة هي الأخرى بالإصلاح .
وعلى فكره بالنسبة للأحزاب السياسية العربية وخاصة التي تمثل التيار الديني الإسلامي في دول الربيع العربي مثل تونس ومصر والتي لم يكن لها دورا يذكر في ثورات الربيع العربي كما يسميه الكثيرون ، استطاعت أن تتلمس طريقا لها في هذه الثورات ونجحت في أن تصل إلى الحكم بينما الثوار الحقيقيون في ثورات الربيع العربي لا يحكمون.
نعم من هنا يأتي دور النخبة المثقفة لقيادة قوى الحراك الشعبي وتنظيم وتوحيد صفوفها وتحديد أولويات الإصلاح المنشود وتوعية الحراكات والقوى الشعبية بالاستمرار بممارسة الضغط الشعبي باتجاه تحقيق الإصلاح . وأيضا بأنه لا إصلاح مع تدمير وهدم منجزات الوطن ، بل بالمحافظة عليها وتنميتها وتطويرها والبناء عليها والحفاظ على امن الوطن واستقراره .. فلا إصلاح بدون امن واستقرار الوطن .. ولا إصلاح إن بقيت الحراكات والقوى الشعبية المطالبة بالإصلاح متشرذمة ، حيث الانقسام والتشرذم لا يحقق إصلاحا ، أيضا أن تلكؤ الدولة في انجاز مطالب القوى الشعبية والحزبية ، سيؤدي حتما إلى رفع سقف الشعارات المطالبة بالإصلاح