هل شهداء قناة الجزيرة أكبر من شهداء القنوات الفضائية الأخرى.. ولماذا "الزوم" على مراسليها دون غيرهم؟
استشهد يوم أمس مصور قناة "الجزيرة" سامر أبو دقة، بعد إصابته بقصف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين في خانيونس جنوب قطاع غزة، وكان أبو دقة أصيب في وقت سابق الجمعة رفقة زميله المراسلوائل الدحدوح، التي وصفت حالته بالمستقرة، بينما بقي أبو دقة ينزف بعد منع الاحتلال وصول المساعدة الطبية إليه لمدة 6 ساعات، لينضم إلى كوكبة من زملائه الشهداء الصحفيين الذين وصل عددهم إلى "91" صحفياً ومراسلاً ومصوراً، وارتقوا خلال تغطيتهم وآداء واجبهم، لنشر صورة الاحتلال الغاشم على قطاع غزة، ولكن الملفت للنظر والغريب بالأمر أن قناة الجزيرة تحاول الصعود على ظهر شهداء "الحقيقة" والواجب، حيث سلطت الضوء على الشهيد "أبو دقة" بشكل مبالغ فيه متناسية باقي زملائه الشهداء الذين سبقوه إلى الشهادة، فكان من الأجدر بهذه المحطة العربية وضع جميع الصحفيين في خانة واحدة وعدم التمييز بينهم، حتى لو كانوا خارج نطاق كادرها، لأنهم جميعا عملوا في نفس الظروف وتحت قصف عدو واحد وغايتهم واحدة في كشف جرائم الاحتلال.
الأمور لم تتوقف عند "شو" الجزيرة الإعلامي فقط، بل وصلت أيضاً إلى الجانب السياسي، فطل علينا وزير الاتصال الحكومي الناطق باسم الحكومة الأردنية الدكتور مهند المبيضين، بعد تقديمه التعازي إلى مدير مكتب الجزيرة بعمّان، وهذا الأمر ليس شيئاً مكروها بل واجباً تقديمه ولكن كان من الواجب عليه أيضاً تقديم تعازيه للمسؤولين عن جميع الصحفيين والمصورين الشهداء الذين سقبوه، للابتعاد عن دائرة "التطبيل" والصعود على ظهور الشهدا أيضاً ولفت الأنظار والدراما، فقط لأنه يعمل في قناة الجزيرة، وهنا نقول للجزيرة والمبيضين أن جميع الصحفيين الشهداء لهم أسماء أيضاً، وقاموا بتقديم أرواحهم فداء لغزة وفلسطين أولاً، ولمهنة الصحافة ثانياً، ويجب معاملتهم معاملة واحدة.
ورحم الله جميع الشهداء الذين ارتقوا إلى بارئهم، مواطنين وزملاء في المهنة.