إلى أنصار البخيت الجدد

من الطبيعي أن يثير طلب رفع الحصانة عن معروف البخيت ردود فعل تضامنية معه من قبل أقاربه أو من تربطهم به علاقات بيروقراطية أو شخصية، يعني من جماعته.
لكن أن ينضم لهؤلاء مجموعات، ليست بالكبيرة، محسوبة على نظام الأسد وأخرى مشهورة بشوفنيتها الإقليمية العميقة وتدّعي أنّها حراكا شعبيا، فهذا أمر مثير للتساؤل ويحتاج إلى وقفة تأمُّل نقدية تحليلية.
صحيح أنّ البخيت ليس بالفاسد المباشر، لكنّه وحسب أنصاره الجدد فقط كان امتثاليا، بمعنى أنّه يقف على مسئولية الولاية العامة ويمرر المصائب دون أن يستفيد، ومن هذا المدخل الامتثالي المرير تم تزوير الانتخابات وسرقة البلد.
الجدد يقولون أنّ البخيت يتعرّض لحالة انتقام سياسي، وأنا أدعوه وأدعوهم لعقد مؤتمر صحفي يتكلم فيه البخيت عن كل الأوامر التي جاءته ليمرر القرارات، وأن يكون شجاعا ولا يسمح لهم بجعله كبش فداء وزفر مرحلة.
قد أُصدّق أنّ تحويل البخيت إلى المحاكمة ليس بالأولوية القصوى الآن، فهناك ملفات أهم وأكثر تأثيرا في فلسفة مصداقية مكافحة الفساد كموارد والفوسفات والتخاصية.
لكن هذا لا يعني أن ندافع عن الرجل تحت عناوين لا تبدو منصفة، فمنذ متى والبخيت مع الحراكات، أَلَم تقم حكومته بتوجيه كل الضربات الكبرى للحراك، ألا تتذكّرون دوار الداخلية وساكب وسلحوب وغيرها؟!
البخيت لا يحق له أن يكون رمزا للوطنية الأردنية، وحتى نجاري أنصاره الجدد، نقول يكفي ما تعترفون به من امتثالية متطرفة قدّمها الرجل في فترة حكمه لتثبت أنّه ليس بالجدير أو المؤهَّل للدفاع عنه والاشتباك لأجله مع النظام.
نطالب بمحاكمة عادلة قانونية وليست سياسية للبخيت، ونطالب البخيت أن يكون وطنيا حرا، ويفصح لنا عن كل الكواليس التي حيكت في لحظات النهب للمال والقرار العام، فلا صمت مبرر وقد وصلته سكين التصفية.
التيار المركزي في قائمة الفاسدين لا زال حرا طليقا لم تمسسه نار المساءلة، ولعل في هذه الانتقائية ما يبرر انحياز البعض من الأقارب والعشائر إلى فاسد منهم.
هنا، وحتى نصدّق مزاعم النظام بمكافحة الفساد، نطالبه بترتيب أولوياته في الملفات، وبالتخلي عن الانتقائية المريبة والمشينة، فالشعب يعرف الرؤوس فاحذروه أيّها المطمئنون.